المقالات

سكبت محبرتي و لم أكسرها

حقيقة و قبل الخوض فيما أريد سرده، لزم عليّ الإشارة إلى أن الإعلام هو المرآة الصادقة للمسؤول القابع خلف مكتبه قليلاً أو كثير، نعم إنها الصحافة التي أنهكت صناعتها أقلاماً، سخرت جل وقتها للكتابة في حب الوطن، و قد ألبسها صاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، ألبسها تاجاً مرصعاً بما يصدح به بالقول تأكيداً :(إن الإعلام جزء مهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، لتقييم أداء الحكومة و الوزارات و أعمال الوزراء و كل الجهات المسؤولة، و إن الإعلام جزء مهم في تقييم الرؤية، و التأكد أن الجميع يسير بشكل صحيح لتحقيق الأهداف المرجوة)، كلمات شامخة أجزم إنها أكسير الحياة لصحافتنا، بل إنها قبلة الحياة التي تنعش بعون الله أنفاسها، و إن اعتبرنا أن لكل إنسانٍ منّا في هذه الحياة رسالة يؤديها، فرسالة الكاتب سامية لأنه مؤتمن لإيصال الحقيقة غير المزيفة و البعيدة عن الثرثرة و النزعات الشخصية، للمساهمة بما تحويه محبرته في نهضة المجتمع و حثه على أداء ما اؤتمن عليه، و قد يرضى بعضهم عنّا ويسخط الآخر، وفي كلتا الحالتين يجد الكاتب معنى و قيمة للمجتمع الذي يعيشه هو و الآخرون، فما تلبث أن تجف أحبار أقلامهم وتضمحل في وادٍ من النسيان، بحثاً عن راحة البال التي يفتقدها من عشق الكتابة، بأفكار تداهمه عند سكرات النوم لتقلق مضجعه، بلا تردد ليكتب مقالاً هادفاً في حب الوطن، إنها الصحافة بلا ألوان و أجمل ما فيها جنون و فنون، أجزم أنها قد تهوي بمن لا يحسن التجديف، إلى ظلمات و منزلقات لتجاوزه خطوط و محذورات لثرثرة بلا هدف، و بعد أن كتبنا ونكتب ويكتب الآخرون على امتداد الوطن، هل يتقبل النقد البناء من نشير إليهم بالتلميح بما تسكبه محبرتنا؟ أجزم القول: نعم، إيماناً بأننا شركاء في تحقيق تطلعات ولاة الأمر، حفظهم الله تعالى، الهادفة للوصول بالوطن في كل مجالات الحياة إلى مصاف الدول المتقدمة، و يجد البعض و إن شئت قل: الكل، يجد في الصحافة مرآة، باعتبار أن الصحافة و الإعلام المتنزه عن الرياء و التطبيل، هي الداعم الرئيس للتنمية التي نعيشها و تعيشها مملكتنا الحبيبة، وفق رؤية بانت ثمارها بحصاد فاق التوقعات و الأحلام، لأننا بعون الله تعالى تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز و سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سدد الله خطاهم بعنايته، نحلم لنحقق و نعيش الحلم واقعاً نلمسه في حاضرنا و مستقبلنا و الأجيال القادمة، و هنا يراودني سؤال مضمونه *هل يقرأ المعنيون صحافتنا*، في إشارة و إشادة إلى من يهوى القلم الممزوج بالألم، و ما يسطره على صفحات إعلامنا المرئي و المسموع و المقروء، إذ لا بد يعود من ابتعد، كالذي لا يستطيع فراق محبوبته و إن طال بعادها و السفر..
*خاطرة*: في بعض الألم ما يحرك القلم، ليسطر مقالاً تسرد فيه الحكاية من البدآية..

عبدالرزاق سعيد حسنين

تربوي - كاتب صحفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى