
(مكة) – مكة المكرمة
وجه معالي الرئيس العام لرئاسة الحرمين الشريفين “وصية” لقاصدي المسجد الحرام جاء فيها :.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين جعل بيته الحرام مثابة للناس وأمنا والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على سيد الأولين والآخرين ورحمة الله للعالمين نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغُرّ الميامين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيأيها الأخوة المسلمون نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه.
أيها الأخوة الأحبة في الله لا يخفى عليكم جميعا أن الله سبحانه وتعالى منّ علينا بهذا الحرم الآمن (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى? إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا ولَ?كِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) القصص 57 ، (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) العنكبوت آيه 69
فهذه نعمة عظيمة أن يَسَّر الله بيته الحرام مثابة للناس يثوبون إليه وأمنا يتحقق فيه أمنهم وسلامتهم.
وإن هذا البيت العظيم إنما بُني وشُيِّد على التوحيد والإيمان بالله عزوجل
1. قال تعالى(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) الحج آيه 26 ، وهذا يحتم على المسلم أن يراعي صحة المعتقد وسلامة المنهج واتبِّاع الهدي النبوي وهو يعيش في هذه الرحاب الطاهرة وإن التذكير بإفراد الله بالعبادة وإخلاص الدين له ,والتفرغ للعبادة فيما يخص إخواننا الذين يفدون إلى هذا البيت العظيم لاشك أنه من أولى ما ينبغي على المسلم ، كما أن المسلم ليُسَر ويبتهج وهو يرى جموع المصلين وجموع الطائفيين والزائرين والمعتمرين يؤموّن البيت الحرام استجابة لنداء ابينا إبراهيم عليه السلام(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ
رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) ابراهيم 35-36 ، فنرحب بزوار بيت الله الحرام في هذه المواسم المباركة وندعو لهم بالقبول والإعانة والتوفيق وهاهي جموع المعتمرين ولله والحمد والمنّه تزور وتقصد هذا البيت الحرام آمنةً مطمئنة فنذكرهم ونوصيهم وأنفسنا بتقوى الله عز وجل والإخلاص له سبحانه وحٌسن التعبد والعقيدة الصحيحة واتباع سنّة النبيّ صلى الله عليه وسلم والتحذير من المخالفات العقدية والشرعية التي يرتكبها بعض المسلمين فينبغي علينا أيها الإخوة أن نعظم بيت الله الحرام كما قال سبحانه :.
(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) الحج آية 26 ، (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) البقرة آية 125 .
فتعظيم هذا البيت ومراعاة آدابه وقدسيته من أهم ما ينبغي على من قصد بيت الله الحرام وكذلك التحلي بآداب المسجد الحرام والتعاون مع العاملين فيه لاسيما مع هذه المشروعات العظيمة والتوسعات المباركة العملاقة التي توجد في الحرم الشريف ومنها مشروع خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله – لرفع الطاقة الاستيعابية للمطاف فما أحرانا أن نتعاون على البر والتقوى ؛ نتعاون مع القائمين على شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ونتعاون مع رجال الأمن الذين يبذلون جهوداً كبيرة في الحفاظ على أمن وسلامة المعتمرين كذلك البعد عن مواطن الزحام وعدم الجلوس في الممرات وأمام الأبواب وعند المقام ومراعاة ازدحام الطواف فينبغي على إخواننا المسلمين أن يحرصوا على إتاحة الفرصة لإخوانهم المعتمرين وعلى المتطوعين في الطواف أن يتيحوا الفرصة لإخوانهم المحرمين تعاوناً على البر والتقوى فلنتعاون جميعا في تهيئة مناخ التعبد في المسجد الحرام والأجواء المناسبة للمعتمرين و الا يشقّوا على أنفسهم وأن يتعاونوا ويرحموا إخوانهم وأن يلينوا بأيديهم وأن يتعاونوا معهم على البر والتقوى وليحذروا من مواطن الزحام وأذى إخوانهم المسلمين بالقول أ وبالفعل(وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الأحزاب 58 وليتحلوا بلأخلاق الكريمة والشمائل العظيمة.
وكذلك ينبغي ان يتفرغ المعتمر لما أتى من أجله وهو أداء العبادة فلا ينصرف عن ذلك لشيء من الأمور ومن الملاحظ على بعض إخواننا أنهم ينشغلون بالتصوير وغيره مما يفسد لذة العبادة فواجبنا أيها الإخوة أن نتعاون في رعاية أمن المسجد الحرام وسلامة المعتمرين وأن نرعى لهذا الحرم قدسيته وآدابه وأن نحرص على نظافته وصيانته وأن نتفرغ للعبادة وأن نتوجه للأدوار الأخرى فالحرم ولله الحمد والمنّة واسع ومتعدد الأدوار فينبغي علينا ان لا نكثف الوجود في المطاف فقط وإنما أدوار الحرم كبيرة لاسيما توسعة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- .
وهمسة للمرأة المسلمة أختنا الكريمة بالتأكيد على حجابها وعفافها وحشمتها وبعدها عن الاختلاط بالرجال وأن تحافظ على أطفالها وأن نرعى الأبناء قياماً بواجب الأمانة وأن نستفيد من الأوقات فيما يقربنا إلى الله نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يجزي وليّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء على هذه الجهود المباركة في تهيئة الأجواء للقاصدين لبيت الله الحرام فادعوا له بالشفاء والعافية والتوفيق لما يحبه الله و يرضاه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.






