المقالات

قراءة في رؤية 2030

يداية.. أنا مثل أغلبية السعوديين غير مختصٍ في الفكر والخطط الاقتصادية والسياسية، ولو أنني مثلهم في ممارسة حقنا من الثرثرة فيها وغيرها من القضايا. لكن سأعبر عنها بلغة عفوية ربما طافت بأغلبنا ولا تزال منذ سماعنا للمقابلة مع الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، والتي انتظرها الكثير بقلوب خائفة؛ لغموض شخصية الأمير وتوجهاته وقدراته. وستكون القراءة للرؤية بيانًا لانعكاسات هذه الرؤية على نفسياتنا وفق ما سمعناه وشاهدناه وأحسسنا به تجاهها، وإن شئت فسمها قراءة أي مواطن مفعم بالوطنية. سرت بسببها أقوى روح تفاؤل بيننا تجاه أي خطاب حكومي سمعناه منذ سنوات طويلة. شعور باعتزاز وطني ظن الكثيرون أنه لن يتبع عاصفة الحزم والعزم لها مثيلا..فإذ بالرؤية وعرضها من القائد الشاب تقفز بنا كثيرًا في سلم الفخر بالقيادة الجديدة. لغة حديث لم نعهدها من فرد في الأسرة منذ عهد الفيصل -رحمه الله- في هذا العمر وفي قضايا حساسة جدا وعميقة جدا، ومن شخصية كانت غامضة في أعيننا كثيرًا، لكنها أسفرت عن أجمل ما نتمنى من الرجال، وندعو الله أن يجعل الباطن خير من الظاهر.

ثقة في النفس انعكست على السامع بتأثير مدهش، وكأنها من أجمل الدروس التطبيقية في معنى القيادة الكارزمية. بساطة ووضوح ولغة علمية متقدمة ووعي بالواقع وشفافية كلها بلغة أدهشت المختص وأبهرت غير المختص. رأيت ابتسامة ذات مغزى جديد لم أعهدها في وجوه كثيرين ممن لا يعجبهم في الدولة شيء سوى النقد والذم لمفاصلها جميعًا. تفاؤل كبير بأننا نقارب بهذه الرؤية أن نخرج من عنق الزجاجة في كل ما ضاقت علينا به الأرض بما رحبت وظننا بسببها الظنون. فقط.. تمنيت لو كانت مساحة الطمأنة تجاه القيم الشرعية والمجتمعية الراسخة والمتفق عليها أخذت نصيبًا أكبر..لا شك في الرؤية، ولكن حماية لها من التشكيك الذي أخشاه من التفسيرات الحذرة.. تمنيت لو كان دور التعليم في الرؤية أكثر وضوحًا؛ لأنه يبدو كما أراه بعين المختص بعيد جدًا عنها، ولم يظهر فيها ما يكفي لها..فحال التعليم لا يكفيه تحول، بل انقلاب عظيم عسى أن ينتج بعده تغييرًا حقيقيًّا.. تمنيت لو فتحت البلاد على مصراعيها لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها؛ فهي من أعظم المدخلات الداعمة للخطة الثقافية والسياحية..وذات مورد مالي ضخم..

تمنيت لو أبرزت الرؤية ضمان شمولية التنمية لجميع المناطق والمحافظات..بعيدًا عن واقعها المتمركز في مناطق النفوذ لأصحاب القرار من المسؤولين سابقا.. تمنيت لو أنها دعمت مزيدًا من الإصلاحات السياسية في مجال الحريات والحقوق، وخاصة للطفولة.. أعلم أن هذه الأماني كلها أو جلها لها مساحات في زوايا الرؤية، لكني حين رأيت اللغة الجميلة والمحفزة طمعت أكثر وأكثر وأكثر.. وهل مثلي يلام حين أطمع كما تطمعون من هذه القيادة الشابة؟! نجمع كلنا بعد أن رأينا منها ما رأينا أنها (غير) ونرجو من الله لها مزيدًا من التوفيق والسداد.. اللهم احفظ وطننا بحفظك..واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك وقام على حمل أمانة الشعب والوطن والأمة على عاتقه مستعينًا بك متوكلا عليك..يا من كتبت العزة لله ولرسوله وللمؤمنين..يا أرجى من تعلقت بسؤاله القلوب والأبدان..يا أكرم الأكرمين..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com