معلم العلوم الذي صار مسؤول الطيران الأكبر

شكرًا لمن بشرنا بالمهارة لا بالشهادة..
كان نداء سمو ولي العهد إلى أن القيادة ستكون لمن يمتلك المهارة..
وكنت أؤمل كثيرًا في هذه البشرى -لما فيها من حرق لمراحل الزمن في التنمية- أن تتم بعد عقد إلى عقدين من السنوات..
ولم أكن أعلم أنها أقرب من ذلك بكثير..
لقد تحققت اليوم في قرار المميز أيمن أبو عباة..

عرفته بعد أن تخرج من كلية المعلمين..
وكان طالبًا مميزًا..
ليلتحق بالعمل معلمًا في مجمع جامعة الملك سعود التعليمي ويصبح من لحظة مباشرته العمل شخصية مميزة..
ولأنه مميز فقد تجاوز كثيرًا من الضوابط التي كانت تدفعه إلى مواقع مسؤولية لا ينالها إلا أهل الشهادات المبروزة في إطاراتها الفاخرة..
لكنه يفرض نفسه دومًا ضمن الحالات النادرة التي تنال التميز في إسناد مهام له لا ينالها عادة إلا أهل الشهادات..
أتذكره حين زارني في مكتبي في الوزارة، وهو يخبرني بأنه قدم استقالته..
وكان ليس بينه وبين سنوات التقاعد المبكر إلا بضع سنوات قليلة..
فاجأني جدًا لأني كنت أتمنى له إكمالها ثم يتفرغ لطموحه، ويبقى له دخلًا يحفظه من غوائل الزمان..
وأصدقكم أني خشيت عليه كثيرًا من الندم..
لكنه كان فوق التحديات..
صحيح أني عرفته مقدامًا..
لكنه لا يتهور..
وهذه صفة من أهم صفات القائد العظيم..
كما أن من أهم صفاته التعلم السريع؛ ليبلغ درجة المحترف في أي مجال يعمل فيه..
لذلك مع تنقله في عدد من المواقع فرحت له كثيرًا أن وصل بتوفيق الله ثم باجتهاده وإتقانه في سنوات قليلة إلى نائب الرئيس التنفيذي للتشغيل بشركة مطارات الرياض..
ولذلك لم أتفاجأ منه حين رأيت القرار المفاجئ بتكليفه رئيسًا تنفيذيًا لمطارات جدة..
إنه الأستاذ المميز أيمن بن عبدالعزيز أبو عباة يا سادة..
سأراهن على نجاحه في أصعب المهام..
مطار جدة تاريخ طويل من المشكلات والعقبات..
لكن المميز أيمن سينجح -بمشيئة الله- أكثر مما يظنه المختصون وأهل الشهادات في إدارة أصعب مطارات المملكة وأحد أصعب مطارات العالم لتحديات الحج والعمرة والسياحة في جدة..
سيكون المميز أيمن أبو عباة هو بداية السيل للقيادات ذات المهارة لا الشهادة..
كثيرون يعلق بك الأمل يا أيمن المميز لتكون مفتاح خير لبشرى سبق بها ربان الرؤية سمو ولي العهد..
سر في طريقك..
وسنراك قريبًا أيها المميز في (من الصفر)..
فأنت أولى بهم وأحسن..