
(مكة) – مكة المكرمة
كشف مفكرون وسياسيون عن أبعاد الدور التآمري الذي لعبته قطر في أحداث الثورة الليبية، بهدف نشر الفوضى والخراب والتمكين للجماعات الإرهابية للانتشار في ربوع ليبيا على حساب مستقبل ملايين الأبرياء، وأجمعوا على أن النظام الحاكم في قطر أنفق مليارات الدولارات من أجل تخريب ليبيا، وأشاروا في تصريحات لصحيفة “الاتحاد” الإماراتية، إلى أن جزءاً كبيراً جداً من المليارات القطرية ذهبت إلى التنظيمات والجماعات المسلحة، لتنفيذ مخطط مشبوه، يهدف إلى تقسيم ليبيا إلى دويلات متناحرة متصارعة.
وأوضح المفكر والسياسي الليبي إبراهيم الغويل أن الدور الذي لعبته قطر في ليبيا وبقية دول الربيع العربي، جزء من سيناريو، كان مصمماً للمنطقة العربية، يعمل على تفتيت الدول العربية عبر إثارة الفتن والفوضى بين شعوبها، مشيراً إلى أن قطر هي من عرضت نفسها على أمريكا والغرب للقيام بهذا الدور، وقالت لهم: “لديكم بعض الأعمال في المنطقة تريدون القيام بها، وليس من المناسب أن تقوم بها إسرائيل، وأنتم مكلفون بها آخرين يقومون بها على استحياء، وإننا على استعداد لأن نقوم بكل ما تريدونه من دون استحياء”.
وتابع الغويل: “مخطط التخريب والتدمير الذي نجحت قطر في تنفيذه في ليبيا، كان مقرراً أن يتم تنفيذه في العديد من الدول العربية، وفي مقدمتها دول ما يسمى الربيع العربي، ولكنه فشل في مصر، بفضل صلابة وتماسك الجيش المصري، وللأسف نجح مخطط قطر التآمري في ليبيا وسوريا، وإلى حد كبير في اليمن، وفي الحقيقة أنه ليس بالأمر الغريب على قطر أن تلعب هذا الدور المشبوه، حيث إن دورها التآمري معروف وممتد منذ أكثر من 25 عاماً، وبالتحديد منذ أن تولى الحكم في قطر الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني”.
وأشار إلى أن ما فعلته الدوحة لإثارة الفتنة والاضطرابات في ليبيا كان من خلال قناة الجزيرة، والتي كانت قطر تستخدمها لهدم كل العلاقات الليبية العربية، وبالأخص العلاقات مع مصر، بالإضافة إلى استخدام قطر للإخوان والجماعات المتطرفة التي عاثت في الأراضي الليبية فساداً، ودعمتهم بالمال والسلاح، لتنفيذ مخطط التقسيم، وذلك بهدف الاستحواذ على حقول الغاز الطبيعي في ليبيا.
من جانبه، أشار مدير مركز الخليج لمكافحة الإرهاب، بلال الدوي، ومؤلف كتاب “قطر إسرائيل الصغرى ورأس الأفعى”، إلى أنه في 17 مايو 2013، خرجت تظاهرات في عدد من المدن الليبية تندد بالتدخل القطري السافر في الشؤون الداخلية للبلاد، حيث قام بعض متظاهري بنغازي بحرق دمية تشبه حمد بن خليفة، بعد ضربها بالحذاء، كما تم حرق العلم القطري في مدينة طبرق، وعلى أثر ذلك قام السفير القطري في ليبيا محمد بن ناصر بن جاسم بتوجيه تحذير شديد اللهجة للحكومة الانتقالية المؤقتة والمؤتمر الوطني العام، واصفاً إياهم، الحكومة والمؤتمر، بأنهما ناكرا الجميل.
وأشار الدوي إلى أن تحذيرات محمد بن ناصر عكست الدور القطري فيما حدث في ليبيا، موضحاً أن المؤامرات التي نفذتها قطر في ليبيا كثيرة ومتعددة، بداية من إيواء علي الصلابي القيادي البارز في جماعة الإخوان الإرهابية، واستخدام المنتمين لتنظيم القاعدة لتحقيق أغراضها في السيطرة والهيمنة على ليبيا، ومنهم عبد الحكيم بلحاج وسفيان بن قمو، وهما من المنتمين للقاعدة، والعمل على مساندتهما بالباطل في مسرحية هزلية للتحكم في المشهد الليبي، ودفعهما للأمام لقيادة الليبيين بعد سقوط نظام القذافي، وتم ذلك بمساعدة “ديبورا كاي جونز” السفيرة الأميركية في ليبيا، وأحمد ياكيجي السفير التركي في ليبيا، وبالطبع السفير القطري.