المقالات

خدمة الحرمين أعظم شرف لقيادتنا

يهل علينا موسم حج هذا العام وحكومة خادم الحرمين الشريفين قد سخرت كل إمكاناتها وقدراتها البشرية والمادية لخدمة ضيوف الرحمن، ليؤدوا فريضتهم بكل يسر وسهولة، ولم يحفظ التاريخ استقرارًا وخدمة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة طوال التاريخ خلال قرون مضت كما تم في العهد السعودي الزاهر من خلال ملوكه وحكوماته الرشيدة.

لقد فطن الملك المؤسس عبدالعزيز منذ الأيام الأولى لدخوله الحجاز أنه لن يُمكّن في حكمه لهذه البلاد إلا بعنايته بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، فحظيت هذه المقدسات باهتمام وصيانة وبناء لم تحظ به طوال تاريخها، وهذه هداية وفضل من الله عز وجل له كإمام وقائد للمسلمين مؤتمن على بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، وكان هذا العمل والنية الصالحة التي سبقته هي رأس الأسرار في تواصل هذه الدولة المباركة، وهذا ما شهده أبناؤه الميامين معه؛ وظلوا يتنافسون ملكا بعد ملك في استمرار وتنمية ذلك العمل العظيم الجليل، حيث بدأت التوسعات العملاقة للحرمين الشريفين منذ عهد أبيهم وواصلوا بعدها بكل صدق وأمانة رعاية للمسلمين حتى أن هذه الدولة التي اختصها الله عز وجول برعاية الحرمين وحجاج بيت الله ومعتمريه كانت تصرف على هذه المقدسات جزءًا كبيرًا جدًا من مداخيلها حتى في أشد حالات الضيق الاقتصادي في الواردات المالية؛ فظلت النظافة علامة فارقة في المسجدين الحرام والنبوي والصيانة المتصلة بأحدث التقنيات الدولية والتوسعات، حتى أن ضيف الرحمن الذي يأتي من أقصى أرجاء الأرض ومن أرقى دول العالم يذهل من حجم ونوع ومقدار الانفاق والعناية. وظل ملوك المملكة العربية السعودية من عهد الملك عبدالعزيز منذ أن يدخل شهر مضان المبارك إلى نهاية موسم الحج يتقلد كل منهم بلقب خادم الحرمين الشريفين أو حاميه؛ حتى أصبح لقبا رسميا لثلاثة ملوك هم الملوك: فهد وعبدالله وسلمان، متنازلين ومتخلين عن لقب صاحب الجلالة.

إننا لا نستطيع حصر ما قام به ملوك المملكة العربية السعودية تجاه مقدسات العالم الإسلامي سواء على مستوى الحرمين الشريفين أو المشاعر المقدسة أو ماء زمزم أو وسائل وطرق النقل أو السكن أو توفير الخدمات المساندة من ماء ووسائل اتصال، وسهولة دخول وخروج وتسهيلات على كافة الأصعدة لأنها ملحمة عمل عملاقة أبهرت المحب والمحايد والحاسد والناقم؛ ولا يستطيع أحدًا أن يجد ملاحظة على الأدق.

لقد ألهم الله الملك عبدالعزيز وأبناؤه الميامين ذلك، ووهبهم هذا الإخلاص في العمل للحرمين الشريفين والدعوة إلى الله وفق نهج السلف الصالح، فكانت لهم الريادة والفضل فيما قدموا؛ ولا زالوا يشعرون أن المطلوب منهم أكبر مما قُدِم، ولا يخلو عام من مشروع جديد أو تطوير أو توسعة.

أكتب هذا وأنا أعمل على أكثر من كتاب في إنجاز تاريخ الدولة الثالثة، وكانت هذه الملاحظة هي الأبرز في استمرار هذه الدولة بجانب حرص الملك المؤسس وأبناؤه على إشاعة وتطبيق العدل، ونشر التعليم وتقديم الخدمات الصحية بالمجان لمواطنيهم وضيوفهم والاهتمام بوسائل النقل والمواصلات فشكلت كلها حزام أمن وأمان للمواطن والوافد وضيف الرحمن بعد فضل الله لنا ولبلادنا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. دكتور . محمد القدادى
    مساء الخير.
    نحن فى انتظار مؤلفاتك عن تاريخ الدوله السعوديه الثالثه ليكون لنا شرف قرأتها ونزداد علمآ ومعرفه .
    نعم ( خدمة الحرمين الشريفين اعظم شرف لقيادتنا الرشيده)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com