المقالات

اختفاء خاشقجي الحقيقة والخيال

ينسى ترامب وغيره من السياسيين أن المملكة العربية السعودية قامت وتأسست وتوحدت قبل ظهور البترول، متجاهلًا أو متغافلًا أن أهم أساس لهذه الدولة شرف خدمة الحرمين الشريفين وولاء الشعب السعودي كافة.
وفي موضوع اختفاء خاشقجي علينا أن نرتب الأحداث إذا أردنا فهم ما يحدث على الساحة حاليًا من حشد وهجوم إعلامي علني، لمواقف سياسية فاسدة من أصحاب البلطجة السياسية إذا جاز لي استخدام هذا المصطلح؛ لأنه يطابق الواقع بالفعل.

لأن الصورة قد اكتملت؛ وزال الشك إلى يقين مطلق، أن المؤامرة وساعة الصفر لها قد دقت من الأعداء المحتشدين المتربصين ببلادنا؛ التي نجت من الخريف العربي الذي أخذ كل شيء؛ بفضل سياسات الحكومة الرشيدة واحتواء لشعبها، وهذا ماخيَب آمال المخططين الغرب الذين منذ عام 2002م كانوا يبشرون بمثل ما حدث للعراق والسعودية ومصر نجحوا في هدف وفشلوا في هدفين بسبب قيادة بلادنا الحكيمة التي أحبطت ما أرادوه لبلادنا ولمصر.

والآن يريدوننا هدفًا مباشرًا: إما الدفع وفق قانون البلطجة؛ أو إطلاق الضباع القذرة علينا؟

‏لذا يجب ربط كل الأحداث خاصة الأسابيع التي سبقت اختفاء خاشقجي.
‏ وأي مراقب مبتدئ يلحظ ذلك الابتزاز السياسي الدولي الرخيص من رئيس دولة عظمى بشكل فج وقذر وعلني، سيعقبه من آخرين؛ إن تم الرضوخ، فمن المهم ألا تقبل به قيادتنا؛ لأن تبادل الأدوار أمن لأحزاب واضح جدا بيَن؛ يظهر فيه العديد من الدول والمسؤولين الدوليين ومفاصل إعلامية مملوكة موجهة بشكل منظم.

فخلال عملي في الشأن السياسي صحافيا أكثر من ثلث قرن؛ ليس في السياسة الدولية شيء اسمه صدفة أبدًا؛ لأن كل حدث يسبقه إعداد مبكر؛ وصولًا لهدف محدد وفق رسم متعدد الاحتمالات والنتائج؛
‏والماضي مفتاح الحاضر؛ ولنأخذ ملف العراق النووي كأصغر مؤشر الذي اعترف رئيس وزراء بريطانيا بلير قبل وقت قصير أنه تم تضليله من الاستخبارات، وإلا فإن بغداد كانت بريئة على حد قوله. وهكذا يظهر قميص يوسف ودمه وبراءة الذئب منه في كل مرة، لكن الحقائق لا تبان إلا متأخرة بعد أن يذهب كل شيء.

‏إن المتحزبين والمريبين يكثرون سؤالهم: أين صورة خروج خاشقجي من القنصلية في إسطنبول؟
‏ونحن بدورنا نسأل ونقول مادمتم تقولون إنه قتل أو اختطف: أين الجثة؟
‏أين تصويركم الخارجي لمحيط القنصلية لحظة إخراجها أو إخراجه مخطوفًا ومقيدًا من القنصلية؟
لماذا تسألون وتبحثون عن دليل أنتم من يجب أن تحضروه ويجب أن تكونوا تمتلكوه ما دمتم توجهون هذه الاتهامات؟

فلأول مرة في تاريخ القانون والجنائي تحديدًا يفسر الصمت لصالح المدعين رغم أن القانون يقول إن الصمت يفسر لصالح المتهم.

لهذا فإني أقول عجبًا من الأمن التركي الذي عليه إثبات مكان خاشقجي٬ لا أن يطلب من بلادنا إثبات ما ليس واجبًا بقدر ما هو تأكيد متواصل على فشل الأمن التركي؛ الذي يبحث عن كاميرات القنصلية السعودية؛ ولم يُظهر تسجيل كاميراته المقابلة للقنصلية للخاشقجي وجثة الخاشقجي المزعومة تخرج منها؟ هذه سماجة ونكنة سياسية تفلوماسية.

‏الاتجاه الصحيح يجب أن يكون بالبحث عن المستفيد طرف ثالث أو ثانٍ أو في ثنايا القصة الركيكة المزعومة الرخيصة، فيجب أن يُحدث العاقل بما يقبل؛

إن اختفاء خاشقجي قصة مفتعلة تمامًا؛ وبدلًا من التعاضد مع السعودية ومساندتها في البحث عن أحد مواطنيها وتوجيه اللوم للحكومة التركية على فشلها وتقصيرها؛ نراهم يتحزبون ضد أهل المُصاب في مشهد ركيك، ينطبق عليهم المثل “أهل الميت صبروا والمعزين لطموا” أثاروا الغبار لييضيعوا الدليل والحق بين القاتل والضجية.
‏وباختصار
‏مُركز:
إذا أردنا
‏أن نعرف
‏ أين يقبع جمال خاشقجي؟
‏علينا أن نعرف اولاً:
‏ أين يختفي الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير في قطر؟

‏الفعل والنتيجة واحدة.

وعلينا أولًا أن نعرف كيف تم قتل الكويتي محمد الشلاحي والمعارض الإيراني كريمان ومن قتلهما في وسط إسطنبول، وكذلك السعودي مفرح عسيري قبيل عودته لبلاده بساعات، وكذلك السفير الروسي في أنقرة أندري كارلوف وغيرهم عشرات الصحفيين والمعارضين الأتراك والعرب داخل تركيا، ومن قتل أشرف مروان وسعاد حسني كلا على حدة في لندن التي تنوح مثل غراب البين على خاشقجي؟

إن هؤلاء المتربصون المتباكون يتعمدون تجاهل ونسيان أن قيام بنيان وحكم هذه دولتنا الرشيدة اعتمد على العدل والعفو بجانب التنمية.
‏فمنذ عهد الملك عبدالعزيز قام أساس حكمه على العفو عن الخصوم الذين صاهر بعضهم، وقلد آخرين المسؤولية وجعل منهم وزراء في حكومته وهم كانوا معارضين خارج البلاد وداخلها؛ ومنهم من كان مبعدًا أو مسجونًا فعفا ووثق بهم وهم أخلصوا؛ وأبناؤه من بعده فعلوا مثله.

لم يكن حكم بلادنا دمويًا ولله الحمد وهو ما نفخر به.
على هامش الافتعال:
‏وفي ثنايا هذا الكذب والبهتان، رأينا
‏ النائحة اليمنية المستأجرة توكل كرمان؛
‏ أنطقها الله بمطالبتها السعودية بالثبات وعدم السماح لحد بالنيل منها لكنها عادت واستدركت وقالت أعني تركيا، بعد أن نغزها إبليس الذي جوارها مصححًا لها.
‏هي ومن على شاكلتها نقول لهم: انتهى الدرس يا غبي.

‏كما ظهر حقيقة موقف الBBC التي ظلت تكذب مدعية الحياد، وظهر الانحياز المطلق منها أكثر من مرة آخرها في قضية اختفاء الزميل الخاشقجي، وتبنيها لروايات باطله بجانب بثها لأخبار مدسوسة ضد بلادي، كانت رائحة ما يسمى بالحياد منهم عفنة جدًا ومقيتة.

‏هذا الحشد والمكر خائب، ومكر الله أكبر؛ لأن السعوديين ببساطة شديدة لا يقتلون خصومهم أبدًا. ومحبتهم لمليكهم وحكومتهم وقيادتهم وإذا هبت الهبوب رأوا ما لم يفكروا فيه ويصدقوه.
كلنا سلمان وكلنا الوطن
‏ستروننا إذا اشتدت المحن.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه لم يكن حكام بلادي دمويا ولله الحمد وانما الصفح والعفو، وأفضل برهان على ذلك عودة الدكتور كساب العتيبى معززا مكرما فى وطنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com