المحلية

أحدث ما نشر عن مخطوطات المصحف الشريف

(مكة) – عزيزة علي
دراسة جديدة تكشف عن كنوز وفنون المصحف الشريف بعنوان “خط وتذهيب وزخرفة المصحف الشريف، دراسة أثرية فنية” للمؤلف محمد فراج الغول، دكتور بكلية الآثار جامعة القاهرة” وهذا الكتاب هو أحدث ما نشر عن مخطوطات المصحف الشريف، وهو صادر عن مكتبة زهراء الشرق ودار القاهرة برعاية كريمة من مؤسسة الشريف منصور أبو رياش الخيرية بمكة المكرمة، وسيتم حفل توقيعه في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب (2019م) المزمع عقد دورته المقررة الأسبوع المقبل.
وهذا الكتاب يقع في عدد (851 صفحة) وكان في الأصل عبارة عن رسالة الباحث العلمية للماجستير التي كانت تحت إشراف ثلاثة من كبار أساتذة الآثار في الوطن العربي وهم : أ.دمحمد الكحلاوي، أ.د رأفت النبراوي، أ.دعدنان الحارثي، وبمناقشة عضوتي اللجنة المتخصصتين في هذا المجال: أ.د شادية الدسوقي، أ.دحنان مطاوع، وقد تم الحصول فيها على درجة الماجستير بأعلى تقدير “ممتاز” مع التوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة وتبادلها مع الجامعات الأخرى، كما تم تحكيم الكتاب أيضا من قبل ثلاثة أساتذة آخرين طبقا لقواعد النشر المعمول بها، وقد أشاد وأثنى الجميع على هذا العمل إشادة كبيرة.
وتناول الباحث في هذا الكتاب فنون المصحف الشريف من خلال دراسة ونشر لمجموعة جديدة ونفيسة من المخطوطات المصحفية التي لم تنشر من قبل، والمحفوظة في مكتبة جامعة أم القرى بمكة المكرمة ومقارنتها مع غيرها من مخطوطات المصاحف الأخرى، وتعد هذه الدراسة هي اول دراسة متخصصة لمخطوطات المصاحف المحفوظة في هذه المكتبة العريقة.
وشملت محتويات الكتاب شتى الجوانب المتعلقة بفنون الكتاب الإسلامي من خلال تقسيمه إلى مقدمة وتمهيد وثلاثة أبواب تحوي اثني عشر فصلًا.
وقد اعتمدَ الباحثُ فى تناوله لهذه الدراسة على المنهج الوصفي لتوثيق كافة مصاحف الدراسة ووصفها وصفًا دقيقًا،

كما اعتمد أيضا على المنهج التحليلي المقارن من خلال تتبع ورصد كافة الفروع المتعلقة بفنون الكتاب من خط وتذهيب وزخرفة وتجليد بالإضافة إلى مقارنة مصاحف الدراسة مع غيرها من المصاحف الأخرى المحفوظة في مكتبات ومتاحف عالمية سواء المعاصرة أو التي ترجع إلى فترات متعددة.
ومن بين أهم نماذج المخطوطات والنسخ القرآنية المنشورة في هذا الكتاب : نسخة قرآنية موقعة باسم الخطاط التركي الشهير أحمد القره حصاري تعود إلى القرن 10هـــ16م كتبت في سنة 953هـــ 1546م، وعدة نسخ قرآنية أخرى تعود إلى القرنين (12-13هــ18-19م) مثل: نسخة الخطاط محمد ﭼلبي تعود إلى سنة 1111هـــ 1699م، ونسخة الخطاط محمد أمين المعروف بحافظ القرآن المؤرخة بسنة 1161هــ/1748م، ومصحف الخطاط محمد المعروف بشكر زاده المؤرخ بسنة 1246هـــ 1830م، ومصحف بخط عمر الزهدي وخليل إبراهيم النسيب سنة 1259هـــ1843م، ومصحف السيد علي الوصفي كتبت سنة 1270هـــ1843م ومصحفين بخط السيد إبراهيم أدهم، ومصحف للخطاط المغربي المعطي بن محمد بن سليمان التادلي الزموردي، وغير ذلك من نماذج النسخ القرآنية المؤرخة وغير المؤرخة والتي تم تأريخها وإرجاعها إلى فتراتها التاريخية والزمنية في هذه الدراسة.
وخرجت هذه الدراسة بالعديد من النتائج الهامة، كما تم الكشف أيضا من خلال هذه الدراسة عن وجود علاقة وثيقة ووطيدة بين مواضع الزخرفة والتذهيب وبين النص القرآني، إذ أن الزخارف المنفذة بالمصحف الشريف لم يكن الغرض منها لمجرد الزخرفة ومراعاة الجانب الجمالي فحسب، بل كانت لأغراض وظيفية لخدمة المصحف الشريف ومنها إرشاد القارئ وتعريفه بالعديد من الأمور داخل المصحف الشريف

منها مثلا: معرفة المواضع والتقسيمات الحزبية، ومنها أيضا إحاطة النص القرآني بإطار مذهب لمنع تحريف كلام الله عز وجل سواء بالإضافة أو بالحذف للنص القرآني، وغير ذلك من الدلالات الدينية والرمزية الأخرى.
ويتضح من خلال هذا الكتاب أهمية المخطوطات المصحفية المحفوظة بمكة المكرمة وغيرها من النسخ القرآنية المحفوظة في أقطار العالم الإسلامي.

حيث أنها تُعَدُ مَيْدَانًا خِصْبًا للفنان المسلم أبدع فيه إبداعًا منقطع النظير، وكانت هذه المصاحف المنسوخة هي الأصل التي استقت منها كافة التحف التطبيقية المختلفة الكثير من الأساليب الفنية والزخرفية، ولا عَجَبَ في ذلك فقد كان لقُدسية ومكانة المصحف الشريف في نفوس وحياة الفنانين والخطاطين والمزخرفين والمذهبين المسلمين وغيرهم من طوائف الحرف الأثرَ البالغَ في الإعتناء والإهتمام الشديد بهذا الكتاب السماوي لأقصى درجة، وفَرَّغَ هؤلاء الفنانون كامل طاقتهم الإبداعية من أجل التفنن في الإخراج الفني لهذا المصحف الشريف، بل وأعطوه الرعاية والإهتمام الكامل في شتى النواحي الفنية والزخرفية

وذلك على مَرِّ العصور الإسلامية المختلفة، وغير ذلك من التفاصيل الهامة الموجودة بهذا الكتاب.

عزيزة الزهراني

عزيزة الزهراني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى