أحمد حلبي

مطوفات العرب نموذج يحتذى

سعدت بزيارة معرض المبادرات المشاركة في مركز (ردسي مول) بجدة، والمقام تحت رعاية جامعة جدة لأفضل ثماني مبادرات تقدمت بها مؤسسات المجتمع، وأوقفتني عدة مبادرات منها ما أطلقها الشباب والفتيات، وبعض المؤسسات الخدمية، فظهرت بانطلاقتها رؤية مستقبلية ناضجة لشباب وفتيات ورجال وسيدات، كما برزت مبادرات أخرى أطلقتها بعض القطاعات الحكومية الخدمية  التي كانت حتى وقت قريب، منحصرة داخل نطاق مبانيها، ملتزمة بالأنظمة واللوائح، فلا تطرح فكرة ولا تتبناها. 

وبعيدًا عن كل تلك المبادرات أتوقف قليلًا أمام مبادرة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية (لقياس مؤشر الأداء في تجويد الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن)، والمبادرة وإن كانت منحصرة على فئة محددة من حجاج بيت الله الحرام، لكنها تعني الكثير وتحمل في مضمونها رسائل عدة، لعل أولاها أن المرأة السعودية عامة والمكية خاصة، لم تعد قابعة بدارها لتربية أبنائها وإعداد الطعام لزوجها، فقد باتت عنصرًا فاعلًا في المجتمع لا يمكن تجاهله. 

وحينما يكون الحديث عن المرأة المطوفة، تأتي مطوفات مؤسسة حجاج الدول العربية ليقلن نحن هنا ليس بأسمائنا ولا بأقوالنا، بل نحن بأفكارنا التي حولناها  إلى أعمال هدفها الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، دون النظر لكسب مادي نجنيه. 

ومن خلال متابعتي لأعمال الأقسام واللجان النسائية بمؤسسات الطوافة، فإن ما حظي به القسم النسائي بمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية من دعم مكنه من الوصول إلى ما نراه اليوم من نتائج نفخر بها، فلم يحصر القسم أعماله وأنشطته على موسم الحج ويغلق أبوابه ونوافذه طوال العام، لكنه قال لكل منتسبة للمؤسسة، فإن الأبواب أمامك مشرعة فلا تترددي في طرح فكرتك، وما يقدم اليوم سينفذ غدًا، ومن يتابع مراحل القسم النسائي منذ بداياته الأولى حتى موسم حج العام الماضي يرى كيف كان، وكيف غدا، فقد دخلت المرأة كمطوفة وابنة مطوف وابنة مطوفة، إلى مجالات عملية متعددة، ولم تعد عنصرًا عدديًا يدون، بل عنصرًا عمليًا، وهذا ما ترجم من خلال برنامج الإرشاد السياحي الذي نفذته المؤسسة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، فأصبحت المطوفة مرشدة سياحية.  

وما رأيناه طوال السنوات الماضية، حينما كان نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأستاذ، محمد معاجيني مشرفًا على أعمال القسم النسائي، من ارتفاع في عدد المشاركات بالعمل من المطوفات، وبنات المطوفين، والمطوفات، وفتيات وسيدات مكة المكرمة، وتحول عملهن من تقليدي إلى ابداعي، أظهر أن  كل عمل إبداعي يطرح داخل أروقة المؤسسة ينال طريقه للتنفيذ. 

وأملنا أن يستمر العطاء لهذا القسم بعد حل وإعادة  تشكيل مجلس الإدارة، فنساء المؤسسة من المطوفات وغيرهن يحملن أفكارًا ورؤى عملية جيدة، أثبتت الأيام نجاحها، فلا تحطموا الأفكار وتقضوا على الإبداعات. 

ويكفي مطوفو ومطوفات مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية، فخرًا أن مؤسستهم هي المؤسسة الوحيدة من مؤسسات أرباب الطوائف التسع التي قدمت هذه المبادرة، وشاركت في هذا المعرض.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. بوركت أخي زميل المهنة والقلم، وهذا ما نعهده فيكم من شفافية ما تسطره يمينك بلا مجاملة،، الحديث عن أرباب الطوافة ومهنة الأجداد شرف وعشق حدوده عنان السماوات والأرض،،إحتراماتي مشفوعة بدعواتي الطيبات..

  2. مقال رائع و جميل و مبارك لك استاذ احمد و إنجاز رائع و موفق دائماً لمكة و اَهلها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com