المجتمع

تعليم شرق مكة يكرّم الدكتور محمد الحارثي

شارك عدد كبير من منسوبي مكتب التعليم بشرق مكة المكرمة، أمس الثلاثاء، في حفل تقاعد الدكتور الشريف محمد بن حسين الحارثي.

وأعرب منسوبو التعليم في شرق مكة، عن شكرهم وتقديرهم للدكتور الحارثي طوال الفترة التي خدم فيها وبذل قصارى جهده من أجل رفعة ورقي العملية التعليمية بالمملكة.

وأشادوا بما قدمه الدكتور الحارثي خلال فترة عمله، داعين الله تعالى أن يجعل أيامه المقبلة أيام خير وراحة وسعادة.

ومن جهته، ثمّن الدكتور الحارثي لمنسوبي التعليم هذا التقدير والتكريم الذي حظي به، سائلًا الله عز وجل أن يكون ما قدمه من عمل في ميزان حسناته.

وقال في كلمته أمام مدير مكتب التعليم بشرق مكة الأستاذ إبراهيم الثقفي، ومدير مكتب التعليم بجنوب مكة الدكتور عبدالعزيز البارقي، وعدد من وجهاء وأعيان وشيوخ قبائل الأشراف، وزملاء العمل وقيادات التعليم بمكة المكرمة، “أقف أمامكم الليلة وكلي سعادة وفخر بأني كنت على مدى أكثر من ثلاثين عاماً معلماً ومشرفاً في بلادنا الغالية عامة ومكة البلد الحرام خاصة، وأزعم أني تركت آثاراً حسنة لن تُمحى بإذن الله فيمن علمتهم ودرستهم بكل حب وإخلاص، وها هي السنوات قد طويت، وحان موعد مغادرة ساحة التعليم لفرسان أكفاء آخرين. وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ”.

وأضاف “هنيئا للمعلم وللمدير وللمشرف وللمرشد وكافة قيادات التعليم بشرف هذه المهنة العظيمة، فقبل أن تكون مهنة فهي رسالة وأمانة تكبد في حملها على عاتقه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم معلم الناس الهدى فهي رسالة الأنبياء”.

وتابع “أي شرف أكبر من أن الله عز في علاه وملائكته الطاهرون يصلون على معلم الناس الخير، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ) وحديث أمنا عائشة -رضي الله عنها -أنه صلى الله عليه وسلم قال لها ” إن الله لم يبعثني معنتاً، ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً، ميسراً ” رواه مسلم”.

وشدد على أن “للمعلم مكانة مرموقة في التاريخ الإسلامي، فلقد كان أبناء الخليفة العباسي هارون الرشيد الأمين والمأمون يتسابقان بعد انتهاء الدرس في تقديم الحذاء لمعلمهم الكسائي فسأل الخليفة، الكسائي: من أعز الناس يا كسائي؟ قال: أعز الناس أنت يا أمير المؤمنين، قال هارون: بل أعز الناس من يتسابق أبناء أمير المؤمنين لتقديم الحذاء له”.

واستدلّ بقول الشافعي رحمه الله كنت أتصفح الورقة بين يدي مالك رحمه الله صفحا رفيقا هيبة له لئلا يسمع وقعها. وقال الربيع: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلى هيبة له، وقول بعض السلف: لا ينال العلم ولا ينتفع به إلا بتعظيم العلم وأهله وتعظيم الأستاذ وتوقيره.

وأشار إلى ما قاله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله: العِلمُ خَيرٌ من المالِ، العِلْمُ يَحْرُسُكَ وأنْتَ تَحرُسُ المالَ، العلمُ يَزُكو على العَمَلِ، والمال تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ، العلمُ حَاكِمٌ، والمال مَحكُومُ عَلَيْه، وصَنيعَةُ المالِ تَزُولُ بِزَوَالِهِ، ومَحَبَّةُ العالم دِيْنٌ يُدانُ بها. مَاتَ خُزَّانُ الأَموالِ وَهمُ أَحْيَاءٌ، والعلماءُ بَاقُونَ مَا بَقِي الدَّهْرُ، أَعْيَانهم مَفْقُودَةٌ، وَأَمْثَالُهُم في القُلُوبِ مَوجُودَةٌ”.

وأعرب عن سعادته بهذه الأمسية بأن يكون من بين الحضور طلاباً يحبهم ويحبونه، ويقدرهم ويقدرونه، يتواصل معهم ويتواصلون معه من معلمين ومشرفين وقيادات تعليمية، ومن خارج التعليم العدد الكبير من القضاة والأطباء والمهندسين والعسكريين.

وفي ختام كلمته، توجّه بالشكر إلى إدارة المكتب وبمديرنا المفضال الرجل الكريم الخلوق الأستاذ إبراهيم الثقفي، الذي يعجز القلم عن وصف خلقه ولطفه وأدبه وهمته العالية، ومساعديه الكريمين الأستاذ سالم الفاهمي رفيق رحلة الإشراف التربوي من عام 1419هـ، ذو الوجه البشوش والابتسامة الدائمة، والزميل الأستاذ يحيى المالكي الرجل الطيب الكريم.

واسترسل “أخص بوافر الشكر والمحبة والتقدير لأخي الحبيب وزميلي العزيز ورفيق دربي في شعبة الاجتماعيات، فكان نعم السند والعضد في تلك الرحلة، لعلكم عرفتموه، إنه أخي عبدالله بن مبارك القرشي”.

وقدم الشكر للأستاذ الدكتور صالح بن عبدالرزاق الغامدي مشرف الاجتماعيات ومدير مكتب الشرق السابق، ورؤساء قسم الاجتماعيات بالإدارة منذ عام 1419 حتى عام 1440هـ، بدءًا بالأستاذ محمد الحميضي والأستاذ عبدالرحمن عالم، إلى الأستاذ فواز صالح، وكافة الزملاء الكرام في قسم الاجتماعيات السابقين والحاليين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى