الحج والعمرةالمحلية

ندوة الحج الكبرى.. عقودٌ من البحث والتقييم في خدمة المسلمين

تستضيف المملكة منذ عشرات السنين، كبار العلماء والباحثين في ندوة كبرى تستطلع فيها دراساتهم وأفكارهم ومقترحاتهم لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في موسم الحج، فضلا عن إبراز دورها وجهودها في خدمة الحجيج على اختلاف جنسياتهم.

وفي هذا التقرير، تستطلع صحيفة “مكة” الإلكترونية، آراء عدد من الباحثين والأكاديميين لتقييم هذا الملتقى وأبرز مخرجاته على مر السنين وأهميته بالنسبة إلى عموم المسلمين حول العالم وتأثيرات الندوة الكبرى على الحج.

ويرى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة أم القرى الدكتور عبداللطيف بن دهيش، أن أبرز مخرجات ندوة الحج الكبرى التي تعقد في موسم الحج من كل عام هي الأبحاث التي تحتوي على معلومات قيمة وتوصيات هامة خاصة بأمور الحج والحجاج من جميع الجوانب الفقهية والعلمية والتاريخية والاجتماعية وغيرها.

وأوضح أن هذه الأبحاث التي يتم استعراضها في الندوة تسجيل تاريخي لهذا الاجتماع الإسلامي العظيم، والتي يتم الاستفادة منها من الجهات المعنية بأمور الحج والحجاج في الأعوام القادمة.

وبيّن ابن دهيش، أن عدد الشخصيات البارزة في مختلف المجالات التي يتم دعوتها لهذا الاجتماع العلمي ومن الباحثين من داخل وخارج المملكة وعقدها في مكة المكرمة وفي موسم الحج المبارك يبرز مكانة المملكة الإسلامية واهتمامها بأمور الحج والحجاج من جميع الجوانب.

وأضاف أن “جميع المشاركين في الندوة سيخرجون بانطباع حسن وسينقلونه إلى دولهم ومجتمعاتهم وسيكونون رسل محبة وسلام لما له من تأثير طيب ومهم عن دور المملكة العربية السعودية  الكبير في خدمة الإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة مما لا يمكن إنكاره”.

وحول تأثير هذه الندوة على الحج، قال إنها تبين دور المملكة الريادي في أن الحج رسالة إيمانية وتحقيق للحاج في أدائه الركن الخامس من أركان الإسلام بسلام وأمان وبعناية فائقة لم يسبق لها مثيل في الوقت الحاضر وأن كل المملكة حكومة وشعبا بجميع أجهزتها وأدواتها مجندة لخدمة ضيوف الرحمن بتوفيق من الله وعنايته الإلهية والحمد لله رب العالمين.

وأثنى ابن دهيش، على جهود وزارة الحج والعمرة في تنظيم هذا الموسم على أكمل وجه والاهتمام بندوة الحج ومخرجاتها والإعداد لها والأخذ بتوصياتها للعام القادم وتحديد موضوعها والشخصيات المدعوة لها واستكتاب عدد من الباحثين لكتابة أبحاث من أصحاب التخصصات التي يختص بها موضوع الندوة.

ومن جانبه، أكد الأستاذ المشارك بجماعة الملك سعود الدكتور خالد بن عمر الرديعان، أن الندوة بهذا الإرث العلمي والتواجد المكثف للعلماء وأوراق العمل التي ناقشها المؤتمرون أصبحت واحدة من أهم الفعاليات الثقافية المصاحبة للحج؛ حيث يلتقي علماء ومفكرو الأمة الإسلامية للتشاور والتباحث فيما من شأنه تسهيل أداء فريضة الحج، والتقارب بين العلماء، والاطلاع على المستجدات التنموية التي قامت بها المملكة لتسهيل أداء هذه الفريضة.

 

وأضاف الرديعان، “لعل أبرز مخرجات الندوة كل عام هو عملية التقارب بين علماء الأمة الإسلامية والتوصيات التي يخرجون بها مما ينعكس على الخدمات التي تقدمها المملكة للحجاج والمعتمرين”.

وشدد على أن تقارب العلماء ومناقشاتهم المستفيضة فيما يخص الحج، ووصولهم إلى أرضيات مشتركة عامل مهم في الخروج من عملية تسييس الحج والتركيز على أنه فريضة دينية وشعيرة يجب أن تنأى عن السياسة ولوثاتها وتقلباتها.

وأشار إلى أن دور العلماء حاسم ومهم للغاية في هذا الجانب شريطة أن يصل صوتهم إلى صناع القرار كل في دولته، مضيفا أنه “لو ترك الأمر للعلماء والمفكرين لما رأينا هذا التعنت الذي يمارسه بعض الساسة دون وجه حق للنيل من المملكة ظلماً وبهتاناً وهي التي تفعل كل ما بوسعها لتسهيل أداء هذه الفريضة العظيمة بكل يسر وسهولة”.

وأبرز الرديعان، أن المشاريع التي تنفذ في مكة والمدينة ضخمة للغاية ويفترض كذلك التركيز عليها وشرح أثرها للعلماء المشاركين في الندوة وأخذهم بجولات ميدانية للإطلاع عليها، مقترحا أن يتم توسيع الندوة مستقبلاً وأن تعقد قبل الحج بفترة كافية وأن يحضرها رؤساء وزعماء الدول الإسلامية أو من ينيبون، وأن يصادقوا على توصياتها ونتائجها؛ بحيث يبتعد الحج عن لعبة السياسة ويتوقف هذا اللغط الذي تثيره بعض الدول للنيل من المملكة دون وجه حق.

ولفت الرديعان إلى جهود وزارة الحج والعمرة التي قال إنها تفوق المتوقع؛ لاسيما الندوة الأخيرة التي صاحبها معرض وصور، وحرصها على الاستفادة كثيراً من التقنيات الحديثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى