حوارات خاصة

سعود المصيبيح : واجهت سموم الإخوان في التعليم والجماعة الإرهابية بثت سموموها في المناهج الدراسية

أكد سعود المصيبيح أن فترة عمله في وزارة الداخلية هى أبرز الفترات التي أثرت حياته الصحفية والمهنية، وأكد المصيبيح في نفس الوقت أن فترة عمله في وزارة التعليم أفادته ثقافيًّا وعلميًّا، وجاء ذلك في حوار أجرته صحيفة “مكة” الإلكترونية ضمن زاوية “محطات“، للتعرّف على مسيرته ومشواره وحياته، ومناصبه التي شغلها، في المملكة وخارجها.

عرفنا بـ”سعود المصيبيح”؟
مواطن سعودي وطني من الرياض العاصمة، عاش وترعرع، وتعلّم بها، ويعشق هذا الوطن.

ما هي أبرز ثلاث محطات في حياتك؟
المحطة الأولى هي المحطة الإعلامية؛ حيث بدأت، وأنا في عمر الـ١٧ عامًا كنت مراسلًا في جريدة الرياض، ودخلت الجامعة، وواصلت عملي الإعلامي مساءً في الجريدة في قسم الأخبار المحلية والتحقيقات والأخبار الرياضية والفنية، وكذلك الكتابة في المجال الاجتماعي والتوعوي، وهذه محطة مهمة جدًّا أدخلتني إلى عالم الصحافة وتعاون بين جمعية الثقافة والفنون، وكذلك الإذاعة والتلفزيون ومكنتني لتقديم برنامج دعوى، الحوار الذي حاز على الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة الخامس، وجائزة المهرجان الثامن أيضًا.
ومن برامجي التي قدمتها المخدرات النهاية، ومع التحية والميدان التربوي.

ماهي المحطة الثانية في مشوارك العملي؟
المحطة الثانية هي المحطة التربوية؛ حيث عملت في وزارة التعليم مدير عام الإعلام التربوي ومستشارًا لوزير التعليم والإسهام في خطة الإعلام التربوي، وكنت أول مدير عام للإعلام التربوي في المرتبة الرابعة عشرة بقرار من مجلس الوزراء،على مستوى العالم العربي، وكان محل فخر وزير التعليم محمد الرشيد رحمه الله.

ما رأيك بخصوص تطوير التعليم؟
أرى أن المحطة التربوية مهمة جدًّا، وهي مرتبطة بتخصصي في مجال عملي تخصص علم النفس التربوي ودائمًا بخصوص التطوير، أننا يمكننا أن نجد التعليم السليم، في تطوير المجتمعات، والتعليم مهم، ونبدأ به قبل بدء أسرة ومن ثم مجتمع، لأن التعليم هو الذي يُعد الأم والأب والولد، وبالتالي فإن التعليم يعد أسرة ذات عماد سليم وبالتالي يكون مجتمعًا صحيحًا.

وماذا عن المحطة الثالثة في حياتك العملية؟
كانت المحطة الثالثة في حياتي العملية، هي في المجال الأمني، واكتملت بخطوط عملية متواصلة وخبرة بالمجال الإعلامي والتربوي، ثم عملت في المجال الأمني ١٧ عامًا بدأت من مدير عام للعلاقات والتوجيه، ورئيسًا لهيئة المناصحة ومستشارًا للأمير نايف رحمه الله، بمكتب وزارة الداخلية، وكنت مواكبًا لفترة الإرهاب، وكانت فترة بغيضة على قلبي، وتم رصد أعمال مشينة لجماعات وتنظيمات غير شرعية، ومنافية لسياسات البلاد، واستطاعت الدولة مواجهة هذه الأعمال بقوة.

ما هي أقرب المحطات لقلبك؟
كل محطة لها تاريخها ووضعها وتجربتها، وكل واحدة لها مكانتها وحلاوتها في قلبي وصعوبتها أيضًا، لكن تُعد أقرب المحطات لقلبي، هي محطة وزارة الداخلية؛ حيث تشرفت بالعمل مع سمو سيدي الأمير نايف رحمه الله ولي عهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية كانت سنوات حافلة من الاستفادة من سموه ولله الحمد كان لي تسجيل موقف حازم وقوي، أفتخر فيه، حيث مواقفنا الحازمة ضد الجماعات الحزبية، ومن يناصرهم من الذين أساؤوا لهذا الوطن، وخانوا الأمانة التي وكلت لهم فكانت هذه المحطة جدًّا مهمة بالنسبة لي.

من هم أكثر الشخصيات التي لم تستطع نسيانها؟
لم أستطع نسيان تركي بن عبدالله السديري رئيس تحرير جريدة الرياض رحمه الله، وكل زملاء العمل في جريدة الرياض، كانوا أشخاصًا إيجابيين وزملاء أعزاء أتذكر منهم تركي الناصر السديري، وأذكر بوافر التقدير والاحترام سليمان العصيمي رئيس التحرير السابق، وكان له دور في بداية مجالي في الصحافة.

وأما في مجالي التربوي لا شك أن الدكتور محمد رشيد كان له دور كبير في المرحلة التي عملت خلالها، وكان له أثر إيجابي علي، وكذلك الدكتور عبدالرحمن السبيت في كلية الملك خالد العسكرية، والدكتور محمد الركبان الذي كان يعمل في الحرس الوطني، وقابلت في وزارة الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف رحمه الله، وكان من الشخصيات التي استفدت منها كثيرًا.

ما هي المعوقات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟
لا شك أن الصحافة بدأت مشواري فيها صغيرًا فكانت تواجهني تحديات كثيرة، ودراستي في التربية وعلم الاجتماع والنفس لم تكن قريبه لتخصصي في الجامعة ودراسة الإعلام وممارسته، وإنما تعلمته هواية و موهبة ورعاية لأني كنت منذ الطفولة أدين لأخي عبدالرحمن المصبيح رحمه الله، وسبقني في الصحافة، وتتلمذت على يده وكان حريصًا على إحضار الصحف والمجلات إلى المنزل منذ الطفولة؛ فكنت شغوفًا بالقراء والاطلاع ومعرفة الصحافة وهذا الشغف جعلني أدخل لهذا العالم في نفس الوقت، كنت أشارك في إذاعة الرياض ببعض البرامج وجمعية الثقافة والفنون فهذا جانب ثقافي وفني إلى جانب إعلامي وصحفي حتى تم تعييني معيدًا في كلية الملك خالد العسكرية ثم ابتعثت لإكمال دراسات عليا علم النفس في أمريكا وبريطانيا؛ فإذا كانت هناك معوقات في مجال الإعلام هي أني كنت لست متخصصًا، وإنما أخذته هواية والإعلام بوجهة نظري يعتمد على الموهبة قبل الدراسة فإذا اجتمعت الموهبة، وصقلت بالدراسة فهذا شيء جيد، لكن هناك من هو متخصص بالإعلام كدراسة، ولكن ليس لديه ممارسة وإبداع.

ماهي أبرز المعوقات التي قابلتها؟
تُعد أصعب فترة زمنية خلال عملي في وزارة التعليم، بسبب سيطرة الإخوان المسلمين والأحزاب على التعليم وبث أفكارهم المسمومة، وهذه حقيقة واجهتني مع الرشيد، وأنا أول شخص جاء من خارج الوزارة، وعمل معه فكنا نلاحظ الكتب والمكتبات المدرسية تعج بالفكر المسموم، وهو نفس الشيء الذي حذر منه سمو الأمير نايف عندما قال (بأن جماعة الإخوان المسلمين اختطفت التعليم)، قالها عندما كان في لقاء بجريدة السياسية الكويتية، وهو ما أكده الأمير خالد الفيصل في مقابلة عن المنهج الخفي وأيضًا سيدي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان في حديثه سيطرة الإخوان المسلمين على التعليم ويجب تنقية التعليم منهم، هذا كان بمثابة تحدٍ كبير، وشاركت في إسهام التربية الوطنية مع الرشيد بحكم أنني كنت أعمل معه تحت إشرافه وقيادته، وكان الوعي الوطني لديه عاليًّا جدًّا.

ما هي أبرز التحديات التي قابلتك في وزارة الداخلية؟
في الداخلية كان موضوع الإرهاب موضوعًا مهمًا جدًّا كان العمل في الإدراة العامة صعبًا في البداية، وكانت الإدارة لم يكن لها النشاط الجيد، رغم القدرات المتميزة التي لم تفعل، وبعدها عمل الأمير نايف على تنشيط وتجديد كبير للإدارة وتفعيلها بعدها تم إبرازها والعمل بشكل ممتاز، لكن لابد من وجود التحديات من خلال وجود عناصر لم تهتم بالوعي الوطني ولا محاربة الإرهاب بشكل جاد، وهذا ما أعلن عنه ونشر في عدة صحف عالمية ومقالات محلية.

– حدثنا عن تجربتك الصحفية في الكويت أثناء غزو صدام حسين عام 1991؟
بالنسبة لتجربتي الصحفية في الكويت فعلًا نحنُ ذهبنا، ودخل صدام حسين الكويت، وكانت هناك حرب الخليج الثانية، وأسهمنا في التطوع في كلية الملك خالد العسكرية، وكان معالي الوزير الرائع محمد بن فيصل من الشخصيات الجميلة المخلصة لوطنها والمتميزة؛ فذهبت بصحبته مع سليمان العودان إلى الكويت، ودخلنا مع طلائع القوات السعودية التي دخلت الكويت، وكانت الكويت في ظلام دامس والألغام بمثابة دخول خطر جدًّا، ونقاوم في إطلاق نار وأحداث صعبة جدًّا، ورأينا مغادرة الجيش العراقي، وهو يكون منهزمًا ومستسلمًا فكانت محطة حققنا من خلالها جائزة علي وعثمان حافظ الصحفية.

حدثنا عن تجربتك الصحفية في المملكة ورحلتك مع القلم؟
تمثلت هذه المحطة التي عملت خلالها في (جريدة الرياض) كمحرر وقتها كنت طالبًا، وفي المقابل استمرت رحلتي في مجلة المبتعث في أمريكا ومجلة تصدر من الملحقة الثقافية في بريطانيا خلال دراسة الدكتوراة، وبعد عودتي عملت نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ بالمنطقة الوسطى عدة سنوات؛ لذا تمكنت من إعداد ندوات صحفية ومقابلات، الدليل القاطع وأعمال صحفية كان لها صداها فترة من الفترات وتأسيس مكتب صحيفة عكاظ ومطابع لها حسب توجه وخطة الأستاذ هاشم عبدة هاشم، ثم انتقلت إلى وزارة التعليم، وعودة مجلة المعرفة وكان فيها عدة نشرات تصدر، ومن بعد ذلك وزارة الداخلية رئيس تحرير لمجلة الأمن، وما كان يصدر وزارة الداخلية من أعمال صحيفة وإعلامية وكذلك كتابتي في جريدة الرياض مقالات أسبوعية وزاوية مصابيح في جريدة البلاد بشكل يومي والجريدة الرياضية في الصفحة الأخيرة، تناولت خلالها مشاكل الشباب دون الدخول في موضوعات الرياضة، وجريدة المدينة تناولت خلالها عدة سنوات ولي كتابان، وهما القلم والكتابة، وهم أحد اهتماماتي التي تناقش الشأن العام، وتعبر عن الإنسان واحتياجاته.

– هل تأثرت بمنصب المستشار الأمني بوزارة الداخلية ؟
تأثرت بشكل كبير بمنصبي في وزارة الداخلية؛ لأنه مكنني من الاطلاع على أمور مهمة جدًّا تتعلق بالوطن وبأمنه واستقراره، ولاشك أن الداخلية هي أم الوزارات، وهي مرتبطة بكل شيء، حيث تنصب كل الأمور بها، والأمير نايف شخصية رائعة جدًّا وما زالت باقية في حفيده، سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، وخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهم الله- تواصل مسيرة الاهتمام، والمحافظة على أمن هذا البلد؛ حيث نشهد أمنًا واستقرارًا عظيمًا.

– ماذا تحب أن توجه من كلمات لقراء مكة؟
لدي كلمات كثيرة والحديث الطيب لا ينتهي، ولكن أحب أن أتوجه بالشكر والتقدير لكل العاملين في الجريدة بشكلٍ عام، ولرئيس تحريرها المبدع الأستاذ عبدالله الزهراني ،بينما أتوجه بالشكر والتقدير والعرفان للأستاذة أرجوان نظير جهودها المبذولة، وحرصها الدائم على المتابعة في العمل الإعلامي والصحفي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى