
من نعم الله علينا في وطننا المملكة العربية السعودية، ومنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أن ملوكنا منّا، ونحن منهم في السرّاء والضراء تجسّدت هذه المشاعر في مئات المواقف التي سطرها التاريخ من الوفاء والولاء، وخلدها للأجيال تروي لهم أنموذج لُحمة وطنية للمجتمع السعودي العظيم جيلًا بعد جيل، تشرق شمس كل يوم بهذا الحب العظيم بين الراعي والرعية فتغرب شمسه بأحقاد كل من يحمل لهذا الوطن حقدًا، وتذهب أوهامه أدراج الرياح أمام شمس الحقيقة الظاهرة، التي ملؤها الحب، والوفاء، والولاء، والذي يجسده آلاف المواقف العظيمة، ومنها بالأمس القريب موقف أمير منطقة عسير في مناسبة مجتمعية بين أبنائه من قبائل بللسمر ومشائخهم، يتقدمهم شيخ الشمل الدكتور سعيد بن طراد بن جرمان الأسمري.
إذ قال سموه رعاه الله معتذرًا من فقرة احتفالية بمقدم سموه إثر نبأ وفاة اللواء، محمد بن علي الأسمري، مدير عام الإدارة العامة للسجون، (أقول الشيلات تعبر عن مرجله، ووقت الحروب إعداد للحروب، ووقت الانتصار فرح والليلة فرح ولا لا؟ والليلة ابتهاج، وأنا من الناس الذين يقدرون الرجال، لكن أيضًا الليله انتقل إلى -رحمه الله- شخص من بللسمر صديق لنا مدير عام السجون بالمملكة العربيه السعودية، ورجل تربطني فيه علاقه طيبة، وأنا متأكد أن معنا في هذه الصالة إما قريب له أو جار له يعرفه فأنا قررت إلغاء فقرة الشيلة.
نلغيها اليوم مع اعتذاري لكم، وعلى وعد أن أول مناسبة تقوم بها إمارة عسير بالأسابيع القادمة ستكونون أنتم فالمقدمة وشكرًا).
هذه العبارات الأبوية الصادقة التي وجه بها سموه الكريم ليست الأولى فهي من سماته وأخلاقه الجليلة -رعاه الله- وفي صيف العام الفائت أيضًا، وكنت حاضرًا ومشائخ ورؤساء الدوائر الحكومة بللسمر تحت شعار إصلاح القلوب قبل الدروب، اعتذر -رعاه الله- من فقرة الترحيب المتمثلة في أداء العرضة لوفاة الشيخ عبدالله بن محمد الأسمري شيخ آل سريع بسدوان -رحمه الله-، وكان لهذا الموقف أكبر الأثر في غرس مشاعر الإحساس بألم وفرح الآخرين، والذي كان محل إكبار الجميع لسموه الكريم كقدوة لأبناء الوطن في هكذا موقف.
وقد تلمست من بعض الرموز بعض مشاعرهم التي تلقت كلمة سموه الكريم في هذا المشهد الذي هو سمته -رعاه الله- حيث
قال معالي البروفيسور عوض بن خزيم الأسمري عضو مجلس الشورى سابقًا، ومدير جامعة شقراء ،”سمو سيدي الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير مواقفه الوطنية العظيمة أكثر من أن نحصرها في أسطر فهو يمثل القيادة الرشيدة والقدوة الصالحة لكل مخلص لدينه، ومليكه، ووطنه، وهذا موقف غير مستغرب من سموه الكريم في إحساسه بمشاعر الكل بل قبلها السعي لكل ما يسعد المواطن والمقيم في هذا الجزء الغالي من الوطن..: ولست أنسى زيارته رعاه الله لي بمنزلي في بللسمر (مركز حوراء) ما حييت أدامه الله ووفقه وسدد خطاه”،
وقال الأستاذ طراد بن مصعفق شيخ بلعذمة بللسمر (سمو الأمير تركي بن طلال -رعاه الله- هو والد الجميع وتوجيهه -رعاه الله- لنا ولأبناء المنطقة يمثل ولاة أمرنا، ومهما قلت عن سموه رعاه الله فلن أوفيه حقه فهو يضرب لنا أروع الأمثلة تسبق أفعاله العظيمة أقواله الجليلة، وهو حاضر مع أبناء منطقة عسير في كل أفراحهم وأتراحهم، ووصوله للعزاء -رعاه الله- يُمثل لنا الشىء الكثير”. ويقول البرفيسور صالح أبو عراد الشهري:” مواقف الأمير تركي بن طلال تمثل ولاة أمورنا رحم الله الأموات منهم، وأطال عمر والدنا الملك سلمان وولي عهده، وهي تجسد روح التلاحم بين ولاة الأمر والشعب السعودي الكريم داعيًّا الله لسموه بالتوفيق، وللواء الفقيد بالرحمة والمغفره”.
ويقول الدكتور الشيخ عمر بن غرامه العمروي عن موقف سموه الذي كان له الأثر البالغ وتناقلته وسائل التواصل على نطاق واسع: “هذا منهج النبلاء، وسلوك الفضلاء، وسيد النجباء، وأمير النماء، تركي بن طلال أمير البناء، خير من يقدر الرجال، وخير من يحفظ لهم ودهم، ويشيد بخدماتهم، ويثني عليهم بأعمالهم، ويزكي ويعدد مآثرهم، فشكرًا لك يا من سكن القلوب، يا أبا عبد العزيز أميرنا المحبوب، رفع الله قدرك، وأعز شأنك، وأنار لك بصيرتك، وسدد على طريق الخير دروبك، ورزقك البطانة الصالحة الناصحة، وأصلح لك نيتك، وأزواجك، وذريتك، ووفقك لهداه، وجعل أعمالك في رضاه، اللهم أمين”.
ويقول نائب قبيلة المتوفي الأستاذ سعيد بن رقعان الأسمري أثناء اتصالي به للتعزية صبيحة هذا اليوم: “رحم الله اللواء محمد بن علي الأسمري فهو من أبناء قبيلتنا الأبرار الأوفياء، وعزاؤنا أنه قدوة لأبناء الوطن في حياته، وفي وفاته في مكتبه، وفي عمله يكون مسطرًا بذلك أروع لوحات الولاء لدينه ومليكه ووطنه رحمه الله”.
ومن جهة أخرى قال الإعلامي الأستاذ علي الأحمري مدير قناة الوسام الفضائية: “في هذا اليوم فقدت أحد الأصدقاء الغالين المؤثرين في حياتي منذ كان معي في صفوف الدراسة في المرحلتين المتوسطة والثانوية ببللسمر .. إنه فقيدنا الغالي اللواء محمد بن علي الأسمري مدير عام السجون بالمملكة .. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، والله لو أكتب من العبارات والتغريدات المئات لن أستطيع أن أوفي فقيدنا حقه .. فقد كان نعم الشاب المجتهد المثابر اليتيم الذي شق طريقة إلى النجاح منذ كان معي في صفوف الدراسة، ولم يتعثر بسبب ظروفه، ولكنها كانت دافعة له؛ لتحقيق التفوق حتى تخرج من الكلية الأمنية بتفوق مع مرتبة الشرف ثم واصل نجاحاته في العمل والترقيات حتى وصل إلى رتبة لواء وحظي بالثقة الكريمة ليكون مديرًا عامًا للسجون بالمملكة.. صديقي فقدتك اليوم على الأرض، ولكن تبقى في القلب حيًّا لك مني الدعاء والذكر الحسن والنشر؛ لتكون قدوة حسنة لأجيالنا القادمة .. رحمك الله وغفرلك وألهم محبيك وأهلك، وكل من عرفك الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
ويقول البرفيسور عبدالله بن حلفان عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى: (رحم الله اللواء محمد وأسكنه فسيح جناته فهو قدوة لأبناء الوطن الغالي في أخلاصه في عمله، كما أنه كان قدوة في مجتمعه بسيرته الطيبة التي لا تستغرب من أسرة هم من الرموز في قبائل آل خريم بوجه خاص وبللسمر والوطن بوجه عام “.
وفي الختام ندعو لسمو أمير المنطقة بطول العمر والتوفيق والسداد، ونرفع لسموه أحر التعازي وصادق المواساة في اللواء الراحل، ولسعادة شيخ الشمل الدكتور سعيد بن طراد بن جرمان الأسمري شيخ شمل بللسمر ولأهل الفقيد، وأبنائه سلمان وإخوانه ووالدتهم الفاضلة، ولشقيق الفقيد الأستاذ عبدالله بن علي وأعمامه، وفي مقدمتهم الوالد سعد وأبناء عمه، وعلى رأسهم المربي الفاضل، والقائد التربوي الأستاذ عوض بن سعد الأسمري.

وهكذا نودع رجلًا نحسبه ممن قال الله فيهم من المؤمنين (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)، سائلًا الله له الرحمة، ولأهله، وأن يجعل ما قدم من أعمال جليلة في موازين أعماله الصالحه.
مَضَى مَنْ كَانَ يَحْملُ كُلَّ ثِقْلٍ * * ويسبق فضل نائله السؤلا






