تحقيقات وتقارير

أترضاه لابنتك ؟ “زواج السِّر “.. هل هو حلالٌ أم حرام؟

كان يُعرف سابقاً باسم زواج النهار ، واليوم يُقال عنه ” زواج المسيار ” ، أو زواج السِّر ؟! وقد أثبتت التجارب أنه لا يستمر في أحسن احواله لأكثر من ستة أشهر ، وفي الغالب الأعم مجرد أيام للمتعة ، ثم يقع الإنفاصل ! فهل هو حلال أم حرام ؟
ما هي الكلمة الفصل في مدى مشروعية هذا النوع من الزواج المنتشر اليوم مع الأخذ في الاعتبار فقه الواقع ، وما نجم عنه من أضرار شرعية ، وكوارث حياتية ، ومشاكل تعصف بكيان الأسرة ، وتهدد أمن، وسلامة المجتمع ؟
في هذا التحقيق لصحيفة ” مكة” الالكترونية طلبنا من المشاركين في آخر كل مشاركة الإجابة على السؤال التالي : هل ترضاه لابنتك أو أختك أو احدى قريباتك ؟! وتركنا لهم حرية الاختيار بين الإجابة وعدمها فإلى التحقيق.

د. محمد السعيدي

العقد صحيحٌ والظلم حرامٌ
يقول الدكتور محمد بن إبراهيم السعيدي : أي عقد يقع مكتمل الأركان ، والشروط ، من رضا الطرفين ،والإيجاب والقبول ، والولي ،والشاهدين ، والمهر ، فهو صحيح ؛ سواءً سميناه مسياراً ، أو غير ذلك فالعِبْرَة ليست بالأسماء ؛ بل بالحقائق ، ولا يجوز تحريم أصل العقد ، ومن حرم أصل العقد فقد وقع هو في الحرام ؛لأنه حرَّم ما أحلَّ الله تعالى ، وهذا منكر عظيم ، فليس للإنسان أن يحل ما حرَّم الله ،وكذلك أن يحرم ما أحل الله ، قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [التحريم 1].فالعدل والعلم أن نقول : إن هذا العقد حلال ، لكن الاعتداء فيه والظلم حرام ، فيصح العقد ويحرم الاعتداء والظلم كما قال تعالى {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تُحَرِّموا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُم وَلا تَعتَدوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعتَدينَ} [المائدة: ٨٧]

حلالٌ ولكن … ؟!
ويؤكد السعيدي على ضرورة مراعاة الأنظمة التي وضعت لحفظ الحقوق ، من تسجيل العقود في المحاكم ؛ لأن ذلك يحفظ الحق في الميراث ، ونسب الأولاد ، وغير ذلك ، فتجاوز النظام محرَّم لما فيه من فوات الحقوق للطرفين ، ومن معصية ولي الأمر الذي أوجب الله طاعته بالمعروف
وفي رده على سؤالنا : هل ترضاه لابنتك أو أختك أو احدى قريباتك ؟! يقول السعيدي : ليس من شرط الحلال أن يرضاه الإنسان لنفسه أو أهله ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يرض أن يتزوج عليُّ على ابنته ، وقال :” إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها ” مع أن الإسلام قد أحل التعدد ؟!

 

د. صالح الحويس

لماذا وصفهن الجاحظ بـ ” النهاريات “؟!
ومن جانبه يقول الدكتور صالح بن سليمان الحويس. أستاذ مشارك في الفقه بقسم الشريعة بجامعة أم القرى ـ زواج المسيار في بعض صوره موجود في البلاد الاسلامية منذ القديم ، وقد سمى الجاحظ في كتابه البخلاء النساء المعقود عليهن بهذا العقد (النهاريات) ، حيث يتم الاتفاق على أن الزوجة تسقط حقها في قسمة المبيت ، فلا ينام عندها الزوج غالبا ،وإنما يأتيها في النهار ، وحكم عقد النكاح هذا صحيح ، إذا كان مكتمل الأركان والشروط ، وفي الأحوال العادية تأباه النساء ،وأولياؤهن ! بَيْد أن بعض النساء يحتجنه كالمرأة المتعلقة بخدمة أبويها ، أو أولادها ، ولا تريد زوجاً يشغلها عن ذلك ؛ فتتزوج درءا للفتنة ، واحترازاً من الوقوع في الفاحشة.
وفي رده على سؤالنا : هل ترضاه لابنتك أو أختك أو احدى قريباتك ؟! قال الدكتور الحويس : أرضاه إن كانت تحتاجه ولا أرضاه في الأحوال العادية

 

د. عبدالرحمن الخليفي

خالفوا مُراد الله ومقاصد الشرع ؟!
ويرى الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الخليفي ـ عميد المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى ـ أن زواج المسيار بصورته اليوم يُعتبر من الظواهر الاجتماعية المقلقة التي ظهرت على السطح مؤخراً ؛خاصةً ظاهرة الترويج لزواج المسيار ، وما صاحبها من آثار سلبية على الأفراد ،والمجتمع ،ويظهر عمق الإشكالية في أن العاقِدَين لا يَقصُدان من هذا الزواج في الغالب المقاصد الجليلة التي حددها الشرع الحنيف من الديمومة ،والألفة والمودة وتربية الذرية والقيام بالواجبات الزوجية ؛وفق مراد الشرع المطهر.

اهتبله من لا ضمير لهم ؟!
ويضيف الخليفي : بل إن البعض من معدومي الضمير قد استغل هذه الفرصة ، واهتبل الولوج إلى عالم المسيار بشكلٍ يتنافى مع الكرامة الإنسانية ، فيتزوج هذه ،ويطلق تلك في اوقات متكررة ، ومتقاربة ،وبشكل لا أعتقد أنه يرضاه لأخته ، أو إحدى قريباته، وهذا الأمر ينجم عنه في الغالب مخالفات شرعية ، وكوارث اجتماعية ،ومشاكل حياتية تعصف بكيان الأسرة المسلمة ، وتهدد أمن المجتمع ،واستقراره ، بل إن الأمر يزداد سوءًا عندما تتحول هذه الظاهرة إلى تجارة رائجة من خلال ما يسمى بالخاطبات ، أو من خلال الأحاديث التي يتم تداولها بكثرة في بعض المجالس , وأوساط الشباب دون النظر في مآلاتها ، وعواقبها الوخيمة ، ودون إعمال فقه الواقع الذي ينبغي ألا ينفك عن هذا الجانب بحالٍ من الاحوال .
وفي رده على سؤالنا : هل ترضاه لابنتك أو أختك أو احدى قريباتك ؟! قال الخليفي : لا أرضى لنفسي ولا لغيري مثل هذه المتاهات التي ذكرتها.

 

د. إبراهيم السلطان

مبررات المسيار وإيجابياته
ويسرد الدكتور إبراهيم بن محمد السلطان ـ أستاذ بكلية الملك فهد البحرية بالجبيل ـ مبررات تحليل زواج المسيار في التالي :
– عقد زواج مكتمل الأركان، تتنازل فيه الزوجة عن السكن، والنفقة، والقسم في المبيت.. أو عن بعض ذلك.
– من دوافعه : حاجة المرأة أن تبقى مع والديها أو أحدهما لرعايتهما في كبر أو مرض.. أو رعاية أطفال لها.. أو ظروف مرض أو إعاقة في المرأة لا تستطيع بسببها القيام بشؤون منزل الزوجية.. وحاجة الرجل للتعدد مع ضعف قدرته المالية، أو خوف حدوث تفرق بينه وبين زوجته الأولى.. أو لكثرة سفره إلى بلد ما لتجارة ونحوها، فيحتاج لزوجة يأوي إليها وتعفه.
وأما عن إيجابيات المسيار فيقول السلطان :
١- تسهيل زواج العوانس والمطلقات والأرامل والمعوقات ونحوهن..
٢- الوقاية من الوقوع في الفاحشة.
٣- تسهيل التعدد.

من مفاسده الزواج ممن لا تَحِلُّ له ؟!
يعدد السلطان سلبيات هذا الزواج ويحصر أبرزها في التالي:
١- التساهل في اختيار الزوج أو الزوجة، مما يعرض هذا الزواج كثيرا للفشل والطلاق..
٢- السرية الغالبة في عقوده، مما يجعل احتمالية الطلاق كبيرة إذا انكشف الأمر ومما قد يوقع في زواج من لا تحل له بسبب رضاع أو مصاهرة وقد حدث.
٣- ضعف العلاقة الزوجية، ونقص الحياة الأسرية والقوامة الشرعية..
٤- ضعف التربية والرعاية الواجبة للأولاد بينهما
٥- وجود شروط غير شرعية أحيانا.. مثل منع الإنجاب بينهما
٦- وجود نية الطلاق منذ العقد..
٧- التعرض للشك والتهمة بالزنى..
٨- إمكان التحايل على الزنى والتخفي وراء زواج المسيار..

موقف العلماء من المسيار
يشير السلطان إلى أن من العلماء من أباحه؛ لاكتمال أركانه. ومنهم من كرهه؛ لما فيه من عيوب. ومنهم من حرمه؛ لما فيه من مفاسد ومخاط وممن أجازه مجمع الفقه الإسلامي في دورته الثامنة عشرة المنعقد بمكة المكرمة
وفي رده على سؤالنا : هل ترضاه لابنتك أو أختك أو احدى قريباتك ؟! قال السلطان : لا أرضاه إلا إذا كانت ظروفها تستوجب هذا، وكان هو الرجل المناسب

 

لماذا تراجع العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ ؟
من أبرز من كان يقول بإباحته ثم توقف فيه هو الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله ـ حيث قال : “كنت قلت بجوازه ولكني توقفت ؛ لما يترتب عليه من السلبيات” وضرب أمثلة لذلك ومنها بأن الرجل قد يتزوج مسياراً في المدينة وزواجاً في مكة وزواجاً في الرياض الخ.

فتوى الشيخ عبدالعزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ
يقول الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ ( إذا تمت الشروط وأعلنوه فلا بأس، ما نعلم فيه شيئًا، أسقطت حقها، كأن يأتيها نهارًا دون الليل وأسقطت حقها؛ لا بأس، الحق لها، مثل ما أسقطت سودة رضي الله عنها حقها).
ويدل على جواز التنازل عن النفقة، ما جاء في جواز تنازل المرأة عن مهرها في قوله تعالى : «وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا» النساء٤.. على أن للمرأة أن ترجع فيما تنازلت عنه من الحقوق في أي وقت؛ لأنها حقوق تابعة للعقد ومتجددة..
ولأجل الأضرار المحتملة في زواج المسيار، فليس هو الزواج المثالي المطلوب ، ولكن يبقى مقبولا في بعض الحالات من أصحاب الظروف الخاصة .

المرأة قد تجمع بين عدة أزواج

ويؤكد ماذون شرعي – رفض ذكر اسمه – أن 99% من المسيار ينتهي بالانفصال مضيفا أن الواقع يشهد أن المرأة قد يُسَيِّر عليها اكثر من رجل ؟! وقد وقعت هذه الحوادث فمجال التلاعب بهذا الزواج كبير مع الاسف مشيرا إلى أن المرأة قد تضطر لظروف استثنائية خاصة للقبول به ولكي يكون ميثاقا غليظا كما وصفه رب العزة يجب ان تتوفر فيه الشروط ،والأركان ومعلنا وفي وجود ولي، وشهود وإيجاب، وقبول وتسمية صداق ليكون نكاحا شرعيا مع توثيقه حتى لا يحمل شبهة الزنا أو زواج المتعة كأن يكون مؤقتا مضيفا أن من الأخطاء التي يقع فيها من يتزوجون بهذه الطريقة عدم توثيقه فينكر الزوج الأولاد ولا يثبتهم
وفي رده على سؤالنا :هل ترضاه لابنتك أو أختك أو احدى قريباتك ؟!
قال الشيخ : لا أرضى هذا النوع من عقود الزواج.

 

القاضي علي الفيفي -يرحمه الله-

نظرات في المسيار

يبدو أن الاختلاف حول زواج المسيار لم يكن وليد اليوم مما دفع القاضي علي بن قاسم الفيفي ـ رحمه الله ـ إلى كتابة هذه القصيدة عن المسيار بتاريخ 21-7-1419هـ
زواجٌ يالَـــــهُ شَأنٌ عَجيب
لــــهُ المِسْيار رَمزٌ يـــــالَبيبُ
ومَــــا المِسْيارُ إلا دَربُ خيرٍ
وبابٌ للتعاوُنِ نِسْتطيـــــبُ
لــــهُ من مَنهَج الإسْلام حَــــظٌ
وفيرٌ واسعٌ الأرْجَــــــا رَحيبُ
ورَوضٌ من رياضِ الشَّرعِ زَاهٍ
زكـــــيٌّ باسِمٌ نَضرٌ خصيــبُ
يَفيضُ مَحـَـاسنــــاً ويَشِعُّ نوراً
ويــُوحي بالسَّماحِ ويَسْتَجيبُ
ويــَـدْرَأُ للمفاسد عــن فِئـــاتٍ
لهُم بالفَقرِ تَكبيــــــلٌ غــــريبُ
وليس الفقر عيبا كــَـــمْ فقيــرٍ؟
يذبُّ عُيُـــوبَه عنـــهُ القَضيبُ
كُمَيْتٌ صادقُ الإقــــدام ِقَــرمٌ
جليلُ القـــدرِ ليس لــه ضُرِيبُ
لـــه تَوقٌ إلى الأُنثى ولكن
مَجَال طُمُوحــــهِ وَعــــرٌ صَعيبُ
بـــَلاهُ الفقــرُ بالتَكبيـــلِ حتى
تَطَأطأَ رأسُهُ القاسي الصَّليبُ
وَأَثْنَى خَطوَه عن نيــــل عُرْس
يَهُولُك مــــن تَنَهُّدِهِ الـــوَجيْبُ
فأضْحى خامداً في غِـــلِّ عُدم
كَفَى بالكَبْتِ والإعدَامِ حُوْبُ؟
وهل مِن منقذٍ وسَريعِ حلٍّ
لإعْدَامِ وكَبْتٍ قـــد يشُوبُ؟
سِوَى المِسْيارِ شَمِّرْ دون بُطئٍ
إلى عشٍّ بــه تُجْلى الكُــروبُ
وزُرْ غِبّاً تَزِدْ حُبّـــا وشَوْقــــاً
تُدَغْدِغُهُ العوَاطِفُ يا الحبيبُ؟
وَذُقْ طَعْمَ السَّعادةِ دُونَ عبءٍ
فَصَوْتَ الحُبِّ مَصْدَرُه قريْــبُ
مَسَاراتُ الشَّريعَةِ لا تُجَــــارَى
لها في كُـــــلِّ مُفْتَرقٍ دُرُوبُ
سَمَاحَتُها برَفْــــــــعِ الإِصْر عَنَّا
وَتَيسِيْرِ المُعَسَّر لا يَغيـــــبُ!
فَكَمْ مِــــنْ عانسٍ والمالُ وفرٌ
لديهَا قد تُجَلّلها الخُطُوبُ؟!
تَمَنَّت أن لها يومـــــاً أنيسٌ
وبَعْلٌ فــــــــي مَظَلَّتِهِ تَــــؤوبُ ؟!
فَتَجْبُـــــــــرُ نَقْصَهَا بالمالِ حتى
يُدالُ لها وتُسْتَدنَى الطُّيُــــوبُ
فمَــــــا المِسيارُ إلا سِرٌّ جذب
به يَهوَى ويَنْجَذِبُ الخطيب !
ومــــا لخَرَيـــَـدةِ المسْيارِ بـــاب
إلى قلبٍ إذا خَطَـــــرَتْ يَثوبُ؟
سِوى تَذليلِ مُسْتَعصِي أمــــورٍ
وعاداتٍ تُشَذَّبُ أو تَذوبُ ؟
فَمَـــــــالٌ للعَـــــوانِسِ دونَ بَعْـــــلٍ
عــــــــذَابٌ دائــــمٌ مُضْنٍ كَئِيبُ
وهلْ في الشَّرعِ للمسيار ِحَظْرٌ ؟
وماالوَجْــــهُ المقَبَّــــــــحُ والمعيْبُ؟!
أَليس العيبُ من نظرٍ قصيرٍ؟؟
وسُوء الفَهمِ يا مَـــــــــنْ قــــد تَعيبُ
شُرُوطٌ فـــي نِكاحِ الشَّرعِ فيــهِ
وأركَانٌ فَفَكِّــــــرْ ما المُصِيْبُ ؟
وهل في الجُــود والإيثار عيبٌ؟
عدَاكَ الذَّمُّ يا الخِـــــلُّ الوَهُـــوبُ
فذاتُ المــــالِ تُسهِمُ دونَ مـنٍّ
وَذَا بالطَّــــاقةِ الأخْرَى يُثيبُ
فَتَكْتَمِلُ السعادةُ فــــي تَنَام
لكُـــــلِّ أو علـــــى كُلِّ نَصِيْبُ
فـــــذا يُدْلي بطاقَتِــــهِ وهَــــذِي
بِفَضْلِ المــــالِ تُسْعِف أو تهيب
فمجِّصْ في نصوص الشرع واجنحْ
لتَيْسيرٍ به وصَّـــى الحبيبُ
لأن الديــــنَ لا أغْلالَ فيــهِ
ولا إصْرٌ فــما هذا النَّعيـــــبُ
ومـــا التَّعْسيرُ إلا داءُ جهلٍ
ذريـــــعٍ لا يُعــالجُـــه طبيــــــبُ
سُلَيمانُ النَّبيُّ وكان حقَّـــــاً
مِثَالاً يُحْتَـــــذى يا المُسْتَريبُ
فما مِسْيارُه في ظِــــلِّ عَرْش
إلــــــى صَنعَا ومَواكِبُهُ المَهيْبُ
فَيُرخي مِن بساطِ الرِّيح تَوْقـــاً
إلــــى بلقيسَ يغدو أو يؤوب
سوى بُرهانَ تشريـــعٍ أشَادَتْ
بــــه آيٌ تَـــرِقُّ لها القُلُوبُ
فسُبْحانَ الذي فـــي كُلِّ أمرٍ
لــهُ سِرٌّ وتَدبيـــــــرٌ رهيـــــــــــبُ
ولا تفْتِي بلا عِلْـــــــمٍ فَتَـــــــــــردى
فَحَقِّقْ فــــي المقـــــولَةِ يا أرِيبُ
فما المِسْيَار إلا بــــابُ نَفــــــعٍ
ومَعْنى للتعـــــاوُنِ فاسْتَجِيبُــــوا

الخاتمة
ما يجري اليوم من تجارة باسم زواج المسيار تجاوز حدود الشرع، وليس له حظ من أصله سوى الاسم فقط، فغالبية الممارسات بدءاً من الجمع بين الرُّخَص ؛فهذا المذهب لا يشترط الشهود على عقد الزواج وآخر لا يشترط الولي و ما يحيطه من السرية، وعدم التوثيق يحتاج لوقفة تأخذ بعين الاعتبار فقه الواقع خاصةً ما نجم عنه من أضرار تفوق المنافع التي حملتها فتوى تحليله ؟ حتى رأينا الرجل يتزوج كل عام بأكثر من زوجة مسياراً بل إن الابن قد يتزوج من امرأة سبق أن تزوجها أبوه والعكس!! وتحول إلى حديث المجالس بين أوساط المراهقين و الشباب والكهول ؟!
مسيار اليوم ليس فقط لا يوافق مقاصد الشرع بل يصل لحد الاستهزاء، ويحتاج لإعادة نظر لوضع حداً نظاميا بينه، وبين زواج المتعة صوناً للأعراض وحفظاً للحقوق وحمايةً للأسرة، وتحصيناً للمجتمع

مقالات ذات صلة

‫8 تعليقات

  1. زواج المسيار بين الصحته من عدمه أركان العقد مكتملة فيه ولكن اركان المقاصد الشرعية غير موجودة كالمودة والرحمة والديمومة والقوامة وحسن العشرة والتبعل وهذا كله منفي وغير موجود مخالف المقاصد الشرعية الا في واحدة المتعة بينهما فالمطلوب حسن العشرة والتبعل بينهما من قال المسيار جائز عقود البيوع تختلف بختلاف المباع قد تكون مكتمل الاركان والشروط لكن هناك بيوع منهي عنها والبعض فاسدة والاخر لايجوز والبعض تدخل في الكراهية والتحريم من حيث العقد ومن حيث المبيع لمخالفتها مقاصد الشرع والقاعدة والتقعيدات في العقود كما اوردها شيخ الاسلام ابن تيمية النزاهة ان ينزه المسلم فيها فالحلال بين والحرام بين ركائز الاسلام اربعة النية – والحلال بين والحرام بين – ومن احدث في امرنا ماليس منه فهو رد – ودع مايريبك الى مالا يريب لمخالفتها مقاصدالشريعة ونستشف استدلالاً في زواج المسيار غير موجودة وان كان اركان العقد صحيحة ولكن مقاصده غير ذلك انما نوع من الحيل والتحايل كبني اسرائيل حرمت عليهم شحون الانعام وقاموا بتمييعها وبيعها وأكل ثمنها وقالوا لم نأكلها وكذلك حرم عليهم الصيد يوم السبت وتحايلوا بوضع شباكهم يوم الجمعة واخذها يوم الأحد لمخالفتهم النص الرباني وزواج المتعة محرم بالنص والمسيار نوع من المتعه لاشتراكهما في العقد واركانه واختلافهما في المقاصدالشرعية المعتبره في انشاء الزواج والله اعلم .

  2. في رئي ان كان مكتمل الشروط الشرعية فليس فيه شبهه .
    ولكن يجب الاعلان والاشهار بذلك حتى لا يكون هضمآ في حق اي زوجه او دخول الرجل في امور لا يحمد عقباها .
    فمن يرضى على بنته ان تكون ان ياتي لها الرجل من اجل الشهوه . اين الموده والرحمة اين الضمأنينه بين الزوجين متى تجد الزوجه في زوجها المسيار الالفه والمحبه وكذلك الرجل فمعظم زيجات المسيار تنتهي بالطلاق عند ابسط المشاكل .
    علينا تطبيق الشرع والشريعة بكامل امورها واوصافها وان لا نجعل من ديننا ثغرات لرغباتنا

  3. إذا كان في هذا الزمن يكثر فيها الطلاق لعدة أسباب هو بشرع الله ورسوله والأسباب تافه ولكن زواج المؤقت أو زواج ٦ شهور ثم هل أخل أختي أو بنتي تكون متعه ل رجال ولن يرضى احد عل اخته أو بنته حتى لو اكتمل جميع الشروط في زواج المسيار وفي نهاية المطاف اتحدى لو كبار العلماء يرضى ف بنته أو اخته في زواج مؤقت ل مدة ٦ شهور لأنه زواج متعه وكيف فقط وليس زواج العمر أقرب مثل لو طبق العريس زواج المسيار عل اخته ولا بنته شوف وش ردة فعله عل نفسه وذلحين بعضهم يتزوج شبه زواج مسيار بس بشرع الله ورسوله ولا يصرف ولا يسأل ولا يعني وقت زيارة والمزاج

  4. ما يُعرف بزواج المسيار كان في صورته الأولى التي صدرت فيها الفتاوى بإجازته لا يعدو أن يكون تنازلاً من الزوجة عن بعض حقوقها المترتبة على الزواج كالنفقة والسكنى، ولا يختلف فيما سوى ذلك عن الزواج التقليدي المعروف، وكان الدافع عليه لا يخرج عن فقر الزوج وعُدمه، ورغبة بعض النساء اللاتي عُزف عن الاقتران بهن لظروف خاصة بهن في الاستقرار وانجاب الولد، ولذا أجازه كثير من العلماء لتوفر أركانه وشروطه.
    غير أن الممارسة الحديثة له أضافت له بعض الأمور المؤثرة في الحكم عليه؛ كالسرية، ونية الطلاق، وعدم التوثيق، وعدم الولي أحياناً، وكل تلك الأمور لها تأثير بالغ في الحكم إذا انفردت فكيف باجتماعها.
    لذا يجب على كل عاقل قبل الإقدام على مثل هذه الزواجات أن يراجع نفسه ويراقب الله تعالى في إقدامه أو إحجامه فهو أعلم بمقصده وبواطن نفسه، وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرءٍ ما نوى كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

  5. تنبيه: 2staccato
  6. تنبيه: military gay dating

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى