المقالات

“التحوّل نحو الابتكار”.. نقلة نوعية للارتقاء بخدمات ضيوف الرحمن

تولي قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – اهتمامًا كبيرًا بتقنية المعلومات، وبتأسيس بنية تحتية رقمية قوّية، وتنمية القدرات الرقمية، لتُسهم في تسريع عملية التحول الرقمي فيها، وليتم إطلاق حزمة مشروعات رقمية ضخمة، وبالتالي لتصبح التقنية الرقمية أداة أساسية في قطاعات الدولة، ووسيلة رئيسة يعتمد عليها الكثير من المواطنين والمقيمين في حياتهم اليومية، ولتُصنّف المملكة ضمن أفضل عشر دول متقدمة في العالم، لمتانة البنية التحتية الرقمية فيها، وبذلك تؤكِّد المملكة، التزامها بتحقيق أهداف التنمية المُستدامة، وبرنامج التحوّل الرقمي الفعّال، والذي بدوره يهدف إلى بناء مجتمع رقمي، وإنشاء منصّات رقمية لإثراء التفاعل والمشاركة المجتمعية الفعّالة، بالإضافة إلى أتمتة المعلومات في جميع قطاعات الدولة، بما يُسهم في إحداث التأثير الإيجابي على الوضع الاقتصادي، وتطوير الصناعة، وتحسين التنافسية، وإيجاد المزيد من الوظائف، وتقديم خدمات أفضل للمُستفيدين، وبما يؤدي أيضًا لزيادة إنتاجية المؤسسات الحكومية، وجعلها أكثر فاعلية وقدرة على المنافسة، كما يهدف لإنشاء العديد من البرامج الرقمية لتكوين وطن رقمي، وذلك من خلال استقطاب الاستثمارات والشراكات المحلية والعالمية، في مجالات التقنية والابتكار، خاصة وأنّ “برنامج التحوّل الرقمي”، يُعدُّ أحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة 2030، التي من جهتها تعتمد بصورة كبيرة على التقنية الحديثة وتكنولوجيا المعلومات.
وقد واكبت وزارة الحج والعمرة هذا التوجّه، وعملت على تنفيذ هذه المُستهدفات، لتتوّج جهودها المبذولة والخاصّة بهذا الجانب، بتنظيم محفل، تقني، إبداعي، ابتكاري، ألا وهو: “مؤتمر ومعرض خدّمات الحج والعمرة”، والذي كان بعنوان: “التحوّل نحو الابتكار”، والذي حظي برعاية وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، وبالتعاون مع “برنامج خدمة ضيوف الرحمن”، أحد برامج رؤية المملكة 2030 التنفيذية، وشهدت عروس البحر الأحمر وبوابة الحرمين الشريفين “جدّة” فعالياته مؤخرًا، بحضور أكثر من 150 مُشاركًا من الخبراء، والمبدعين، والمفكرين، والمختصين، والمهتمين، والقطاعات والجهات المختصة والعاملة في منظومة الحج والعمرة وذات العلاقة بها، من القطاعات الحكومية والأهلية والقطاع الثالث، وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية المرموقة، الذين جمعتهم “الحج والعمرة” تحت سقف قبّة واحدة، ليستعرضوا أهمّ وأحدث الموضوعات المتعلقة بالتحوّل نحو الابتكار، وإبراز عوائده على هذا القطاع الحيوي والمهم، إضافة إلى الخلوص لمُخرجات وتوصيات ومُقترحات، تُسهم بدورها في تطويره والارتقاء به وتحقيق استدامته، ولإحداث نقلات نوعية في الخدمات التي تتشرّف “الوزارة” والقطاعات التي تعمل بإشرافها وتحت مظلتها، بتقديمها لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين وزوّار المسجد النبوي الشريف، وذلك من خلال أربع جلسات إثرائية وورش عمل، عُقدت بمشاركة مسؤولين وقيادات في القطاعات المختلفة، منها جلسة كانت بعنوان: “التحوّل نحو الابتكار والتقنية”، بالإضافة إلى استعراض أفضل المُمارسات والأفكار المُبتكرة والفعّالة في عدة موضوعات متوائمة مع مستقبل المشاعر المقدسة، كالمدن الذكية، ومناطق التطوير الخاصة، وذلك من خلال منصة “Haij Talk” الحوارية، هذا بجانب إقامة معرض مُصاحب، عرضت فيه القطاعات الخاصّة بالحج والعمرة، خدماتها ومُنتجاتها وبرامجها، وإبراز مُنجزاتها وابتكاراتها في مجال خدمة ضيوف الرحمن.
وليُعتبر هذا المؤتمر والمعرض الابتكاري والإبداعي، امتدادًا طبيعيًا لجهود وزارة الحج والعمرة وقطاعاتها المبذولة في هذا المجال، والتي انطلقت منذ نشأة “الوزارة” وواكبت تطوراتها وتحولاتها، حيث تمّ تكريسها وترسيخها، بتدشين “الشبكة العالمية الإلكترونية للعمرة” في عام 1424هـ، وذلك في خطوة رائدة لاستغلال تقنية المعلومات لخدمة ضيوف الرحمن، ولتكون بمثابة حجر زاوية، وبنية تقنية أساسية لهذه “الوزارة” لتنفيذ تنظيم خدمات المعتمرين. ولتتوالى عقب ذلك، منظومات التقنية تباعاً، والتي منها المسار الإلكتروني لحُجّاج الخارج، والمسار الإلكتروني لحُجّاج الدّاخل، والمسار الإلكتروني للعُمرة، وإطلاق بوابة “الوزارة” الإلكترونية، ولتتواصل هذه المسيرة بإدخال العديد من الأنظمة الإلكترونية والتطبيقات الذكية، والتي منها “الإسورة الإلكترونية”، و”البوابات الذكية”، و”بطاقة الحج الذكية” أو “بطاقة شعائر”، وتطبيق “مناسكنا”، وإتاحة “الوزارة” لحساب عبر منصّات التواصل الاجتماعي، باسم “اسأل الحج”، وغيرها من أنظمة تقنية عالية المستوى، تندرج ضمن إطار الأهداف الاستراتيجية لوزارة الحج والعمرة والقطاعات التي تعمل بإشرافها وتحت مظلتها.
والله ولي التوفيق،،،

* أستاذ الهندسة البيئية والمياه المشارك، بكلية الهندسة والعمارة الإسلامية بجامعة أم القرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى