المقالات

القوة الاتصالية أثناء المونديال المُقام حاليًا في قطر

تُعتبر كرة القدم هي الرياضة الأولى في العالم؛ حيث تُشير الإحصائيات أن كرة القدم يلعبها 250 مليون لاعب في أكثر من مائتي دولة حول العالم فما بالك عن جماهيرها، فلذلك تكون هي الرياضة الأكثر شعبية وانتشارًا في العالم وجماهيرها وعشاقها لا يختلف على عشقهم اثنان لدرجة أطلق عليها وعلى جماهيرها “عشاق المجنونة”، وفي محفل عالمي في كأس العالم كهذا المحفل المقام حاليًا في دولة قطر الشقيقة لن أخوض في التحليل الرياضي ولا التجهيزات الفنية الكروية للمنتخبات ولا في أسماء اللاعبين وعدد أهدافهم لجهلي في هذا ومَنْ تكلم في غير فنه جاء بالعجائب.
لكن شد نظري تطور فنيات الاتصال وقوة تأثيرها إذ ارتفعت درجات الاتصال وممارسته بشتى الأنواع المختلفة لأعلى مستوياتها، ويبدو أن الاتصال في هذه المناسبة لم يكن بمعزل عن هذا الجنون، وكما هو معلوم أن الرسالة الاتصالية إذا وجدت بيئة خصبة تنمو بها وتدير عناصر الاتصال (مرسل رسالة وسيلة مستقبل) تحت كنف عالمي كهذا المحفل بقدرات عالية، وتتحقق فيها شروط تمرير الرسالة دون تشويش يتحقق الهدف وتقطف الرسالة الاتصالية ثمارها بوقت وجيز جدًا.
وفي هذا المونديال حتى الآن استطاعت الرسالة الاتصالية العربية من خلال هذه المناسبة من تمرير الرسالة بأعلى كفاءة، والتي شاهدناها في كثير من الجماهير الأجنبية التي وصل بها الحال إلى ارتداء الملابس العربية والشماغ العربي وإبدال المنتجات العالمية كنتاكي بمنتجات محلية اصطفت عليها الجماهير، وبدأت بعض الجماهير التي لا تعلم شيئًا عن اللغة العربية غير كلمة “السلام عليكم” ترديد أهازيج جماهير عربية، وتنطق كلمات أكثر عُمقًا وصعوبةً ومحليةً.
وفي هذا المحفل العالمي تحقق أيضًا تمرير معاني سامية عن الإسلام وعن الحجاب وعن الثقافة العربية التي لطالما شوهت عالميًا بالإرهاب والجهل والتخلف، وظلمت في عقود زمنية طويلة بهذه الصورة، وبدأ الطرف الآخر “المستقبل” يتكون لديه صورة ذهنية جميلة لهويتنا العربية، ويقارن بما لديه من معلومات سابقة مع واقع مختلف يعيشه أثناء المونديال والغريب المشاهد أن المملكة العربية السعودية عندما حقق منتخبنا الوطني انتصاره الأول على الأرجنتين صاحب ذلك وبأقل تكلفة تسويق عالمي كبير للمملكة وثقافتها وشعبها وحتى لمنتجاتها المختلفة، ولا أعلم حقيقة الرقم الذي تردد فيه اسم المملكة بعد انتصارها الأول إلا أن المؤكد أنه رقم كبير وكبير جدًا، ومازال للاتصال بقية فعندما يقدم محتوى اتصالي بشكل لائق وبمعاني سامية، ويمرر من خلال هذا المحفل العالمي ستكون رسالة قادرة على تحقيق التأثير الناجح عن ثقافتنا وديننا وعاداتنا، وكل الأخلاق الكريمة التي ننتمي إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى