المقالات

“خالد قماش” شاعر الورد كَتب للوطن ولم ينسَ جارة القمر!

من أروع وأرقى التجارب الشعرية الحديثة شاعرنا المبدع “خالد قماش” الذي كتبت عن تجربته ودماثة أخلاقه وجماليات حروفه قبل أن ألتقي به منذ ثماني سنوات ونيف إبان أن كنا سويًا في حضرة صديقنا العزيز وأستاذنا المؤرخ والشاعر سعد الجحدلي بجدة.
ولمن لا يعرف ذلك المبدع الشاعر والكاتب الصحفى الإعلامي الراقي قماش أنه صوت جنوبي مدهش، وجميل على الصعيد الأدبي والشخصي والإنساني، رغم كل الصعاب والعقبات التي وضعت أمامه ربما بدون قصد أو من أجل إقصاء قلمه الجميل تعمدًا وزورًا من البعض!!
شاعرنا النجم من جيل الشعراء المجددين في النص الشعبي الحديث منذ الثمانينيات، وهو من الصف الثاني بعد تجربة أستاذتنا (الأمير بدر بن عبد المحسن- خالد الفيصل- الحميدي الثقفي- محمد النفيعي – عناد المطيري – فهد عافت – مسفر الدوسري – فهد السمحان)، وهو كاتب صحفي كبير لا يجامل على حساب تجربته مهما كانت الظروف؛ لذلك يغيب ويحضر مثل المطر؛ لأنه يشبهه في الغياب والدهشة والحضور!!
ويرجع سبب تميز أبا أنهار لغته الراقية في كتابة النص رغم أنه لا يحب التنظير من أجل التنظير، ويتميز بتعدد مواهبه وإجادته كتابة المقال بشكل ساخر وكتابة النقد الحديث، وطرحه الإعلامي الجري، وأبا أنهار مثل المملكة في الكثير من المحافل الأدبية والثقافية داخل وخارج البلاد في مملكة البحرين، والمغرب العربي، وإيطاليا.
ولم يكن يومًا مغرورًا على كل من عرفه، وأرى بكل صدق أنه ككاتب ظُلم إعلاميًا؛ لأنه صادق وجريء ولا يريد أن يتسلق على أكتاف من يعرفهم كونه واعيًا وصادقًا، ولا يجامل على حساب تجربته الجميلة!
أصدر شاعرنا الراقي ديوانه الأول (من دفتر الغيم) قبل سنوات بعد انتظار دام ٢٠ عامًا بسبب انشغاله بالإعلام عن كتابة الشعر، ورغم أنه كشاعر مبدع كتب في الورد والجمال والبحر والسحاب والمطر والحب، ولكن لم ينسَ أن يكتب في جارة القمر (فيروز) التي يعشق صوتها؛ حد الثمالة، وكتب للوطن أروع الأبيات الشعرية، وهو شاعر الورد..
(في ذمّتك…
كلّ الورود اللّي مشيتي جنبها ما شمّتك؟)
المبدع قماش جعل الجميع يعي كيف يختار المفردة التي تعطى النص روعة وفكرة لا يستطيع اقتناصها إلا مبدعًا راقيًا مثله، وأديبًا ومثقفًا لا يشق له غبار لأنه يرسم القصيدة الحديثة بألوان زاهيه تليق بلوحة تشكيلية على شكل نص.
لكي نعرف أن نكتب شعرًا لنقرأ نص شاعرنا المبدع الخالد، ونتابع تفاصيل نص موغل في الحداثة والجمال والعذوبة لأنه أستاذ يدوزن حرفه بلغة تليق بجمال وعذوبة وطرحه يعكس ثراء تجربته الإبداعية وتأثره بما يقرأ من كتب وتنوع ثقافته المختزلة، وسعة اطلاعه.
قلت: دينٍ وامتثال..
قلت: عدلٍ واعتدال،
قلت: إنصاف وتسامح..
قلت: رحمة تشرئب لها الملامح،
قال: آسف..
الحوار يبدأ بطلقة،
وينتهي بحزام ناسف.
تحمل نصوص قماش لغة متفردة كونها مليئة بالحس؛ ومعطرة بالإبداع؛ وتحمل دلالة المعنى والخيال الواسع، وتتناغم مع أسلوبه الفني في حبكة النص الذي يلامس الأنفاس؛ والديمومة.
يلتقط الصور الشعرية من واقع معايشته للنص؛ متأثرًا بالثقافة الواسعة التي منحته القدرة على التجديد والابتكار؛ كون نصه يفوح منه عبق الذكرى وألم الجراح وتأثير الموقف!
آه يا غيم الرسايل..
آه يا عطر الورق
زرقة البحر الشهية..
مغرية حد الغرق!
هنا شيء من نبض خالد؛ شاعر الجمال والإبداع والتألق!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى