منتدى القصة

الآنية والدائرة

قصة للأطفال والكبار

بقلم محسن يونس

صاحب الجسم الضئيل ، والذيل الرفيع الذى يجبن ويهرب لو رأى على الحائط ظل قط ، هذا كائن يعيش داخل دائرة من الرعب المتراكم حقيقة ، أطلقت الحياة وصفا لبنى جنسه فأسمت الواحد منه ” الفأر ”
مع كل هذا إلا أن الفأر المعنى بهذه المقدمة أمره اليوم عجب ، وصدق من قال لو أطلعناه على ما حدث: ” كل رأس بها صداع يخصها ”
وسوف نضيف نحن بأن حالته التى ظهر عليها تشبه حالة من رأى القمر ظهرا ، وربما تضيف أنت مستخلصا حكمتك بعد معرفتك بالوقائع المتتالية : ” ذهب الحمار يطلب قرنين لرأسه ، فعاد مخلع الأذنين ، فلا القرون ركب ، ولا الأذنين أبقى!! ”
علينا أن نضحك ، فالحكمة تحتاج للضحك لو تعلم ..
ما حدث أن الفأر فى تسلله الحذر والخائف من ظهور الظل إياه على الحائط المقابل لجحره ، رأى آنية عميقة تمتلىء بطعام القط ، هبر لحم بشحمها اللامع، فسيطرت على كيانه حتى أنه ارتعش ، وهو يرتعش مضى نحو الآنية دون تفكير فى ظل أو قط!!
مضغ ومضغ ، وابتلع وابتلع حتى امتلأت بطنه، ولكنه كان يواصل المضغ والبلع، وهو يحث بطنه أن تجد وسعا للقطع التى يزدردها بلهفة!!
فجأة وجد الفأر نفسه يصيح : ” أنا قط .. أنا قط .. ”
استنكرت الفئران فى المكان قول الفأر ، بعضها كان حادا فى رؤيته لما حدث ، فوصف الفأر بأن عقله حتما قد أصابه عطب ، حينما تقدم فأران أو ثلاثة لمشاركة الفأر فى الغنيمة، بعدها صاح كل منهم : ” أنا قط.. أنا قط ”
كل الفئران مدت آذانها وعلت الدهشة وجوهها ، وهى تصرخ : ” لا أحد يقترب من طعام القط ، فهو خطر يتخطفنا !! ”
ظهر القط الحقيقى كما يظهر عادة فى القصص، كان يموء صائحا فى الفئران الأربعة الذين حولهم طعامه إلى قطط : ” تعالوا إلى ، أنا قط ، وكل واحد منكم قط ، وكلنا قطط ”
كانت أنيابه يسقط عليها الضوء مظهرا حدتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى