آراء متعددةحوارات خاصة

اللواء محمد الجهني في حوار لـ”مكة” الإلكترونية: دعم القيادة حافز لرفع اسم المملكة.. وانتظروا فوز رموز وطنية أخرى بجائزة قوسي للسلام

دائما ما تكون المملكة زاخرة بالشخصيات المميزة التي تحقق نجاحات باهرة على المستوى الإقليمي والعالمي، وترفع راية السعودية عالية وسط بلاد العالم، لتواصل المملكة العربية السعودية تصدرها لاهتمام وتركيز العالم في جميع المجالات.
ومن بين الشخصيات التي تعد من الوجوه المشرفة للوطن، اللواء الدكتور محمد بن مصطفى الجهني، الذي حصل على جائزة قوسي العالمية للسلام، وترشح بعدها لرئاسة الجائزة لمدة ثلاث سنوات تبدأ من عام ٢٠٢٣، كأول سعودي يحصل على رئاسة الجائزة، وهو ما دفع “مكة” الإلكترونية للتحاور معه، ومعرفة تفاصيل حصوله على الجائزة، وخططه خلال فترة رئاسته لها على مدار ثلاث سنوات، عبر اللقاء التالي:

**في البداية.. كيف تم اختيارك للحصول على جائزة قوسي العالمية للسلام؟
_أولا أشكركم على استضافتي لتكون فرصة لإلقاء الضوء على هذا الحدث العالمي المعروف منذ أكثر من 34 عاما، وخبر فوزي بالجائزة كان مفاجأة كبيرة لي، حيث تلقيت رسالة إلكترونية على بريدي تفيد بترشيحي لأكون أحد الفائزين بجائزة قوسي العالمية للسلام، قرأت الرسالة ولم أصدق محتواها، وكنت أتوقع أنها مثل الرسائل التي ترسل من المخترقين والهاكرز، وفي المساء راجعت الرسالة بعناية، ووجدت أن المعلومات الموجودة تشير إلى احتمال الصدق، أرسلت إيميل إلى الجهة المرسلة استفسر وأطلب معرفة من رشحني للجائزة، وبالفعل وردتني رسالة تفيد بأنه سيتم الاتصال بي هاتفيا من الأمانة العامة للجائزة.

**وماذا حدث معك بعد ذلك؟
_تلقيت الاتصال بالفعل، وكان على الهاتف الدكتور محمد الجهني رئيس الاتحاد العالمي للقناصل ببلجيكا، والرئيس الحالي للجائزة، والذي أخذ يهنئني على قبول مجلس الأمناء برئاسة رئيس مؤسسة قوسي للسلام العالمية السفير بيري قوسي، ترشيحي من قبل الاتحاد العالمي للقناصل، وأيضا التأكيد على الترشيح من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان البيئية التابع لهيئة الأمم المتحدة، والذي ترأسه وزيرة البيئة الفرنسية السابقة السيدة كورني لوباج، وذلك للنشاط البيئي الذي شاركت فيه سواء على المستوى المحلي أو العالمي، والدور الذي قمت به في تأسيس المنظمة العربية الأوروبية للبيئة، وأيضا رئاسة اللجنة الدولية للتغير المناخي والبيئة بالاتحاد العالمي للقناصل، والإشراف على رحلة الإبحار إلى برشلونة للمشاركة في المؤتمر الدولي لحماية البحار والمحيطات.

** هل من الممكن أن تحدثنا عن هذة الجائزة؟
_ تم تأسيس هذه الجائزة منذ 34 عاما تحت مظلة مؤسسة قوسي العالمية للسلام، وهي مؤسسة غير ربحية أسست على يد الكابتن قوسي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث قام بتشكيل عصابات تقاتل ضد الاضطهاد الياباني، وتحول بعدها إلى سياسي، وأصبح ذائع الصيت بسبب كفاحه من أجل حقوق الإنسان، كما كان مدعومًا في مساعيه من زوجته التي أدت العديد من الأعمال الخيرية لمساعدة الأمهات والأطفال والزوجات المعتدى عليهم، والمرضى والعاطلين عن العمل، والفقراء، والأفراد المحرومين في المجتمع، وتم تأسيس جائزة قوسي للسلام بالفلبين كمقر رئيسي، وبأمر رئاسي من رئيس جمهورية الفلبين، ليصبح موعدها في شهر نوفمبر من كل عام، وتمنح لكل من قدم خدمة إنسانية من أجل جودة الحياة .

** كيف يتم التحضير لاختيار الفائزين بالجائزة؟
_ في كل عام يتلقى مجلس الأمناء أكثر من 1000 ترشيح لشخصيات عالمية من قبل الحكومات والمنظمات والمؤسسات، فضلا عن اختيار مجلس الأمناء لعدد من الشخصيات المؤثرة في المجتمع، ويتم القيام بعمليات الفرز والمفاضلة حسب أصول وقواعد ومفاضلات لدى مجلس الأمناء، ويتم اختيار 16 شخصية عالمية من كل دولة، ليتم توجيه الدعوة الرسمية لحضور الحفل الرئيسي لتتويج الفائزين بجائزة قوسي العالمية للسلام، وذلك في حفل كبير وبهيج يضم أكثر من 7 آلاف ضيف من جميع انحاء ألعالم، ويتم تسليم الجوائز التي تحمل توقيع رئيس الفلبين وختم الرئاسة، وخلال أيام الفاعلية يتم زيارة قصر الرئاسة وحضور العرض العسكري، وإطلاق ٢١ طلقة ترحيبا بالفائزين في ساحة الجندي المجهول بحضور عمدة مانيلا.

** وعلى أي أساس يتم اختيار الفائزين؟
_ يتم اختيار الفائزين الذين قدموا جهود خلال فترة حياتهم في مجالات السياسة والطب والعلوم والتكنولوجيا والأبحاث والدراسات العلمية والاجتماعية والثقافية والتعليم والاقتصاد والموسيقى والأدب والفضاء والبيئة، وكل ما يهم جودة الحياة وسلامة الإنسان وأمنه وغذاءه وصحته واستقراره وهي تسمى بجائزة نوبل آسيا .

** كيف تم اختياركم لرئاسة الجائزة لمدة ثلاث سنوات اعتبارا من 2023؟
_ حقيقةً لم أكن أتوقع هذا الترشيح في ظل وجود 14 مرشحا من الفائزين الحاضرين لاستلام الجائزة من عدة دول، وفي حفل الختام خلال اليوم الأخير توجه السفير بيري قوسي بالكلمة الختامية، معلنا أنه بعد اجتماع مجلس الأمناء تم الاتفاق على ترشيحي لمنصب رئيس جائزة قوسي العالمية للسلام لمدة ثلاث سنوات اعتبارا من يناير ٢٠٢٣، على أن أعود في شهر يناير لاستلام المنصب رسميا من الرئيس المنتهية ولايته، وأكون الرئيس الثاني عشر للجائزة كأول سعودي يستلم هذا المنصب، وبالفعل رجعت إلى الفلبين في شهر يناير وتم تسليمي الجائزة من رئيس المحكمة العليا السابق بالفلبين، والذي يشغل منصب مدير عام المكتب الخاص لرئيس الفلبين، حيث جرى ترديد القسم خلفه لاستلام المنصب.

** ما هو دورك الآن كرئيس للجائزة؟ وما خطتكم المستقبلية؟
_ بعد استلامي رئاسة الجائزة التقيت مع مجلس الأمناء في اليوم الرابع بوجود الرئيس السفير قوسي، وكنا نتكلم عن خطة الرئيس وما هو المطلوب والأعمال التي يجب ممارستها، وكنت قبلها اطلعت على تاريخ الجائزة والمؤسسة ومن نال الجوائز خلال 34 عاما ماضية، ووضعت خطة عمل عاجلة لكي أقدمها للمجلس، وخلال الحديث طلبت أن أقدم عدة اقتراحات حسب رؤيتي، حيث طرحت فكرة نقل تسليم الجائزة، خلال فترة رئاستي على الأقل إلى دول أخرى غير الفلبين، لتصبح الجائزة أكثر عالمية ليس فقط في توزيع الجوائز ولكن أيضا في مكان التسليم، واقترحت أن تكون لعام ٢٠٢٣ بالفلبين، وأن تكون ٢٠٢٤ بالسعودية، بعد أخذ موافقة حكومتي، وأن تكون ٢٠٢٥ في إحدى الدول، على أن تعود مرة أخرى للفلبين، لتكون سنة بالفلبين وسنتين خارج الفلبين خلال الرئاسة لكل رئيس قادم.

** مذا قدمت من مقترحات بعد رئاسة الجائزة؟
_ بحكم أن الرئيس من السعودية طلبت أن تعطى دولة الرئيس الفرصة لترشيح شخصيتين من البارزين للجائزة بدلا من شخص من الدولة، كما طلبت أن يرشح من الدول العربية أربعة أشخاص بحكم أن عدد الدول العربية يبلغ 22 دولة، كما طلبت أن يتم تسليم الجوائز في حفل خاص داخل قصر الرئاسة بالفلبين، بحضور 300 شخصية محلية ودولية، خاصة أن المرشحين للفوز بعضهم من رؤساء الدول والحكومات، على أن يكون حفل الاستقبال العام في مركز المؤتمرات والمعارض الدولية، والذي يبلغ عدد المدعوين فيه أكثر من 7 آلاف مدعو.

**وماذا سيكون دورك بعد تولي رئاسة الجائزة؟
_ سيكون دوري كرئيس للجائزة الإشراف على تنظيم الحفل والمشاركة مع مجلس الأمناء في اختيار المرشحين، ومتابعة كل الأعمال خلال الفترة المقبلة في تنظيم كل ما يخص تلك الاحتفالات، وأيضا مرافقة الرئيس في تقديم الدعوات الرسمية للفائزين، وخاصة لقادة ورؤساء الدول والمشاهير الفائزين.

** هل تمت الموافقة على طلباتك فيما يخص التعديلات؟
_ الحمدلله أبلغوني قبل عودتي للسعودية بموافقة مجلس الأمناء على جميع المقترحات التي قدمتها، بل والدعم من قبل الحكومة الفلبينية لكل ما تم اقتراحه، على أن تصدر جميع الجوائز تحمل توقيع رئيس الفلبين وختم الرئاسة، وفي الحقيقة عندي مجموعة من المبادرات والأفكار تخص عالمية هذة الجائزة، وأن تكون لها مساهمات موازية لمنح الجوائز لأنشطة تهم الإنسانية، سوف أعلن عنها في وقتها بعد أخذ موافقة مؤسسة قوسي العالمية عليها واعتمادها .

** هل تم اعتماد أسماء المرشحين لعام ٢٠٢٣؟
_ تلقت المؤسسة العديد من أسماء المرشحين من جميع أنحاء العالم في مجالات مختلفة، وكذلك عدد من رؤساء الدول والحكومات، بالإضافة للعلماء والمفكرين، ولكن لا يمكن الآن التصريح بالأسماء حتى ينتهي الترشيح واختيار الأسماء وإبلاغ المرشحين رسميا، ويكون عندها الإعلان عن الأسماء المرشحة.

** هل تم اختيار المرشحين من السعودية؟
_ بالفعل تم اختيار مجموعة من الرموز الوطنية من أصحاب المبادرات والأعمال الخيرية والاجتماعية والثقافية، وبالطبع لابد من اختيار شخصين للترشيح النهائي، ولا يمكن الآن التصريح بالأسماء .

** من الشخصيات العالمية البارزة الذين تم اختيارهم للجائزة خلال السنوات الماضية؟
_ منذ انطلاق الجائزة قبل 34 عاما حصل عليها عددا كبيرا، ولكن يهمني أن أذكر أهم الشخصيات العالمية المؤثرة، حيث حصل عليها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة، واستلمها نيابة عن سموه صاحب السمو الملكي الأمير بندر خالد الفيصل، وكذلك عدد من رؤساء الفلبين، ورئيس جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، والدكتور سوندارام ناتاراجان من الهند للطب، والدكتورة دلبو موني وزيرة التعليم العالي في بنغلاديش، ورئيسة الفلبين كونستانسيا دي جوزمان عن جهودها في مكافحة الكسب غير المشروع والفساد ، إضافة إلى الممثل العالمي المشهور أنتوني كوين عن دوره في فيلم عمر المختار، والمصمم العالمي ميشيل سنكو، والممثل العالمي المشهور توم كروز، والعديد من المشاهير الذين لا يتسع المجال لذكرهم .

** ما الذي ترغب في الإشارة إليه بنهاية اللقاء؟
_ أثلج صدري دعم قيادتنا الرشيدة حفظها الله، فقد تلقيت اتصال وزارة الخارجية بناء على ما وردهم من الديوان الملكي بمباركة ذلك، وأيضا تلقيت اتصال مكتب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حفظه الله، بالتهنئة والمباركة، وذلك ما يدفعني إلى بذل كل ما أستطيع لرفع اسم المملكة عاليا، وتمثيل بلدي خير تمثيل، وأن أنجح في مهمتي بالفلبين، كما أسعد بموافقة قادتي باستضافة الجائزة لعام ٢٠٢٤ في مدينة الرياض، وتلقيت قبل عدة أيام الطلب على استضافة الجائزة في الولايات المتحدة الأمريكية لعام ٢٠٢٥.
ولا يسعني في الختام إلا أن أقدم لك خالص الشكر والتقدير، وكذلك الشكر لصحيفة “مكة” الإلكترونية على مواكبة التطورات والأحداث التي تهم الشعب السعودي والمملكة بأسرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى