المقالات

قصة هلين كيلير والعودة للدراسة

بمناسبة اقتراب عودة الطلاب والمعلمين وأعضاء هيئة التدريس إلى الدراسة في المدارس والجامعات، ومن أجل بدء العام الدراسي ببداية قوية ونشاط وهمة وعزيمة وجدية وحماس وتفانٍ في التعليم من قبل المعلمين في المدارس وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، والتعلم من قبل الطلاب، وأيضًا بمتابعة أسر الطلاب لدراستهم، تذكر ابني الطالب وأخي المعلم وأخي الأب وأختي الأم قصة “هلين كيلير” وهي طفلة أمريكية ولدت في عام ١٨٨٠ ميلادية، ولدت طبيعية ولكنها وهي رضيعة أصيبت بمرض أفقدها البصر والسمع.

القصة حقيقية وطويلة، ولكني سوف أحاول اختصارها قدر المستطاع للوصول إلى الهدف المنشود من القصة.

جلب والديَّ هلين معلمةً لها لتعلمها في البيت، ورغم الصعوبات التي تعرضت لها الطفلة هلين كيلير والمعلمة “آن سوليفان” من سوء المعاملة المتبادلة بينهما، ولأن المعلمة هددت من والديَّ هلين بالفصل من العمل، ولكن كان إصرار المعلمة على تعليم هلين أكبر، وحاولت جاهدة تعليمها النطق بطريقة وضع يد الطفلة هلين على خد ورقبة المعلمة من أجل أن تلامس حبالها الصوتية وهي تنطق بالحروف والكلمات، فيا لها من وسيلة تعليمية صعبة وشاقة على المعلمة وعلى المتعلمة، اكتشفتها واخترعتها المعلمة ويا له من تعليم صعب ومعقد بواسطة لمس الحبال الصوتية لتتمكن هلين من تحديد الحروف والكلمات من حركة الحبال الصوتية، ولكنها العزيمة القوية والاصرار من أجل إخراج هلين من عالمها الصامت كونها لا تسمع ولا تتكلم ولا تبصر إلى تعليمها القدرة على الكلام.

بعد أن استطاعت المعلمة والطفلة هلين الاستفادة من طريقة التعليم والتعلم بواسطة الحبال الصوتية وبعد أن تطورت حالة هلين إلى حد ما في التعرف على الأسماء التي حولها كأسماء الأشخاص والجمادات والنباتات وكل شيء محيط بها، واستطاعت النطق بها ككلمة بابا وماما، بعد ذلك أكملت تعليمها بطريقة برايل وهو نظام كتابة وقراءة عالمي يستخدمه الأشخاص المكفوفون.

وبعد أن كبرت هلين وأصبحت شابة استطاعت إلقاء محاضرة في أحد المؤتمرات، رغم أنها لا تزال في عالمها الصامت لا تسمع ولا ترى ولكنها استطاعت بالتعليم والمثابرة نطق الكلمات رغم أنها لم تسمع ما تنطق به ولكن الآخرين كانوا يسمعونها ويستفيدون من محاضراتها ومن كتابها الذي ألفته.
تعتبر قصة هلين كيلير دافع قوي لكل طالب ومعلم لبذل الجهد في التعليم والتعلم، والفرق أن الطفلة هلين واجهت صعوبات في التعلم بسبب إعاقتها المتعددة، ولكنها تغلبت عليها، أما أنت ابني الطالب تتمتع بكامل صحتك وحواسك وقدراتك وتوفرت لك وسائل تعليمية متعددة، وأما أنت أخي المعلم فلتستفد من همة وحماس واصرار المعلمة آن سوليفان في تعليم طلابك، وأنتما أيها الوالدين أبذلا وقدما ما بوسعكما من أجل مواظبة ومتابعة وانتظام أبنائكم في الدراسة.

من جد وجد ومن زرع حصد.

اللهم اجعل بداية العام الدراسي الجديد القادم فلاحًا وأوسطه صلاحًا وآخره نجاحًا.

مستشار أسري واجتماعي ونفسي وإدمان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com