المقالات

مرض وخراب ديار

في المستشفيات والمستوصفات والعيادات الخاصة -بالطبع- تكون كشفية الطبيب بأجرة في المرة الأولى، ولكن قد يعطي الطبيب للمريض موعد لمراجعته خلال (١٤) يومًا بدون دفع مبلغ كشفية جديد بهدف متابعة نتائج العلاج المصروف للمريض، وللتعرف على مدى تحسن صحته، وبناءً عليه يقرر الطبيب إجراء تعديل على العلاج، إما بتغييره أو إيقافه أو إضافة دواء أو طلب المزيد من الفحوصات المخبرية والإشعاعية، أو تحويل المريض إلى طبيب آخر، وغير ذلك، ولكن إذا تجاوز المريض تلك المدة (١٤) ولو بيوم واحد لعذر طاريء يضطر لدفع كشفية جديدة.

وفي بعض المستشفيات أو المستوصفات أو العيادات الخاصة قد لا يجد المريض حجز موعد لمراجعة الطبيب خلال مدة المراجعة (أسبوعين) إما بسبب أن جميع المواعيد محجوزة، أو لعدم وجود مواعيد متاحة بسبب أن الطبيب لا يستقبل مواعيد في العيادة مؤقتًا لأنه يجري عمليات جراحية للمرضى، أو لأن الطبيب في إجازة أو يمر بظروف طارئة، ولتلك الأسباب لا يستطيع المريض مراجعة الطبيب خلال مدة المراجعة، ويضطر إلى دفع كشفية جديدة للمراجعة لأنه قد تم تجاوز المدة المحددة للمراجعة، لأسباب لا علاقة له بها.

والأدهى من ذلك والأمر، أن بعض الأطباء في المستشفيات والمستوصفات والعيادات الخاصة، يعطون موعد مراجعة للمريض بعد شهر أو أكثر من تاريخ موعد الكشف الأول، وذلك لأن “الكورس” العلاجي يتطلب استخدامه مدة شهر أو أكثر، لذلك يضطر المريض إلى دفع كشفية جديدة قد تتراوح من (١٠٠ ريال إلى ٤٠٠ ريال) وربما أكثر، وذلك ليس كشفية جديدة وإنما من أجل مراجعة الطبيب في الزيارة الثانية لمتابعة مدى الاستفادة من العلاج.

أما الاقتراح الذي يمكن تقديمه في هذا الصدد لتخفيف العبء المالي وتكاليف العلاج على المريض الضعيف، لأن السواد الأعظم من المرضى مهما بلغت قوتهم المادية لن تكون أقوى ماديًا من مُلاك المستشفيات والمستوصفات والعيادات الخاصة، ويتمثل الاقتراح في عدم تحديد مدة لمراجعة الطبيب في الزيارات التالية، ولا دفع كشفية جديدة وذلك إلى أن تتحسن صحة المريض من المرض الذي كان يشتكي منه عندما زار الطبيب في العيادة في المرة الأولى، ثم ما الهدف من تحديد مدة مراجعة العيادة (١٤) ولا يزال المريض تحت العلاج؟! وقد تنقضي تلك المدة ولم يستفيد المريض من العلاج، وفي هذه الحالة يستمر الطبيب في الطلب من المريض بأن يراجعه بعد أسبوع أو أسبوعين أو شهر أو أكثر، وطبعًا على المريض المسكين دفع كشفيات جديدة للمراجعات، وينطبق المثل الدارج على المريض الغلبان “موت وخراب ديار” ولكن بعد التعديل على المثل ليتسق مع موضوع المقال، سوف يصبح ” مرض وخراب ديار” .

• ماجستير خدمة اجتماعية
مستشار أسري واجتماعي وإدمان

عبدالرحمن حسن جان

مستشار أسري واجتماعي - ماجستير خدمة اجتماعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى