المقالات

متى التي بُح صوتها؟!

يعد اليوم العالمي للمعلم الذي يوافق الخامس من أكتوبر من كل عام يومًا لتجديد وتعزير الاحترام للمعلمين والمعلمات، والإشادة بفضلهم ومكانتهم المرموقة في جميع أنحاء العالم فهم الذين يُعِدّون أبناء وبنات الوطن لمستقبل واعد، بل إنهم حجر الزاوية في التعليم والتربية وبناء الأجيال، واللّبنة الأساسية في بناء الأمم والحضارات. والمملكة العربيّة السعوديّة كانت وما زالت رائدةً في هذا المجال؛ حيث يُقام في كلّ عام احتفالًا بالمعلّمين والمعلمات ويحظون بالكثير من الاحترام والتقدير؛ وما الكلمات الضافية التي جاءت في مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية والتي تطرق فيها ليوم المعلم العالمي لهذا العام، إلا أكبر دليل على تقدير قيادتنا الرشيدة لجهود المعلمين والمعلمات، وتقدير دورهم التربوي في بناء الأجيال، وإسهامهم في تنمية الحاضر وصنع المستقبل الزاهر للوطن والمواطن.

وحتى يُبدع المعلّمون والمعلمات في عملهم، ويستخدمون أفضل الوسائل والأساليب في إيصال المعلومات إلى طلابهم، وحتى يشعروا بتقدير المجتمع لكل تضحياتهم التي يقدمونها من أجل فلذات الأكباد، فإن لهم في يومهم العالمي تطلعات ومطالب يأملون أن تتحقق وموضوعات يرغبون في نقلها لكافة الجهات ذات العلاقة سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، تلك المطالب التي ما زالت حبيسة الأدراج، ولم يجدوا أحدًا يستمع لها منذ سنوات، ولا لمتى التي بُح صوتها كما بُحت أصواتهم وهم يطلقون في كل عام عشرات المطالب المشروعة التي تحفظ مكانتهم في المجتمع، وتعيد لهم هيبتهم وهيبة مسمى معلم.

فمتى يكون للمعلم والمعلمات هيئة تهتم بشؤونهم، وتدافع عن مطالبهم وحقوقهم، وتدرس كل أمر يهمهم ويعوّلون عليها آمالهم في أن تكون صوتهم الذي ينطق بألسنتهم وأداتهم التي تعمل على تحقيق إرادتهم؟!
ومتى يحترم طلاب العلم معلميهم و يوقرونهم ويستمعون لنصائحهم وينزلونهم المنزلة التي تليق بهم؟!
ومتى يُعاد النظر في الرقم (٢٤) الذي أكل عليه الدهر وشرب، وبات رقمًا منبوذًا وغير مرغوب فيه عند كافة المعلمين والمعلمات؟!
ومتى يكون للمعلمين والمعلمات مراكز ومستشفيات طبية كتلك التي أُنشئت للقطاعات العسكرية؟ وإن لم تتوفر تلك المراكز والمستشفيات فمتى يكون لهم ولأسرهم تأمين طبي أسوة بشركات ومؤسسات القطاع الخاص؟!
ومتى يكون للمعلمين والمعلمات نوادٍ ترفيهية ورياضية تليق بمكانتهم العلمية والعملية لتخفف عنهم ضغوطات الحياة، ويستعيدوا من خلالها حيويتهم ونشاطهم الفكري والبدني؟!
ومتى يكون للمعلمين والمعلمات خصومات واشتراكات خاصة في المتاجر والفنادق والمطارات سواء في يومهم العالمي أو حتى على مدى الحياة؟!
ومتى تقف وسائل الإعلام بمختلف أنواعها مع المعلمين والمعلمات لتنقل للمجتمع تلك الجوانب المشرقة والمشرفة التي يقدمونها في مدارسهم والابتعاد عن نشر كل ما يُثير الزوابع ضدهم؟!

وإلى أن نجد حلولًا ناجعة لكل ما سبق من تساؤلات فإن على كل مسؤول له علاقة بالتعليم سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة أن يقف لبرهة في اليوم العالمي للمعلم ويتساءل ماذا حققنا من مطالب المعلمين والمعلمات طوال العشرات من السنوات؟
فإذا كانت الإجابة أن ما قدمه المجتمع لهم أقل مما يقدمونه للوطن ولبناء الإنسان؛ فإن علينا أن نقلق على مستقبل التعليم، لأن راحة المعلم وتأهيله وارتفاع معنوياته وحماسه هو ضمان لقوة التعليم وجودته وجودة مخرجاته.

وخزة قلم :
المعلم لا يريد ورودًا منه وإليه ولا كلمة شكر عابرة تُقال له في يومه اليتيم، إنما يريد تقديرًا ملموسًا من وزارته ومن مجتمعه لكل تضحياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com