آراء متعددةالمحلية

“الشلهوب”: الصحف السعودية لم تطور نفسها لمنافسة الإعلام الرقمي.. وعليها استحضار التجارب العالمية للتخلص من أزماتها

استنكر الدكتور عبدالملك الشلهوب، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، حالة التراجع التي تشهدها المؤسسات الصحفية السعودية خلال الفترة الأخيرة، والأزمة التي تعاني منها بعض الصحف العريقة في ظل التنوع والتنافس المحموم مع وسائل الإعلام الرقمية.
وقال “الشلهوب” في تغريدة عبر حسابه الشخصي على منصة إكس: “اليوم وأنا اتصفح الصحف السعودية اليومية ورأيت تقلص صفحاتها، ومحدودية تغطياتها الإخبارية، وهجرة أبرز كتابها بعد أن كانت هذه الصحف ملئ السمع والبصر والمصدر الرئيسي للرأي وللمعرفة بأخبار وقضايا المملكة، مما يطرح علامات استفهام حول هذه المؤسسات العريقة، والمأزق الذي تعيشه هذه الصحف والذي يزداد تفاقماً يوماً بعد يوم في عالم عنوانه اللحظية واللهاث ضد عقارب الساعة، ضمن سياق عام من التنافس المحموم فرضته الثورة الرقمية، والنمو الخارق لسلطة وسطوة مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأكد أستاذ الإعلام، أن الوضع الذي عليه الصحف السعودية يعود إلى الصحف نفسها، كونها لم تعمل منذ وقت مبكر على استشراف المستقبل بالعمل على تطوير أدواتها المهنية، لتكون حاضره في عالم الإعلام الرقمي كما عملت الصحف الأمريكية والأوربية، وتعلم أن متلقي اليوم ليس متلقي الأمس، فهو مشارك نشط في عملية الاتصال يأخذ من مضمونه ما يحقق له إشباع احتياجاته، لكي يكون لهذه الصحف حضور في المشهد الإعلامي الحالي.
وأشار إلى أن وضع الصحف السعودية الحالي يؤكد على أنها لم تعد خياراً مطروحاً أمام الجمهور السعودي.
وأضاف في تغريدته: “نحن اليوم نشهد نزوحاً كبيراً من أفراد المجتمع نحو مواقع التواصل الاجتماعي مرسلين ومتلقين في الوقت نفسه، لأن هذه المواقع باتت البديل الذي يجد فيه المتلقي ما يشبع احتياجاته من المعلومات، فوفقاً للاستخدام الكثيف من قبل الجمهور لمواقع التواصل فقد أصبحت هذه المواقع منتجة للأخبار وللمعلومات بعرضها وتحليلها وتوزيعها على جمهور مترابط تقنياً ولا تحدهم حدود جغرافية، ولذلك باتت هذه المواقع من الوسائل الفعالة في التأثير في الكثير من القضايا”.
واستكمل: “وفقاً لما سبق فإن على المؤسسات الصحفية السعودية إذا أرادت أن تبقى حاضرة في المشهد الإعلامي استحضار تجارب الصحف العالمية، وكيف استطاعت مواجهة تحدياتها المهنية وأزماتها المالية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى