إيوان مكة

الشَّامُ لِلْأَبْطَالِ وَالثُّوَّارِ

الشَّامُ لِلْأَبْطَالِ وَالثُّوَّارِ
رَغْمًا عَنِ الْأَنْذَالِ وَالْأَشْرَارِ

الرَّحْمَةُ الْبُشْرَى عَلَى شُهَدَائِهَا
وَاللَّعْنَةُ الْكُبْرَى عَلَى بَشَّارِ

حَيِّ الصُّمُودَ فَقَدْ أَتَتْ بَرَكَاتُهُ
بِزَكِيِّ نَصْرٍ فَائِحٍ مِعْطَارِ

الْيَوْمَ قَدْ صَمَدَتْ تَرَاثِيلُ التقى
وَهَوَتْ تَمَاثِيلُ الْخَنَا وَالْعَارِ

الْيَوْمَ أَغْلَالُ الْفَسَادِ تَكَسَّرَتْ
بِمَلاحِمٍ وَعَزَائِمٍ وَتَبَارِي

وَسَيَشْهَدُ التَّارِيخُ أَنَّ الشَّامَ لَمْ
تَرْكَعْ بِرَغْمِ تَآمُرٍ وَنِفَارِ

فَهُنَاكَ قَوْمٌ لَا يُضَعْضَعُ عَزْمُهُمْ
أَلِفُوا الْوَغَى وَمَرَاكِبَ الْأَخْطَارِ

قَوْمٌ إِذَا نَادَى الْمُنَادِي فِيهِمُ
هَبُّوا لِنَجْدَةِ ذِمَّةٍ وَذِمَارِ

قَوْمٌ تَتُوقُ اِلَى الشَّهَادَةِ نَفْسُهُمْ
تَوْقَ الرُّبَى لِمَوَاسِمِ الْأَمْطَارِ

جَاعُوا وَمَا طَاعُوا نَوَازِعَ نَفْسِهِمْ
بَاعُوا حَيَاتَهُمُ لِدَارِ قَرَارِ

هَذِي دِمَشْقُ بَنِي أُمَيَّةَ مَنْ هُمُو
سَقَرُ الْعُدَاةِ وَجَنَّةُ الْأَنْصَارِ

هَذِي دِمَشْقُ وَإِنْ تَدَمَّرَ سُورُهَا
فَسَتَنْهَضُ الْاَسْوَارُ بَعْدَ دَمَارِ

وَإِذَا خَرِيفُ الْحَرْبِ أَفْنَى رَوْضَهَا
عُقْبَى الدُّجُنَّةِ بَهْجَةُ الْأَنْوَارِ

لَمَّا الْعَمَائِمُ طَالَ سَقْفُ حَنِينِهَا
أَحْيَيْتُمُ ذِكْرَى وَغى ذِي قَارِ

سَتَعُودُ سُورْيَا مِثْلْمَا كَانَتْ فَذِي
سُنَنُ الْحَيَاةِ وَحِكْمَةُ الْأَقْدَارِ

كَالشَّمْسِ سَوْفَ تَعُودُ نَاضِرَةً وَإِنْ
حَجَبَ السَّحَابُ ضِيَاءَهَا الْمُتَوَارِي

وتَعُودُ خَالِيَةً مِنَ الْفُرَقَاءِ مِنْ
مَرْضَى الْعُقُولِ وَقُصَّرِ الْأَفْكارِ

وَسَتَعْزِفُ الْأَطْيَارُ مِنْ فَوْقِ الْحِمَى
لَحْنَ الْإِبَاءِ وَنَغْمَةَ الْأَحْرَارِ

وَمِنَ السَّعُودِيَةِ امْتِدَادُ عُرُوبَتِي
وَنُبُوءَتِي وَمُرُوءَتِي وَوَقَارِي

مِنْ مَهْبِطِ اْْلْإِسْلَامِ مِنْ أَرْضِ الْهُدَى
مِنْ مَطْلَعِ الْإِحْسَانِ وَالْإِيثَارِ

أُهْدِي زَغَارِيدَ التَّهَانِي وَالْمُنَى
مَوْصُولَةٌ بِالْوِدِّ وَالْإِكْبَارِ

مِنْ أَرْضِ سَلْمَانَ الذِي بِالْعَزْمِ كَمْ
هُوَ يُلْهِمُ الْأَجْيَالِ بِالْإِصْرَارِ

مَلِكٌ مَقَالِيدُ السِّيَاسَةِ عِنْدَهُ
وَالْحُكْمِ مُنْذُ نُعُومَةِ الْأَظْفَارِ

وَقَفَاتُهُ مَشْهُودَةٌ مَا حَاجَةٌ
لِلشَّمْسِ رُؤْيَتُهَا وَلَا لِنَهَارِ

سَلْمَانُ صَمَّامُ الْأَمَانِ إِذَا غَدَا
شَرَفُ العروبة في شَفِيرٍ هَارِ

قَدْ قَالَ: خَطْبُ الْمُسِلِمِينَ يَهُدُّنِي
وَمَسَارُهُمْ فِي الْمُنْجِزَاتِ مَسَارِي

لِلْعَالَمِينَ كُفُوفُهُ مَمْدُودَةٌ
بِالْخَيْرِ فِي سِرٍّ وَفِي إِجْهَارِ

لَوْ رُمْتَ عَدَّ خِصَالِهِ وَفِعَالِه
مَا أَسْعَفَتْ لُغَتِي وَلَا أَشْعَارِي

وَوَلِيُّ عَهْدٍ خَلفَهُ بِكِيَاسَةٍ
وَبِرُؤْيَةٍ خَصْبَاءَ ذَاتِ ثِمَارِ

غَوْثُ الْقُرَى غَيْثُ الْقِرَى لَيْثُ الشَّرَى
رَامِي الْعِدَا حَامِي الْحِمَى وَالْجَارِ

فَمَعًا هُمَا الْحِصْنُ الْمَنِيعُ لِأُمَّتِي
وَلدِينِهَا فِي سَائِرِ الْأَقْطَارِ

وَأَنَا وَآلُ عَلِي وَمَنْ سَكَنَ الجِبَا
لَ أَجَى وَسَلْمَى شِمِّرُ الْأَخْيَارِ

نَفْدِيهِمَا بِدِمَائِنَا طُولَ الْمَدَى
وَالرُّوحِ وَالْأَبْدَانِ وَالْأَعْمَارِ

وَنَسِيرُ تَحْتَ مَنَارِ مَنْهَجِ فِكْرِهِمْ
فَهُمو سِرَاجٌ فِي طَرِيقِ السَّارِي

يَا شَامُ كَمْ جَاشَتْ عَواطِفُنَا وَقَدْ
عَادَ السُّرُورُ لِطَرْفِكِ الْمِدْرَارِ

فَعَلَيْكِ مَا طَالَ الزَّمَانُ سَلَامُنَا
وَتَحِيَّةُ الْمَوْلَى الْكَرِيمِ الْبَارِي

وَصَلَاةُ رَبِّي عَلَى الرَّسُولُ الْمُجْتَبَى
وَصِحَابِهِ الْخُلَفَاءِ والْأَطْهَارِ

عضو مجلس الشورى سابقًا

د. مشعل بن ممدوح آل علي

شاعر - عضو مجلس الشورى السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى