أكد المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة، العقيد تركي الحربي، أن المملكة العربية السعودية وأرضها لم تكن يوماً أداة لخدمة الأهداف الخارجية، مشيراً إلى وجود سرديات موجهة تسعى لإبعاد الأفراد عن هويتهم وقيمهم وثقافتهم. جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة “الإرجاف وسبل مواجهته”، التي نظمتها إمارة منطقة القصيم برعاية الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، في مركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة.
وأوضح العقيد الحربي خلال الندوة، أن الإرجاف يمثل سلوكاً يستهدف زعزعة الهوية الوطنية عبر خلق مشاريع فكرية مضللة تهدف للإضرار بمصالح الوطن، مستخدماً أساليب المكر والخديعة. وأشار إلى أن المرجفين يسعون للتقليل من قيمة ما تمتلكه المملكة من مقدرات وإمكانات، مما يدفع الأفراد إلى التنازل عنها بسهولة. ودعا الحربي الشباب والنخب الثقافية إلى التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة، مؤكداً أن “لا سقف يعلو فوق سقف الوطن”.
كما شدد على ضرورة الحذر من الآراء والمواقف التي تصدر من خارج الوطن، والتي تسعى لفرض نماذج سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية تُروج على أنها الأفضل، مع محاولة “تحقير” ما يملكه الوطن. وأضاف: “إن قللنا واحتقرنا ما نملك، تنازلنا عنه بكل سهولة”.
من جهته، أكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، خلال رعايته للندوة، أن خطورة الإرجاف لا تقتصر على تأثيره النفسي والاجتماعي، بل تمتد إلى أبعاده الاقتصادية والأمنية. وأوضح أن الإرجاف يخلق حالة من القلق والتوتر، مما يؤثر على القرارات الفردية والجماعية، وقد يؤدي إلى تعطيل مشاريع تنموية كبرى أو زعزعة ثقة المواطن في المؤسسات.
شارك في الندوة نخبة من المتخصصين الذين ناقشوا أبعاد ظاهرة الإرجاف وآليات مواجهتها، مشددين على أهمية تعزيز الوعي الوطني، ودور الشباب والنخب الثقافية في حماية الهوية الوطنية من محاولات التشويه والتزييف.
اختتم العقيد الحربي تصريحه بدعوة الشباب إلى الحذر مما يسمعونه أو يقرأونه من مصادر غير موثوقة، مشيراً إلى أن للمملكة تاريخاً عريقاً في التصدي لمحاولات استهدافها فكرياً وثقافياً. وأضاف أن دور النخب الثقافية في هذا السياق لا يقل أهمية، حيث تقع عليهم مسؤولية كبيرة في نشر الوعي والتحذير من أساليب الإرجاف التي تهدد استقرار الوطن وهويته.