المقالات

السعودية في يوم التأسيس .. إنجازات تبهر العالم وتاريخ يُروى للأجيال

يعد يوم 22 فبراير من كل عام علامةً فارقةً في تاريخ المملكة الوطني؛ حيث يرمز هذا اليوم إلى يوم التأسيس السعودي الذي تحتفي به المملكة كل عام، والذي تعود ذكراه إلى أحداث تأسيس الدولة السعودية الأولى في عام 1727م على يد الإمام محمد بن سعود. وقد مَثَّلَ هذا التأسيس حدثًا جللًا، حمل في طياته كل معاني الوحدة والريادة والاستقرار، لذلك ليس من المنصف اعتبار ذلك اليوم مجرد ذكرى تاريخية، بل يمكن اعتباره مناسبة لها أبعاد حضارية وثقافية، تسهم بشكلٍ مباشر وفعال في بناء الشخصية السعودية وتعزيز الهوية الوطنية، وهو ما يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030م الطموحة.

يمكن اعتبار يوم التأسيس نقطة الانطلاق التي يمكن التوصل من خلالها لفهمٍ عميقٍ للهوية الوطنية وتاريخها العريق، وذلك لأن هذا اليوم يعكس القيم التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى، مثل: التكاتف المجتمعي، والوحدة الوطنية، والتمسك بالهوية العربية والإسلامية، وتشكل هذه القيم أساس بناء شخصية المواطن السعودي، حيث يستمد منها ثقته بنفسه، كما أنها تساعده على تعزيز انتمائه لوطنه. إن يوم التأسيس لا يسهم فقط في تعزيز الفخر بالماضي، بل إنه أيضًا يساهم في غرس الشعور بالمسئولية في نفوس الأجيال الحالية تجاه أهمية المحافظة على استدامة هذا الإرث العظيم، مما ينتج عنه بناء شخصية سعودية متوازنة، تتمتع بالماضي والمستقبل من خلال جمعها بين الاعتزاز بالتراث والانفتاح على المستقبل.
يؤثر يوم التأسيس على كافة مكونات وجوانب الشخصية السعودية، مثل: الجانب الاجتماعي المتمثل في الوحدة والتكاتف بين أفراد المجتمع، والجانب الثقافي الذي يظهر في قوة ارتباط المواطن بتراثه، والجانب النفسي الذي يعمل على تعزيز الطموح والثقة بالنفس، حيث يعمل هذا اليوم على تذكير المواطنين بأن ما تحقق من إنجازاتٍ لم يكن وليد الصدفة، بل كان نتاج جهد وتضحيات الأجيال السابقة؛ مما يعمل على تحفيزهم وتشجعيهم على الحفاظ على هذا الإرث والمساهمة في تحقيق تطلعات المملكة.
كما يمكن اعتبار يوم التأسيس فرصةً لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030م، التي تسعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية وبناء مجتمعٍ حيوي متماسك، حيث إن الشخصية السعودية الناشئة على أسس وقيم يوم التأسيس هي شخصية هجينة ناتجة عن الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبالتالي فهي تتمتع بالقدرة على مواجهة تحديات العصر بجانب الانخراط في مسيرة التنمية، كما يساعد هذا اليوم المواطن السعودي في تأدية دورٍ فعالٍ في بناء وطنه، من خلال تعزيز القيم التي بُني عليها كيان المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها.
وإذا نظرنا إلى يوم التأسيس من منظورٍ علمي، نجد أنه يمكن اعتبار ذلك اليوم عنصرًا جوهريًّا يؤثر في شخصية المواطن السعودي، لما له من دورٍ هام في تعزيز الركائز النفسية والاجتماعية لديه؛ حيث يسهم إسهامًا فعالًا في بناء وعي تاريخي في ذهن المواطن السعودي، يمكن استغلاله في تعزيز الشعور بالاستقرار النفسي والانتماء الوطني. وفي ظل سير المملكة في طريق تحقيق أهداف رؤيتها الطموحة لــ2030م، سيمثل يوم التأسيس نقطة التقاء حيوية بين الماضي والمستقبل، تعمل على إرشاد الأجيال نحو الطريق الصحيح الذي يؤدي بهم إلى التقدم والازدهار.
تبرز أهمية يوم التأسيس في دوره المتمثل في بناء الشخصية السعودية من خلال ترسيخ الهوية الوطنية، وتعزيز الانتماء للوطن باستحضار القيم التاريخية، حيث إن هذا اليوم له دورٌ كبيرٌ في تذكيرنا بجذورنا العميقة، كما يعمل على تحفيزنا لتحقيق التطلعات المستقبلية وفق رؤية المملكة 2030م، التي تُشرك المواطن السعودي في رسم مستقبل الوطن من خلال جعله محورًا للتنمية وشريكًا فيها. فلا يمكن اعتبار هذا اليوم مجرد ذكرى تاريخية، حيث يمكن عدّه كحلقة ربطٍ بين إرث الماضي وتطلعات الحاضر والمستقبل، من أجل بناء شخصية سعودية سوية ومتوازنة من حيث الفخر بأصالتها وتطلعها وطموحها في مكانةٍ عالميةٍ مرموقة.

• الباحث المتخصص في التاريخ والتراث السعود

د. طارق عطيه السلمي

الباحث المتخصص في التاريخ والتراث السعود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى