يأتي شهر رمضان المبارك ليكون شهراً تتجلى فيه أسمى معاني الرحمة والتكافل الاجتماعي حيث يقبل الناس على فعل الخير ومد يد العون لمن هم في حاجة. وتزامناً مع هذه القيم النبيلة تأتي الحملة الوطنية للعمل الخيري الخامسة لتؤكد على دور المجتمع في تعزيز ثقافة العطاء تحت قيادة حكيمة تجعل الخير نهجاً متجدداً وتدعم المبادرات التي تسهم في بناء مجتمع أكثر تكافلاً وتلاحماً.
*القيادة قدوة في العطاء والبذل*
في كل محفل من محافل الخير تثبت القيادة الرشيدة أنها نموذج يحتذى به في دعم العمل الخيري ليس فقط من خلال التوجيهات والمبادرات ولكن بالمشاركة الفعلية في التبرعات وإطلاق المشاريع التنموية. ويعد ذلك تأكيداً على أن العطاء مسؤولية جماعية تتطلب تكاتف الجميع من مؤسسات حكومية وقطاع خاص وأفراد لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بطرق مستدامة وفعالة.
إن دور القيادة في دعم الحملة الوطنية للعمل الخيري لا يقتصر على تقديم الدعم المالي بل يمتد إلى تمكين الأفراد والمؤسسات من المشاركة في صنع التغيير الإيجابي وهو ما يعزز من قيمة التكافل في المجتمع ويجعل من العطاء ثقافة مستدامة تعكس القيم الإسلامية والإنسانية النبيلة.
*منصة إحسان: التقنية في خدمة العمل الخيري*
تمثل منصة إحسان واجهة رقمية متطورة تتيح للجميع المشاركة في العمل الخيري بطريقة حديثة سهلة وموثوقة. فمن خلال هذه المنصة يمكن للأفراد والشركات التبرع بكل شفافية واطمئنان حيث تضمن التقنية الحديثة وصول التبرعات إلى مستحقيها بأعلى معايير الأمان والحوكمة.
*مميزات منصة إحسان في تعزيز العمل الخيري:*
– سهولة الوصول: تتيح المنصة لأي شخص التبرع في أي وقت ومن أي مكان.
– شفافية التبرعات: توفر تقارير دقيقة عن أثر التبرعات وآلية توزيعها.
– تنوع مجالات التبرع: تشمل دعم الأسر المحتاجة، الرعاية الصحية، كفالة الأيتام، تفريج الكرب، وغيرها من المشاريع الإنسانية.
– تعزيز الابتكار في العمل الخيري: تستخدم المنصة الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات لضمان أقصى استفادة من التبرعات.
إن إحسان ليست مجرد منصة تبرعات بل نموذج يعكس كيف يمكن للتقنية أن تحدث فرقاً جوهرياً في حياة الناس وتسهم في تعزيز ثقافة العطاء بأساليب أكثر كفاءة وتأثيراً.
*شهر رمضان: موسم العطاء والخير*
رمضان هو الشهر الذي تتضاعف فيه الأجور وتزداد فيه المبادرات الإنسانية حيث يجد الجميع فرصة للمشاركة في الخير سواء من خلال التبرعات المادية أو التطوع أو حتى نشر ثقافة التكافل الاجتماعي. وتأتي الحملة الوطنية للعمل الخيري الخامسة لتعزز هذا المفهوم ولتكون محطة يستلهم منها الجميع أهمية البذل والعطاء.
*أشكال العطاء في رمضان:*
• الزكاة والصدقات: وهي من أعظم صور العطاء التي تؤدي إلى تحقيق التكافل بين أفراد المجتمع.
• إفطار الصائمين: من خلال توفير وجبات الإفطار والسحور للمحتاجين.
• كفالة الأيتام والمحتاجين: من خلال دعم الأسر الفقيرة وضمان حياة كريمة لهم.
• المشاريع التنموية: التي تهدف إلى تمكين الأفراد بدلاً من مجرد تقديم المساعدات.
*العمل الخيري: نهج مستدام وليس موسماً عابراً*
رغم أن رمضان هو شهر العطاء المتجدد إلا أن الحملة الوطنية للعمل الخيري تؤكد أن العمل الخيري ليس مجرد موسم بل نهج حياة. فالعطاء المستمر هو ما يضمن استدامة الخير ويحقق التأثير الإيجابي طويل الأمد سواء في تحسين حياة الأفراد أو في دعم الاقتصاد الاجتماعي وتنمية المجتمع.
ومن هنا تأتي أهمية المشاركة الدائمة في العمل الخيري سواء من خلال التبرع عبر منصة إحسان أو عبر الانخراط في المشاريع التي تمكن المحتاجين وتوفر لهم فرصاً للنمو والتطور.
إن الحملة الوطنية للعمل الخيري الخامسة هي امتداد لمسيرة العطاء التي تتبناها القيادة والمجتمع وهي تأكيد على أن الخير لا حدود له وأن التكافل هو الأساس الذي يبني مجتمعاً أكثر تماسكاً وعدالة. ومع توافر الأدوات الرقمية الحديثة مثل إحسان أصبح من السهل على الجميع المساهمة في صناعة الفرق ليكون هذا الشهر الفضيل فرصة لزرع بذور الخير التي تستمر في النمو والإثمار طوال العام.
*فلنجعل من رمضان نقطة انطلاق جديدة في درب العطاء ولتكن مشاركتنا في الحملة الوطنية للعمل الخيري جزءاً من هويتنا الإنسانية والوطنية*
• عضو هيئة تدريس – جامعة المؤسس


