المقالات

تطور التكنولوجيا والجرائم المعلوماتية نسبةً وتناسبًا

حققت المملكة العربية السعودية تطورًا كبيرًا في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السنوات الماضية، حيث شهدت تسارعًا حاسمًا في النمو لتحقيق أهداف رؤية 2030 لتعزيز البنية التحتية الرقمية وتحقيق التحول الرقمي في مختلف القطاعات.

تُظهر المملكة الالتزام بتطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وكما نرى بالأرقام، فقد يتجاوز الإنفاق على قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات 43 مليار دولار في عام 2025، مما يعكس نموًا سنويًا مركبًا بنسبة 6.7٪ منذ عام 2021، وفقًا لتقرير وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.

يأتي هذا التطور العلمي والتقني مصاحبًا لمخاطر جديدة وتحديات وتهديدات يجب علينا أن نعي خطورتها ونتحكم في وتيرتها. فمع التقدم الهائل في مجالات التحول الرقمي والتطور التقني، تزداد التهديدات التي تستهدف الأفراد والمؤسسات والشركات والدول.

تشمل هذه المخاطر الهجمات السيبرانية التي تستهدف البنى التحتية الرقمية، والجرائم الإلكترونية التي تؤثر على البيانات الشخصية والمالية، بالإضافة إلى تحديات الخصوصية وأمان المعلومات في ظل الاعتماد المتزايد على الأنظمة الذكية. كما أن الذكاء الاصطناعي، رغم فوائده العديدة، يخلق مشكلات قانونية وأخلاقية حول استخدامه في عمليات المراقبة واتخاذ القرار، مما يوجب سن تشريعات تحد من هذه المشكلات.

ومن الضروري، للتعامل مع هذه التهديدات، نشر الوعي التقني وتعزيز الثقافة السيبرانية لدى الأفراد والمؤسسات والشركات، إضافة إلى تبني وتطوير نظام حوكمة يحمي المستخدمين ويضمن الاستخدام الآمن للتكنولوجيا. كما أن الاستثمار في تطوير تقنيات الأمن السيبراني يعد ضرورة لمواكبة التطورات المستمرة في مجال الهجمات الرقمية.

فللحكومات والشركات والمؤسسات دور مهم في الحد من المخاطر؛ إذ تلعب الحكومات دورًا محوريًا في وضع الأطر التنظيمية والتشريعية التي تحد من الجرائم الإلكترونية، إلى جانب دعم الأبحاث والابتكارات في مجال الأمن السيبراني. كما أن الشركات يجب أن تتبنى استراتيجيات دفاعية قوية تشمل تحديث الأنظمة الداخلية، وتوعية الموظفين، وتطبيق سياسات صارمة لحماية البيانات.

في الختام
إن العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم يوفر فرصًا هائلة للتقدم والابتكار، لكنه في الوقت نفسه يتطلب منا الحذر والتخطيط لمواجهة التحديات التي تصاحبه. ومن خلال الوعي، والالتزام بالإجراءات الوقائية، والتعاون بين الأفراد والشركات والحكومات، يمكننا تحقيق توازن بين الاستفادة من التطور التقني وضمان الأمان والاستقرار في العالم الرقمي.

ومضة
الوعي هو الدرع الأول في مواجهة الجرائم المعلوماتية، فمن أدرك الخطر قبل وقوعه، حصَّن نفسه من غير الحاجة إلى الدفاع.

مجد الحريري

ماجستير في الأمن السيبراني

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى