المقالات

العناية بالتراث المعرفي

تبرز أهمية المراكز العلمية التي تهدف إلى العناية بالتراث المعرفي في العصر الحديث، إذ توفرت جميع الوسائل المعينة على ذلك، بخلاف العصور القديمة التي كان يُضرب فيها أكباد الإبل طلباً للمعرفة. فقد بقي كثير من الإرث المعرفي دون تحقيق، حبيس الأدراج في المكتبات العامة أو الخاصة، كما أن كثيرًا منه لم يُجدَّد طبعه أو يُعاد تقديمه للباحثين والمطّلعين.

إن المعارف التي تُركت كتركة للأجيال من التراث المعرفي العربي والإسلامي، في شتى صنوف المعرفة، كثيرة ومتنوعة، وبعضها لا يزال شفهيًا، ويحتاج إلى التدوين والتحقيق. وأرى أن التحقيق لا ينبغي أن يقتصر على كتب التراث والوثائق والمخطوطات، فالكثير من الروايات الشفهية المتداولة على الألسن لا تقل أهمية عن النصوص المكتوبة، بل تُعدّ مصدرًا مهمًا في بعض الحقول، لا سيما في العلوم الإنسانية.

من هنا، أرى أن من واجب مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، والذي يقدم جهدًا ملموسًا في جمع المخطوطات، وحفظها، وصيانتها، وفهرستها، وتحقيقها، ونشرها، أن يُدرج الروايات الشفهية ضمن اهتماماته، باعتبارها رافدًا مهمًا من روافد المعرفة الإنسانية. كما ينبغي تفريغ هذه الروايات وتحقيقها، كما هو الحال مع المخطوطات والوثائق، لتُصبح من المصادر والمراجع التاريخية المهمة، وتكون ملهمة للباحثين من خلال الدراسات والأبحاث المعتمدة عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى