في عامها التاسع تواصل رؤية السعودية 2030 رسم لوحة وطنية مبهرة تفيض طموحاً وعزيمة وتخط سطوراً جديدة من التقدم الذي تجاوز حدود الأحلام متحولاً إلى إنجازات ناطقة على أرض الواقع.
تسع سنوات مرت منذ انطلاق الرؤية وكأنها ومضة زمنية ملأت العقد بحراك غير مسبوق حيث أثبت أبناء وبنات الوطن أن لا مستحيل أمام عزيمة تصنع المجد.
اقتصاد ينمو .. ومجتمع يزدهر
أثبت المشهد الاقتصادي للمملكة خلال هذه الأعوام أن الرؤية كانت رهاناً رابحاً بكل المقاييس .. إذ عززت التنوع الاقتصادي ووسعت مساهمة القطاعات غير النفطية مما ساهم في تحقيق نمو استثنائي بلغ 3.9% للناتج المحلي غير النفطي في 2024 وتحقيق مستهدفات بطالة السعوديين قبل أوانها.
وتواصل المملكة بناء اقتصاد معرفي متين عبر تعزيز الخدمات اللوجستية والاستثمار في القطاع التقني والرقمي مما وضعها بين أبرز الاقتصادات استقراراً ونمواً على الساحة العالمية.
مجتمع نابض بالحياة .. وإنجازات تتحدث عن نفسها
على الصعيد الاجتماعي مكنت الرؤية الأفراد وأطلقت الطاقات .. فشهدت السعودية قفزات نوعية في الإسكان بارتفاع نسبة تملك المساكن إلى 65.4% كما تم تسجيل رقم تاريخي لعدد المعتمرين من خارج المملكة بلغ 16.92 مليون معتمر متجاوزاً مستهدف 2024 بسنوات.
وفي الثقافة والرياضة احتفت المملكة بترسيخ مكانتها عالمياً بتسجيل 8 مواقع ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو مع ازدهار غير مسبوق في السياحة والفعاليات الكبرى.
بيئة مستدامة .. واستثمار في الأجيال القادمة
أولت الرؤية اهتماماً فائقاً بالاستدامة البيئية فاستثمرت في الطاقة المتجددة وحماية التنوع الأحيائي وأطلقت مبادرات طموحة لمستقبل أخضر.
ولم تغفل الرؤية عن بناء الإنسان حيث صممت برامج متقدمة لتمكين الكفاءات، ودعمت المبادرات التي تصنع قادة الغد بثقافة الابتكار والمسؤولية.
تطلعات تتجدد .. وعزم لا يلين
ومع اقتراب العام 2030 تقف المملكة اليوم على أعتاب مرحلة ثالثة أكثر طموحاً تتطلب مضاعفة الجهود وتسريع وتيرة الإنجاز مستثمرة ما تحقق من مكتسبات لتواصل صعودها إلى مصاف الدول الرائدة، بثقة وعزم وإصرار لا يعرف الانكسار.
رؤية 2030 ليست مجرد وثيقة استراتيجية .. بل هي قصة إلهام ومسيرة وطن أحب أبناءه فعانقوا المجد.
دام عزك يا وطن ودامت رايتك خفاقة فوق هام السحب.
• أستاذ جامعي


