الرياضية

رياض محرز.. القائد الهادىء والمحارب النبيل في رحلة الأهلي نحو التتويج الآسيوي

كتب الجزائري رياض محرز اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي الأهلي ، بعدما قاد الفريق إلى أول تتويج في تاريخه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة موسم 2024-2025، ليواصل كتابة الفصول المضيئة في مسيرته الكروية المذهلة بين أوروبا وآسيا.

■ تأثير محرز الحاسم في موسم التتويج الآسيوي
ففي موسمه الثاني مع الأهلي، قدّم محرز أحد أفضل مواسمه على الإطلاق، وكان أحد أكثر لاعبي الفريق مساهمة في الأهداف، حيث لعب 42 مباراة في جميع البطولات، سجل خلالها 16 هدفًا، وصنع 19، بمجموع 35 مساهمة مباشرة، ساعدت “الراقي” بشكل كبير في الوصول إلى التتويج بدوري أبطال آسيا للنخبة.

وخلال عام 2025 تحديدًا، خاض محرز 28 مباراة أساسيًا، بمتوسط 87 دقيقة في كل لقاء، وبلغ إجمالي دقائق لعبه 2447 دقيقة، وتم اختياره ضمن التشكيلة المثالية لأفضل لاعبي الأسبوع في الدوري السعودي خمس مرات، ما يعكس ثبات مستواه وتأثيره المستمر.

من أبرز مميزات محرز خلال الموسم، دقته في التمرير وصناعة اللعب، قدرته على إرسال الكرات الطولية الدقيقة، ومرونته التكتيكية في الانسجام مع النجوم الآخرين، وهو ما جعله أحد مفاتيح اللعب الرئيسية للمدرب “ماتياس يايسله” طوال مشوار التتويج القاري.

■ بصمة ملحوظة في المباريات الكبيرة

لم يكن محرز مجرد نجم رقمياً، بل كان حاضرًا في أصعب اللحظات. ففي نصف نهائي كأس السوبر السعودي أمام الهلال، ورغم الهزيمة الثقيلة (4-1)، نجح في صناعة هدف الأهلي الوحيد.

وفي دوري أبطال آسيا للنخبة، تألق في الأدوار الحاسمة، فسجّل هاتريك أمام الريان القطري في دور الـ16، وساهم بتسجيل أهداف في شباك السد القطري، الشرطة العراقي، والوصل الإماراتي خلال دور المجموعات، مثبتًا حضوره الحاسم في المشوار الآسيوي.

كما صنع هدفًا في مباراة الكلاسيكو أمام الاتحاد، التي انتهت بالتعادل 2-2 في الجولة 26 من الدوري، ليتأكد تواجد المستمر بصناعة الفارق في المباريات الكبرى.

■ مسيرة ذهبية بدأت بـ«معجزة ليستر» وتُوّجت بنجاح آسيوي

رياض محرز، البالغ من العمر 33 عامًا، يملك سجلًا مميزًا حافلًا بالألقاب والمساهمات المؤثرة. تألق مع ليستر سيتي وقاده لتحقيق “المعجزة التاريخية” في الدوري الإنجليزي موسم 2015-2016، حيث تُوِّج الفريق باللقب رغم أن احتمالية الفوز كانت “شبه مستحيلة”، وكان محرز أحد أبرز النجوم رفقة جيمي فاردي، وتُوّج وقتها بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي.

ثم انتقل إلى مانشستر سيتي، حيث لعب 236 مباراة، سجل 78 هدفًا، وصنع 59، وفاز مع الفريق بـ:

الدوري الإنجليزي الممتاز: 4 مرات

كأس الرابطة الإنجليزية: 3 مرات

كأس الاتحاد الإنجليزي: مرتين

الدرع الخيرية: مرة

دوري أبطال أوروبا: مرة واحدة (2023)، في أول تتويج قاري بتاريخ السيتي.

كما لعب مع ليستر سيتي 179 مباراة، سجل 48 هدفًا، وصنع 35.

■ وصول ذهبي إلى آسيا

بانتقاله إلى الأهلي السعودي، واصل محرز النجاح بنفس العقلية، فلعب حتى الآن 75 مباراة، سجل خلالها 28 هدفًا، وصنع 33، وأسهم في عودة الأهلي للمنافسة على الألقاب من الباب الكبير.

في موسمه الثاني، ساهم بشكل مباشر في حصد الأهلي أول ألقابه القارية، محققًا دوري أبطال آسيا للنخبة 2024-2025، ليضيف اللقب إلى خزائنه الثرية.

■ ألقاب رياض محرز في مسيرته:

0الدوري الإنجليزي الممتاز: 5 مرات (1 مع ليستر، 4 مع مانشستر سيتي)

0كأس الرابطة الإنجليزية: 3 مرات

0كأس الاتحاد الإنجليزي: مرتان

0الدرع الخيرية: مرة واحدة

0دوري أبطال أوروبا: مرة واحدة (مع مانشستر سيتي)

0كأس الأمم الإفريقية: مرة واحدة (مع الجزائر 2019)

0دوري أبطال آسيا للنخبة: مرة واحدة (مع الأهلي السعودي 2025)

في النهاية، لم يكن رياض محرز مجرد لاعب مرّ على الأهلي، بل كان فصلًا من فصول المجد الذي كُتب هذا الموسم بحبر من ذهب. لم يأتِ ليكون نجماً فوق العشب فقط، بل جاء ليمنح الفريق روح البطولة، وخبرة التتويج، وعقلية النخبة.

هو النجم الذي اعتاد معانقة المجد، لكنه مع الأهلي لم يضف بطولة جديدة إلى رصيده فقط، بل منح نادياً جماهيرياً عريقاً لحظة طال انتظارها، لحظة عانقت فيها جماهيره المجد الآسيوي للمرة الأولى.

رياض محرز لم يُتوج بالكأس فقط، بل تُوج في قلوب جماهير الأهلي، كقائد هادئ، ومحارب نبيل، وصانع لحلم تحقّق بعد سنوات من الانتظار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى