المقالات

التعلَّم الواعي

لم أكن متفاجئاً عندما كانت إجابة الذكاء الاصطناعي عن ما إذا كان بالإمكان أن يحل الذكاء الاصطناعي مكان المعلم؟ حيث أخبرني بأنه لا لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل مكان المعلم، لماذا! فهو يوظف أحدث الاستراتيجيات التعليمية ويحفز إثارة المتعلم وتفكيره بجدارة، ويقدم المعارف والبيئات التعليمية الذكية بكفاءة عالية وتكلفة مادية قليلة، ويساهم في تحسين نواتج التعلم! ولكن ماذا عن تنمية القيم لدى المتعلمين، وتوجيه السلوك وفهم المشاعر ومراعاة الظروف ومهارات التواصل وتعزيز الوعي وبناء الفكر، وماذا عن طبيعة الخصائص العمرية والاجتماعية والثقافية؟ بالفعل فعندما تتداعى مواقف التعليم المتقدمة يلوح في مقدمتها أسلوب ذلك المعلم المشوق في طرح القصة التعليمية، والتوجيه الإنساني في موقف آخر والكثير من المواقف التي تبرهن على بقاء الدور العميق للمعلم، الذي إذا غاب لا يمكن أن يحل مكانه أي ذكاء اصطناعي، ربما أنه الوقت المناسب لإعادة النظر في توجهات الدراسات التربوية وإعداد وتطوير المناهج التعليمية وبرامج إعداد وتطوير المعلم حتى يتمكن من أداء الأدوار التي يحاول سرقتها ذلك المعلم الذكي ويحتاجها المتعلم في تكوين شخصيته، فالمهمة التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي لاحاجة للمعلم فيها، حيث يوجد التعلم الواعي في الأدوار التي لا يتقنها الذكاء الاصطناعي.

محمد السلمي

باحث تربوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى