
مع تأكد مكانة المملكة العربية السعودية والدور الذي يلعبه صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان، ولى العهد ورئيس الوزراء على صعيد السياسة الدولية تزداد حملات المرتزقة والذباب الإلكتروني ضد المملكة، وهو ما يؤكد أن هناك مخطط وراء هذه الحملات المشبوهة، ويرى المحلل السياسي الدكتور علي بن حمد الخشيبان أن المملكة العربية السعودية أثبتت على مر التاريخ أنها كيان وطني متماسك يصعب اختراقه، وأن مسيرتها السياسية عصية على التأثر بأي شكل من أشكال التشكيك، سواء كان إعلاميًا أو غيره. ويؤكد الدكتور الخشيبان في تحليله أن المملكة تكاد تكون الدولة الوحيدة في العالم التي تتحقق فيها تلك اللحمة السياسية المجتمعية بدرجات غير مسبوقة.
ويضيف الدكتور الخشيبان قائلاً: “تكمن مشكلة الآخرين حولنا في عدم فهمهم العميق للطبيعة المجتمعية الفريدة التي تكونت بها السعودية تاريخيًا وسياسيًا واجتماعيًا. هذه الطبيعة المتجذرة هي التي تمنح المملكة صلابة في مواجهة محاولات النيل منها.”
حملات الهجوم تكشف عن ضعف معرفي بواقع المملكة
ويشير الدكتور الخشيبان إلى أن المملكة العربية السعودية تتعرض حاليًا لواحدة من حملات الهجوم الموجهة، والتي تخفي خلفها أسئلة جوهرية حول توقيت هذه الحملة ونوعيتها ومصادرها واتجاهاتها. ويلفت الانتباه إلى أن العامل المشترك الذي يلاحظ في كل تلك الحملات، على اختلاف أنواعها، هو اعتمادها على نقاط ضعف معرفية واضحة تعاني منها هذه الحملات حول المملكة وواقعها السياسي والاجتماعي.
ويوضح الدكتور الخشيبان أن “هذه الحملات تعمل على تصميم تقنيات ومشاهد إعلامية تحاول من خلالها أن تبدو مقنعة للمتلقي الذي تستهدفه، مستغلة بذلك أي فجوات في فهم هذا المتلقي لتركيبة المجتمع السعودي وديناميكيته السياسية.”
التلاعب بالرأي العام عبر الإعلام ووسائل التواصل.. مشكلة عالمية
وقبل الخوض في تفاصيل الموضوع، يؤكد الدكتور الخشيبان على ضرورة فهم السياق الأوسع، مشيراً إلى أن معظم التقارير الإعلامية الصادرة عن المراكز المتخصصة في متابعة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تجمع على أن استخدام الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للتلاعب بالرأي العام أصبح اليوم مشكلة عالمية بارزة في القرن الحادي والعشرين.
ويختتم الدكتور الخشيبان تحليله بالتأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا الحديثة، موضحاً أنها تساهم بشكل مباشر في ربط الأفراد في جميع أنحاء العالم، وتوفر لهم منصة واسعة لتبادل المعلومات والآراء والأفكار، الأمر الذي يستدعي ضرورة الوعي بمخاطر التضليل الإعلامي والتأكد من مصداقية المعلومات المتداولة.