
رغم تصدره جدول ترتيب الدوري السعودي وقربه من التتويج باللقب، يواجه المدرب الفرنسي لوران بلان وضعًا غريبًا داخل أروقة نادي الاتحاد؛ إذ لا تزال بعض جماهير “العميد” تطالب برحيله، في لغز لا يبدو مفهوماً للمتابع المحايد، خاصة مع الأرقام القياسية والنجاحات الفنية التي يحققها.
■ أرقام تُرشّحه ليكون أحد أعظم المدربين في تاريخ الاتحاد
ما يقدمه لوران بلان مع الاتحاد هذا الموسم كان رائعًا، سواء على صعيد النتائج أو الأداء الجماعي. ومن أبرز ما يُحسب له:
74 نقطة في الدوري: رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ النادي، يؤكد مدى النجاح التكتيكي والاستقرار الفني.
اقتراب من تحقيق الثنائية: الفوز بلقبَي الدوري والكأس معًا سيكون إنجازًا لم يحققه أي مدرب اتحادي منذ عام 2001.
سجل خالٍ من الهزائم على أرضه: الفريق لم يخسر أي مباراة على ملعبه، محققًا 18 فوزًا وتعادلًا واحدًا، ما يعكس قوة الفريق ذهنيًا وفنيًا أمام جماهيره.
■ أداء هجومي منظم وتنوع تكتيكي
فنيًا، تُظهر الأرقام مدى تنوع المنظومة الهجومية تحت قيادة بلان وفقًا لبعض الأرقام رصدها موقع “سوفا سكور” العالمي المتخصص في الإحصائيات:
66 هدفًا من داخل منطقة الجزاء من أصل 272 محاولة، إضافة إلى 5 أهداف من خارجها.
الفريق يسجل من مواقف متنوعة: 17 هدفًا باليسرى، 45 باليمنى، و9 بالرأس.
نسبة تحويل الفرص المحققة إلى أهداف تبلغ 75% (3 من أصل 4 محاولات)، وهي من أعلى المعدلات في الدوري.
يسجل الفريق 4 أهداف من ضربات حرة مباشرة، من أصل 7 محاولات – ما يعكس الكفاءة الفنية في تنفيذ الكرات الثابتة.
■صلابة دفاعية وفاعلية بدلًا من الاستحواذ السلبي
على الجانب الدفاعي، الفريق قدم موسمًا متماسكًا:
8 مباريات بشباك نظيفة من أصل 31 في الدوري.
معدل الاستقبال لا يتجاوز هدفًا واحدًا في كل مباراة.
نسبة تمريرات صحيحة تبلغ 90% بفضل فعالية لاعبي الوسط، رغم أن الاستحواذ يبلغ 58.9% فقط، وهو ما يعكس الاعتماد على الفعالية بدلًا من السيطرة الشكلية.
■ الانتقادات: الأداء لا يُرضي الطموحات
ورغم كل ما سبق، يواجه بلان انتقادات من شريحة من الجماهير التي ترى أن أسلوب اللعب لا يعكس طموح الفريق ولا يُشبع الرغبة في مشاهدة كرة هجومية ممتعة، خصوصًا مع عدد من المباريات التي فاز بها الفريق بأداء واقعي أكثر من كونه هجوميًا ساحرًا.
الانتقادات، حسب المتابعين، تنبع من الفجوة بين النتائج القوية والأداء غير المقنع في نظر البعض، حيث تتوقع الجماهير من نادٍ كبير كالاتحاد أن يقدم أداءً ممتعًا يتماشى مع تاريخه، وليس فقط أن يحقق الفوز.
■هل يعيش الاتحاد متلازمة “النتائج مقابل الأداء”؟
يبقى السؤال مطروحًا: هل يُعدّ حصد البطولات كافيًا لفريق بحجم الاتحاد، حتى وإن لم يكن الأداء ممتعًا في نظر البعض؟ أم أن التوازن بين النتيجة والأداء بات ضرورة في كرة القدم الحديثة؟
في ظل المعطيات الحالية، يستمر لوران بلان في تحقيق أرقام لافتة ونتائج مميزة، تقرّبه من إنجاز تاريخي مع النادي في ظل قوة المنافسة بدوري روشن. ومع اقتراب الحسم، يبقى التقييم النهائي مرهونًا بما سيحققه الفريق مع نهاية الموسم، سواء على صعيد البطولات أو في أعين الجماهير.