
كتب: أحمد كمال
تصاعدت أزمة الإعلان الدعائي الأخير الذي أطلقته شركة “إي آند مصر” أو “اتصالات مصر”، والموجه لجمهور النادي الأهلي المصري، بعد أن اعتبره نادي الزمالك وجماهيره إعلانًا “مسيئًا ومهينًا”، ما أدى إلى موجة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحرك رسمي من إدارة النادي الأبيض على أكثر من صعيد.
الإعلان، الذي بثته الشركة بالتزامن مع نهاية الموسم الكروي في مصر والشحن الجماهيري بين القطبين بسبب اقتراب انتقال أحمد سيد زيزو للقلعة الحمراء، أثار جدلًا واسعًا بعدما تضمن مشاهد رمزية اعتُبرت مسيئة للزمالك. وتعدأبرز هذه المشاهد كانت لرجل يرتدي زيًا أبيض مقلوبًا (وهو اللون الشهير لنادي الزمالك) يركض في ذعر خارج سيارة إسعاف بيضاء بخطين أحمرين، وهي نفس ألوان شعار الزمالك.
وهناك مشهد آخر أيضًا، أظهر طرد شخص من مقهى لعدم تشجيعه الأهلي، ما اعتُبر تلميحًا بالإقصاء والتحريض على الكراهية، وفق تعبير عدد من المشجعين.
ردود فعل غاضبة من جماهير الزمالك
في غضون ساعات من بث الإعلان، اجتاح وسم #مقاطعة_اتصالات_مصر منصة “x”، متصدرًا الترند في مصر مع آلاف التغريدات والمطالبات بمحاسبة الشركة.
وانضم النجم السابق أحمد حسام “ميدو” إلى الحملة، معلنًا عبر حسابه الرسمي عن مقاطعته للشركة، وداعيًا جماهير الزمالك إلى تغيير أرقامهم كخطوة احتجاجية ضد ما وصفه بـ”الحقد الإعلامي الممنهج تجاه النادي”.
تحرك قانوني من الزمالك
من جانبه، أعلن نادي الزمالك عبر المتحدث الرسمي أحمد سالم، تقديم بلاغ رسمي جديد إلى النائب العام ضد الشركة المنفذة للإعلان، إلى جانب شكوى سابقة ضد شركة “إي آند مصر” بصفتها الجهة المالكة للحملة.
وأوضح سالم أن النادي رفع كذلك شكوى إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، محذرًا من خطورة ما تضمنه الإعلان من “إيحاءات قد تؤدي إلى تأجيج التعصب والعنف بين الجماهير”، ومطالبًا بوقف بث الإعلان فورًا، وإحالة المسؤولين عنه إلى النيابة العامة.
شركة الاتصالات توضح وتعتذر للزمالك
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أصدرت “إي آند مصر” بيانًا رسميًا أكدت فيه أن ما ورد في الإعلان تم تفسيرها بشكل لا يتفق مع نوايا الشركة، مضيفة أن الحملة الدعائية لم تكن تهدف إلى الإساءة لأي طرف، بل إلى تعزيز الانتماء الرياضي.
وشددت الشركة على احترامها لجميع الأندية المصرية، قائلة:”نؤكد على احترامنا الكامل وتقديرنا العميق لجميع جماهير الرياضة المصرية، ونوضح أن احترام الأندية والكيانات الرياضية جزء لا يتجزأ من قيمنا ومبادئنا في دعم الرياضة والمجتمع.”
حساسية المنافسة بين القطبين
تأتي هذه الأزمة في ظل حالة من التوتر التاريخي بين جماهير الأهلي والزمالك، وتعتبر الحملة الدعائية وما أعقبها من ردود فعل، دليلًا جديدًا على حساسية الخطاب الإعلامي المتعلق بالرياضة في مصر، وضرورة التحلي بمزيد من المسؤولية في المحتوى الموجه لجماهير الأندية.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر أي عقوبات رسمية من الجهات التنظيمية، بينما تتواصل الدعوات من جماهير الزمالك لاتخاذ مواقف أكثر صرامة من إدارة النادي، ووقف أي تعاون مستقبلي مع الشركة الراعية للأهلي، معتبرين ما جرى “خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه”.