المجتمع لا يخلو من الصداقة والعداوة، وهاتان الصفتان تبرزان عبر العصور والأزمان.
إن من سنن الله تعالى في خلقه أن لكل مخلوق صديقًا وعدوًا؛ صديق يتمنى له الخير، وعدو يتمنى له الشر.
وعندما ننظر إلى عالمنا اليوم، يتبين لنا أن عددًا كبيرًا من الدول تتنافس في بناء مستقبلها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي تحت مظلة التنمية المستدامة، وفق رؤية واضحة الأهمية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة.
وفي مقدمة تلك الدول المملكة العربية السعودية، التي منذ بداية توحيدها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله -، تسعى جاهدة لخدمة الإنسانية بكافة أشكالها.
وهو أمر لا يخفى على أحد، إلا من فقد البصيرة واختار طريق الزيغ والضلالة.
وفي هذا العهد الميمون، انتهجت المملكة العربية السعودية نموذجًا فريدًا في التعامل مع مختلف القضايا الإنسانية، تحت مظلة رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030.
تلك الرؤية التي أثبتت أن الرياض عاصمة القرار الدولي، لما تتمتع به من أهمية كبرى في جوانب كثيرة، من إيقاف الحروب كما في الحرب المدمرة بين باكستان والهند، إلى السعي لرفع العقوبات على سوريا، وذلك أثناء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية.
وهي زيارة كانت لها أهمية خاصة في توطيد العلاقات السعودية الأمريكية التي بدأت منذ عهد قديم، وأنتجت العديد من الإنجازات والمشاريع الكبرى التي تثبت مكانة السعودية ودورها الريادي في العالم كله، حيث اختارها ترامب لتكون المحطة الأولى لزيارته بعد انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية في فترة رئاسية ثانية.
وفي الوقت نفسه، أراد شرذمة من الحمقى والسفهاء، الذين يعانون من اضطرابات نفسية والمتاجرة بالدين، استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب المفبركة ضد المملكة العربية السعودية حول زيارة ترامب لها.
هؤلاء وجدوا أنفسهم وقد تم تجفيف المنابع التي كانوا يستقون منها في نشر الإرهاب والتطرف، فهم كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكل.
أما العالم بأسره، فقد أدرك أن السعودية تملك القدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والثقافية، مما أدى إلى أن العالم بات ينظر إلى الرؤية الحقيقية التي نادى بها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله -، والتي تتحقق يوميًا في كل المجالات.
من أراد أن يعلم سبب الزيارة، فليعلم أنها ليست مجرد زيارة رسمية فقط، وإنما سبيل لمواجهة التحديات التي تواجه ترامب في أمريكا، وأهمها تدهور الوضع الاقتصادي، فما كان منه إلا أن يبحث عن حل للأزمة، وهو إجراء اتفاقيات استثمارية تقتضي النهوض بالاقتصاد الأمريكي، ولن يتم ذلك إلا بالتعاون السعودي الأمريكي.
إمام وخطيب المركز الثقافي الإسلامي بمدينة درانسي شمال باريس – فرنس