المقالات

الرجولة ليست صراخاً .. والأنوثة ليست ضعفاً (2-2)

تصحيح المفاهيم الخاطئة داخل البيوت

في زحام الحياة وبين جدران البيوت تنشأ مفاهيم كثيرة قد لا تقال لكنها تمارس ..
فتربك القلوب وتشوه المواقف وتخنق المشاعر.

كبرنا على صور نمطية تربط بالرجولة والأنوثة
حتى أصبحت الصلابة تقاس بحدة الصوت
والنعومة تفهم على أنها هشاشة وانكسار.
لكن الحقيقة تقول:
الرجولة ليست صراخاً والأنوثة ليست ضعفاً.

المفهوم الأول: الرجولة الحقيقية ليست في رفع الصوت

من أكبر المفاهيم المغلوطة التي تتسلل إلى البيوت: أن الرجولة تعني السيطرة والقوة تعني الصراخ وأن الهيبة لا تأتي إلا بالخوف.
لكن الرجولة الحقيقية تظهر في:
• سعة الصدر
• ضبط النفس
• تحمل المسؤولية بصمت
• وقيادة البيت بروح الحكمة والحنان.

الرجولة أن تكون مصدر أمان لا مصدر رعب .. أن تقنع لا ترهب .. وأن تكون قدوة لا سيفاً مصلتاً في وجه الاختلاف.

المفهوم الثاني: الأنوثة لا تعني الضعف

كذلك ربطت الأنوثة زوراً بالخضوع السلبي والانكسار
بينما الأنوثة في جوهرها: قوة ناعمة .. وحكمة صامتة .. وقدرة على البناء والاحتواء.

المرأة التي تعبر عن رأيها تدافع عن كيانها .. وتضع حدوداً واضحة لا تفقد أنوثتها .. بل تمارسها بوعي ونضج.

الأنوثة لا تختصر في شكل أو صوت خافت بل في حضور يحمل اللطف دون أن يستغل واللين دون أن يكسر.

عندما تتصادم المفاهيم داخل البيت

حين يرفع الرجل صوته ليثبت رجولته وتصمت المرأة خوفاً لا احتراماً .. نكون أمام علاقة تتآكل تحت وهم الأدوار الزائفة.

وحين تقمع المشاعر ويخنق الحوار وتتحول البيوت إلى مسارح للصراع بدل أن تكون مواطن للسكينة .. فمن واجبنا أن نعيد النظر في مفرداتنا وسلوكياتنا ومفاهيمنا.

نحو علاقة ناضجة وعادلة

البيوت السعيدة تبنى على التفاهم لا التنازع .. وعلى احترام متبادل لا تبادل سلطات.
• الرجولة أن تحتضن لا أن تهيمن.
• والأنوثة أن تحاور لا أن تساير خوفاً.
• والحب أن يقال بصوت مسموع لا أن يختبأ خلف العناد.

لنرب أبناءنا على أن الرجولة احترام .. والأنوثة كرامة
وأن البيوت لا تدار بالصراخ .. بل بالتفاهم .. ولا تبنى على الاستقواء بل على الشراكة.

ففي زمن كثرت فيه الانفصالات العاطفية خلف الأبواب المغلقة .. نحتاج أن نصحح المفاهيم ونزرع الوعي قبل أن نزرع التقاليد.

#الحياة_الزوجية
#سكن_ومودة_ورحمة

• عضو هيئة تدريس – جامعة المؤسس

أ.د. عصام بن إبراهيم أزهر

رئيس وحدة الكائنات المعدية مركز الملك فهد للبحوث الطبية جامعة الملك عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى