
في أيام الله العظيمة تتنقل القلوب بين مشاهد الطاعة ومنازل الرحمة حتى تبلغ محطة يتجلى فيها الهدوء بعد الزحام والسكينة بعد السعي ..
إنه يوم القر اليوم الذي يلي النحر حيث يبيت الحجاج في منى ويستقرون فيها بعد الحركة وقد جاء في الحديث الشريف:
قال ﷺ:
“أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر” فهو يوم جليل تستحب فيه الطاعات وترفع فيه القربات وتغمر فيه السكينة القلوب.
أتى “يـوم القـر” بالبشرى بنـور السـكنِ والاستقـرار
بعد النحر والضجـة الكبرى أتى بالنور والأسرار
به سكن الحجاج في منى وفي الأرواح سراً جار
كأن النفس تنشد فيه فصلاً صافياً من دار
وذاك الحب في القلب استوى كريح المسك بالأزهار
تفيض به دعوات الصفا وتسمو بالمنى الأذكار
وعنه المصطفى قد قال: “أعظم يوم فيه وقار
هو يوم نحر ثم قر” به للعبد فضل جار
فطوبى للذي استغلاه بالشكر الجميل البار
وأوقد فيه أنواراً بها الأرواح تستنار
يوم القر .. هو لحظة السكون التي تسبق الختام
هو موطن الذاكرين ومحط الراجين وساحة من ذاقوا حلاوة البذل فاستراحوا في ظل القبول.
فيا رب كما أقررت قلوب أوليائك في هذا اليوم
أقر قلوبنا بطاعتك وثبّت أقدامنا على دربك
واجعل لنا في منى سكنى الرضا وفي عرفات نداء القبول.
• عضو هيئة التدريس – جامعة المؤسس