المقالات

عبدالملك قاضي.. تعددت الأسباب والموت واحد

مصيبة الموت قدرٌ كتبه الله سبحانه على جميع خلقه: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾، وجعله في وقتٍ محدد لا يزيد ولا ينقص: ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾. ولكن الأسباب التي تؤدي إلى الموت تختلف من شخص إلى آخر، بحسب ما قدّره الله سبحانه من الأسباب. وعلى المسلم الرضا بما قدّره الله، والصبر على ابتلائه بفقد الأحبة من الأهل والأقارب والأصدقاء، حتى ينال أجر الصابرين الذين بشّرهم الله بأحسن الجزاء.
أكتب هذه المقدمة بعد سماعي للنبأ المحزن والجريمة النكراء التي تعرّض لها زميلنا فضيلة المحدث الدكتور السيد عبدالملك بكر قاضي، أحد علماء الحديث البارزين في العصر الحاضر، الذي كرّس حياته لخدمة السنة والسيرة النبوية، فأمضى أكثر من أربعين عامًا في البحث والتأليف والتحقيق وجمع الحديث النبوي.
فأنجز كتاب “جامع السنة النبوية والآثار” في أكثر من عشرة مجلدات، وكذلك كتاب “المؤلفون في السنة والسيرة النبوية” في أكثر من عشرة مجلدات، وقام بجهود كبيرة في هذا السبيل. وهو حاصل على درجة الدكتوراه في علوم الحديث، وله مساهمات مهمة في الأعمال الموسوعية المتعلقة بالسنة النبوية.
وهو سليل أسرة كريمة تنتمي لآل بيت النبوة، برز منها العلماء والقضاة وأعيان المجتمع ورواد العمل الخيري.
واليوم، وقد انتقل فضيلته إلى الدار الآخرة في حادثة مأساوية، نسأل الله الكريم أن يتقبله في الشهداء، لقوله صلى الله عليه وسلم: “من مات دون ماله فهو شهيد”، وأن يرحمه ويغفر له، ويجعل الفردوس داره وقراره.
تعازينا لأسرته، وزملائه، وطلابه، وإلى جميع علماء الأمة في فقده.
والحمد لله رب العالمين

• عضو مجلس الشورى سابقًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى