في دنيا الناس أشخاص منحهم الله سبحانه وتعالى مواهب متعددة ومميزات متنوعة جعلتهم ممن يشار لهم بالبنان في كل موقع يتواجدون فيه أو عمل يؤدونه وأصبحت إنجازاتهم موضع فخر واعتزاز لأبناء الوطن مما يضعهم في أماكن متقدمة ويجعلهم قدوة لغيرهم. من بين أولئك الأشخاص يأتي معالي الدكتور بكري بن معتوق عساس فهو أستاذ جامعي مميز وقائد اداري محنك ورجل أعمال ناجح. فالمتتبع لسيرة معاليه والمتابع لمسيرته العلمية والعملية يدرك بما لا يدع مجالاً للشك تميزه ومثابرته وجهوده المخلصة وتنوع خبراته وسعة ثقافته ففي مجال العمل الأكاديمي يشهد له زملاؤه وطلابه بتميزه في التدريس والبحث العلمي، وفي مجال الإدارة ثبت نجاحه في إدارة جامعة أم القرى لأكثر من ثماني سنوات تحققت خلالها للجامعة العديد من المشاريع الهامة ونفذت الكثير من الخطط الاستراتيجية وكان لشخصيته القيادية أثرها في تلك النجاحات. فكما يرى علماء الإدارة أن نجاح المدير يعتمد الى حد كبير على شخصيته القيادية وليس كل مدير قائد. أضف الى ذلك ما يتمتع به معاليه من أخلاق فاضلة وسجايا عظيمة كالتواضع والوفاء والكرم والتسامح وتقدير العاملين ورعاية حقوقهم وتشجيعهم على المشاركة في القرارات وتطوير خبراتهم.
وفي مجال ريادة الأعمال يعتبر معاليه من رجال الأعمال الناجحين لمشاركته في تأسيس عدد من الشركات والتخطيط لنموها وتطورها ورئاسة مجالس إداراتها.
ومن جانب اخر يسهم معاليه في التوعية والتثقيف من خلال عشرات المقالات الصحفية ذات الطابع الثقافي المتنوع، كما أن له العديد من الكتب التي أثرت الساحة الفكرية بموضوعات مهمة وناقشت كثيراً من القضايا المجتمعية بأسلوب محبب للنفوس حيث يتمتع معاليه بملكة أدبية راقية وثقافة موسوعية ما يجعلها نبراساً للأجيال الصاعدة تقدم لهم دروساً عملية من واقع خبرة ثرية ومخلصة ومن تلك الكتب العناوين التالية : أعلام في حديث الذاكرة ، إلا أن يشاء الله ، أولئك آبائي ، خواطر منثورة ، تتلمذت على أيديهم ، أقوال خلدها التاريخ ، أفكار وخواطر بين الشرق والغرب ، خيول التنوير ، وغيرها. ونظراً لما لمكة المكرمة من محبة عميقة في قلب معالي الدكتور بكري وعشقه لترابها وجميع أحوالها فقد ظهر ذلك جلياً في كتاباته عنها من ذلك تأليفه كتابين جليلين عن مكة للتعبير عن فيض مشاعره نحوها وتقديراً لمكانتها وقدسيتها وترسيخاً لذكرياته فيها. أولهما كتاب بعنوان ((معاد)) ناقش في خمس وعشرين عنوان موضوعات تتعلق بمكة منها على سبيل المثال أم القرى والقرآن الكريم ، مكة وأجر المقام بها ، مكة وشرف المسؤولية ، مثابة للناس ، تهوى إليهم ، مكة وشرف المكان ، إلى غير ذلك من الموضوعات. ويقول المؤلف عن عنوان الكتاب :
“اخترت أن أسميه (معاد) اقتباساً من قول المولى جل جلاله (ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد)”. وفي موضع آخر يقول المؤلف “عرفت مكة رضيعاً وطفلاً وفتى وشاباً ورجلاً وكهلاً ، عشت عقوداً من تاريخها ، فخبرت قديمها ، وعرفت حديثها ، أدركت أزقتها وحواريها وبيوتها الشعبية ، كما عاصرت طرقها السريعة وأبراجها ومجمعاتها السكنية الضخمة. وعلى كل هذه النقليات والأحوال المختلفة كانت مكة في قلبي هي مكة بطهرها وعبقها وقدسيتها وجمالها الفرد الذي لا تشبهها فيه مدينة أخرى. أحببت مكة وارتبطت بها وجدانياً وعاطفياً وروحياً وجسدياً”.
وفي كتابه الثاني عن مكة الموسوم “هذا البلد” يرى المؤلف أنه استوحى عنوان الكتاب من قوله تعالى (لا أقسم بهذا البلد. وأنت حل بهذا البلد) وفي الفصل الأول يناقش المؤلف : مكة .. جغرافيا التراث
وفي الفصل الثاني يناقش القيم التربوية في الثقافة المكية، وفي الفصل الثالث يناقش مكة المكرمة.. الحج والعمرة، أما في الفصل الرابع فيناقش : مكة المكرمة في رحلات الحج. يقول المؤلف “حين نكتب عن مكة سيدة المدائن يكون للحديث عنها سمت خاص تجلله قدسية المكان المعبق بروحانية الزمان.. تركت العنان لقلمي ليحلق في آفاق مكة فوجدني أطوف به حول مكة التراث والجغرافيا والتاريخ فيرسم بمداده ما سكن الجوانح من ثقافة تجذرت في أفياء هذه المدينة الطاهرة.
وهكذا يواصل المؤلف كتابه عن مكة بأسلوب جميل وعبارات رقيقة حتى يجد القارئ نفسه مشدود العواطف متوقد المشاعر مسترسل الذكريات عن حياة الناس في هذا البلد المقدس متمنياً أن يكون من أولئك الذين سعدوا بالحياة في هذا البلد المبارك.
فجزى الله المؤلف خير الجزاء وأدام له التوفيق..


