المقالات

إدارة الحشود في الحج.. إرادة سعودية بتوفيق الله

في موسم الحج تنطق القوة الناعمة بلسان الأمن،،،
أمن يرشد لا يرعب
أهذه إدارة عسكرية أم إرادة إنسانية؟
هل سمعتم عن دولة تُسخّر أقصى درجة من قوتها البشرية وطاقتها الأمنية لأجل راحة ضيوفها ؟
هل رأيتم أمنًا يُصافح بابتسامة ويحتضن حاجًا مُتعَبًا بكفّ العون لا عصا السلطة ؟
هل شهد التاريخ في أي بقعة من العالم حشودًا بملايين الأرواح في رقعة مساحية محدودة وفي مدة زمنية محدودة تجتمع جميعها لتؤدي أي نشاط إنساني بلا فوضى ولا اضطراب أمني ؟
لم ولا ولن تجد ذلك إلا في المملكة العربية السعودية في موسم الحج حيث تتعبد الملايين بلا خوف ولا اضطراب أمن ولا اختلال نظام وذلكم تحت رعاية عيون لا تنام .
نعم… هذه ليست مشاهد من قصص الأساطير بل هي موسم الحج في أرض الحرمين حيث تتجلى المعجزة في التنظيم والرحمة في الإدارة والأمن في أبهى صور الإنسانية .
فقد أكرم الله بلاد الحرمين الشريفين بهذه المسؤولية العظمى ومنذ أن قيض الله أسباب توحيد هذه البلاد على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ( طيب الله ثراه) كان الهم الشاغل له بسط الأمن الشامل في كل أجزاء المملكة وبصورة خاصة في موسم الحج لتيسير أداء المناسك لكل الحجاج، وسار أبناؤه البررة على المنوال نفسه حتى وصلت الراية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ( حفظهما الله) فطفقا يقدمان لهذا الركن العظيم من الإسلام كل ما تعجز عنه الكلمات .
أليس الحج فريضة من الله؟ إذًا فكيف لا تكون رعايته شرفًا تتسابق له الأيدي وتبتهج له القلوب ؟
.. رجال الأمن.. حين تتجسد القوة في هيئة رحمة
في موسم الحج لا ترى الأمن كما عهدته في المطارات أو الطرقات… بل تراه قلبًا نابضًا بحب الحجيج تراه عينًا تسهر لا لترقب، بل لتحرس وتؤمّن وتدل .ّ
وزارة الداخلية السعودية، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود، تقدم درسًا حيًا في فن إدارة الحشود درس ينبغي أن يتم تدريسه في جامعات العالم لأنه فن يتم تطبيقه بكل كفاءة على الواقع المعاش على الأرض المباركة في المشاعر في منى، عرفات، وفي مزدلفة حيث يذوب رجل الأمن في طيف الحاج يمسك بيده يربّت على كتفه، يرشده، يواسيه، يبتسم له ثم يختفي ليخدم غيره . وهكذا آلاف من رجال الأمن.
يتجلى الأمن والطمأنينة عند رؤيتهم، فهم جميعا في هيئة قوة ناعمة لا ترعب، بل ترغّب، لا تفرض، بل تُقنع.
هذا ليس مجرد أمن… هذه أخلاق دولة، وهذه هوية أمة تُحسن استقبال من أتاها ضيفًا من ضيوف الرحمن فتمنحه الأمن والراحة والتيسير و الكرم والثقة ما يجعله مطمئنا على أنه في أيد أمينة برحمة من الله.
.. إن شباب المملكة.. واجهة مضيئة وبخاصة في موسم الحج يشهد على ذلك الواقع المعاش في مواسم الحج كل عام.
فذاكرة الحجيج في كل عام لم ولا ولن تنسى تلك الوجوه الشابة أبناء المملكة الذين حملوا على عاتقهم أن يكونوا الوجه المشرق والبسمة الأولى لكبار السن، للمُنهكين، للمرضى، للغرباء الذين جاؤوا من كل فج عميق .
إنه ليس مجرّد عمل تطوعي… إنه شرف الخدمة. إنه الحفاوة التي تعانق القلب قبل أن تمسّ الجسد . ..
هل رأيتم شابًا يحمل حاجًا مسنًا على كتفه؟ هل رأيتم ابتسامة تسبق التعليمات وذراعًا تمتدّ قبل أن يُطلب منها ؟
هذه هي القوة الناعمة التي لا تُشترى ولا تُؤمر بل تنبع من أخلاق دين الإسلام ومن حب الوطن و حب مليكه .
ختامًا… ماذا نقول لحكومة تسهر لتنام القلوب آمنة؟
إن الألفاظ والتعابير مهما سمت وارتقت فإنها لن توفي هذه المملكة حقها، فبينما يحلم العالم بإدارة مليونيه بلا فوضى، فإن المملكة تحقق ذلك سنويًا بإتقان يتجاوز حدود الدهشة .
أين العالم من هذا الإنجاز ؟
وأين الشكر من أصحاب الفضل ؟
فلنقلها بصوت واحد ..
شكرًا لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، شكرًا لرجال الأمن، شكرًا لأبناء وبنات الوطن الذين جعلوا من الحج مصدر فخر وعنوان حضارة بتوفيق من الله.
• أستاذ العلاقات العامة والإعلام الرقمي
كلية الاتصال والإعلام جامعة الملك عبد العزيز

أ.د مبارك واصل الحازمي

• أستاذ العلاقات العامة والإعلام الرقمي • كلية الاتصال والإعلام - جامعة الملك عبد العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى