المقالاتعام

الجامعة العربية تحتضر

خلال سنوات طويلة بات من المؤكد لدى الشارع العربي عدم قدرة الجامعة العربية على ملامسة واقعه، والتفاعل المطلوب مع أحداثه، وآمال الشارع العربي العريض. وخلال العقد الأخير تراجعت الجامعة كثيرا، ولم يكن لها أي أثر يذكر على الكثير من الأحداث.
لن نتحدث عن ظروف نشأتها ولن نستعرض الآمال التي ضاعت وخابت بسبب قرارات جاءت لحفظ ماء الوجه بسبب سيطرة إحدى العواصم وتحديد اتجاهات قراراتها. ولكن سنتحدث عن التطلعات والآمال اليوم نحو غد مشرق لتطوير عمل الجامعة وإعادة هيكلتها وإنتشالها من القاع الذي وصلت إليه لتصل لقمة الصوت الدولي المسموع، مع دعم الدول العربية الفاعلة ذات الثقل الكبير، وفي ظل وجود قوة القرار العربي وعاصمته وثقله، والرياض عاصمة عربية ذات ثقل سياسي واقتصادي كبير، وذات علاقات متعددة، تعزز من قوة الجامعة العربية وتعطي لقرارها مدى وصوت مسموع، وتتميز الرياض بجاهزية كبيرة، وهي بلا شك مرشح قوي لتكون مقر للجامعة، مما يعيد للجامعة ثقلها ودورها، وصوتها الدولي.
الجامعة العربية لم يبقى منها سوى اسمها واعلام الدول التي ترفرف حول مقرها. ومن المنصف أن تكون هناك وقفة حقيقية يعاد فيها تقييم مواقفها وقراراتها وتفاعلها مع القضايا العربية.
ليس الهدف أن نلوم أماناتها السابقة والعواصم التي احتضنتها لكن الشارع العربي اليوم سئم من حالة القرارات المتكررة دون تنفيذ أو الاستغلال المحدود لقوة القرار، ويرغب أن يجد مقراً جديدا وعاصمة جديدة قادرة أن تمنح الجامعة القوة والمساحة السياسية اللازمة لتكون قراراتها فاعلة وصوتها مسموع عربيا ودوليا.

• مستشار بمركز الاعلام والدراسات العربية الروسية.

عبدالعزيز بن رازن

مستشار بمركز الاعلام والدراسات العربية الروسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى