المقالات

الأمير محمد بن سلمان⁩

عندما نتحدث عن سموّه، كرجل دولة تميّز وتفرّد بتأكيد مفاهيم علم الإدارة الحديثة من خلال شخصيته واتخاذه القرار في الوقت المناسب، نستطيع أن نرى شخصية سموّه الفريدة في كيفية إدارة شؤون الدولة كافة، كولي للعهد ورئيس للحكومة، ومتابعته الدقيقة للأداء الحكومي، واهتماماته الدولية، وتفاعله مع كل ما يحدث على المسرح الدولي بقدرة وكفاءة ودقة.

لقد جعل ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسأل الأمير: “كيف تجد وقتًا للنوم؟”، في دلالة على حرص سمو ولي العهد ومتابعته. هذه القراءة تدفعنا للتساؤل عن طريقة سموّه الخاصة في إنجاز المهام، ليُصبح قدوة للشباب، وحافزًا لقيام كل فرد من المجتمع بما هو موكّل إليه، بكل اقتدار وعزم وأمانة.

أصبح سموّه قائدًا مُلهِمًا يقود الطموح، ويعزز الثقة، ويصنع الأمل في نفس كل مواطن، وانعكس ذلك حتى على المقيمين داخل المملكة؛ فقد لامسوا الواقع، وأدركوا الرؤية، وانطلق الجميع في سباق لتحقيق أهدافها وفق الجدول الزمني، وما تحقق حتى اليوم يؤكد أن بعض أهداف الرؤية قد تحقق في زمن قياسي، وقبل المدة المحددة، لأن الجميع اليوم يؤمن برؤية سمو ولي العهد، ويستلهمون منه الجِدّ والحرص في أداء المهام.

كانت الخطوة الأولى التي اختارها سموه لتحقيق أهدافه هي محاربة الفساد؛ فقد علم أن الفساد هو آفة التقدّم، والمعطل الرئيسي للتنمية. قرر أن يكون عدوه الأول، وأعلن عزمه على محاربة الفساد بكافة أشكاله. وانطلقت رؤية المملكة لمحاربة الروتين أيضًا والبيروقراطية، والعمل اليدوي البطيء، لنصل إلى سرعة في الأداء، وسهولة في الإجراءات، ووفرة في المال والجهد، وتقليل الخطأ، والقضاء على المحسوبيات. كل ذلك من خلال التحول إلى العمل الإلكتروني عبر تطبيقات عدة أصبحت تشكّل عصب العمل اليوم، وعلى أكثر من صعيد.

وبرؤية سموه الطموحة، وفكره الإداري المتميز، أوصل المملكة العربية السعودية إلى مراحل متقدّمة جدًا بين الأمم، عبر قرارات نافذة ونهضة سريعة في بضع سنين، نتيجة التجسيد الفعلي لمفاهيم علم الإدارة الحديثة على أرض الواقع.

وقد وجدت شعوب عربية وأجنبية في هذا النهج إلهامًا كبيرًا، جعلها تتطلّع بل وتُنادي باعتماد رؤية الأمير محمد بن سلمان واستنساخ المنهج في بلدانها، منطلقةً من محاربة الفساد، لأنها أدركت أنه العقبة الأولى نحو مستقبل مشرق.

نقاط كثيرة يمكن التطرّق لها لفهم جوانب الفكر الإداري في شخصية سمو ولي العهد، وأثر ذلك في تحقيق المكتسبات السياسية والاقتصادية للمملكة، وفي تسريع عجلة التنمية وضبطها وتوجيهها.

أتمنى ممن لديه القدرة على الإثراء وتسليط الضوء والقراءة العميقة لتلك المفاهيم، أن يساهم في تحويلها إلى دراسات بحثية متخصصة في علم الإدارة، تتناول شخصية قيادية فذّة، تمتلك الرؤية والطموح والرغبة والجدية لتحقيق إنجازات متلاحقة للوطن، وقد وصفه عظماء بأنه قائد مُلهِم

عبدالعزيز بن رازن

مستشار بمركز الاعلام والدراسات العربية الروسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى