شهدت مدن إيرانية عدة، أبرزها طهران، مشهد، قم، وأراك، تظاهرات حاشدة تنديدًا بالضربة العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع داخل إيران، في تصعيد غير مسبوق فجر غضبًا شعبيًا واسعًا. وتركزت أكبر التجمعات في ساحة انقلاب وسط العاصمة طهران، حيث ردد المتظاهرون شعارات تطالب بالرد السريع والحاسم على “العدوان الصهيوني”، ورفعوا لافتات منددة بالصمت الدولي.
وفي مشهد لافت، ارتفعت الراية الحمراء – رمز الثأر – فوق مسجد جمكران بمدينة قم المقدسة، في خطوة رمزية تنذر برد مرتقب، وتحمل دلالات دينية وتاريخية عميقة في الثقافة الشيعية، حيث تُرفع عادة إيذانًا بمرحلة مواجهة وانتقام.
كما شهدت مدن تبريز وياسوج وخرسان الشمالية مظاهرات مماثلة، شارك فيها آلاف المواطنين، بعضهم ارتدى الأكفان، في إشارة إلى استعدادهم للتضحية. وطالب المتظاهرون القيادة الإيرانية باتخاذ إجراءات حازمة تجاه ما وصفوه بـ”العدوان الغادر”.
وتزامنًا مع الاحتجاجات، أفادت وسائل إعلام محلية أن الدفاعات الجوية الإيرانية تصدت للهجمات الإسرائيلية في مناطق متفرقة من وسط وشمال شرق طهران، ما تسبب في سماع دوي انفجارات متكررة، أثارت حالة من التأهب بين السكان.
وتعد هذه الموجة من التظاهرات من أكبر التحركات الشعبية التي تشهدها إيران منذ سنوات، في وقت تسود فيه المنطقة حالة من التوتر الشديد وسط دعوات دولية لخفض التصعيد.