أخبار العالم

الحرب الإسرائيلية الإيرانية تدخل يومها الثامن: تصعيد محسوب أم انزلاق إلى مواجهة إقليمية مفتوحة؟

مع دخول المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران يومها الثامن، تتسارع وتيرة التصعيد الميداني بشكل غير مسبوق، وسط مخاوف متنامية من أن تتحول المعركة إلى حرب إقليمية واسعة يصعب احتواؤها، في ظل تعقيدات المشهد السياسي وتشابك المصالح الدولية.

ضربات مركّزة على البنية النووية والعسكرية

منذ ساعات الفجر الأولى، كثّفت إسرائيل هجماتها على العمق الإيراني، مستهدفة مواقع حساسة شملت منشآت نووية في نطنز وأصفهان، بالإضافة إلى مواقع تخزين وإطلاق صواريخ في محيط طهران وسواحل الخليج. وتعتبر هذه الهجمات الأوسع منذ بداية التصعيد، حيث تشير مصادر أمنية إسرائيلية إلى أنها نجحت في تدمير جزء كبير من القدرات التشغيلية لهذه المنشآت، مما “أعاد البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء”، وفق تصريحات عسكرية إسرائيلية.

رد إيراني مكثف وخسائر في العمق الإسرائيلي

في المقابل، جاء الرد الإيراني سريعاً وعنيفاً عبر إطلاق موجات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، مستهدفة مدناً رئيسية مثل حيفا وتل أبيب وبئر السبع. وأسفر الهجوم الأخير عن إصابة مستشفى “سوروكا” في بئر السبع بأضرار كبيرة وسقوط أكثر من 200 جريح، في مؤشر على ارتفاع مستوى المخاطر تجاه المدنيين والبنية التحتية الحيوية داخل إسرائيل.

وأفادت تقارير عسكرية إسرائيلية أن الهجمات الإيرانية تميزت هذه المرة باستخدام قنابل عنقودية، ما يعكس محاولة إيرانية لرفع كلفة الهجمات المضادة وإحداث أكبر قدر من الضغط السياسي والعسكري على تل أبيب.

ضربات نوعية على قيادات الحرس الثوري

ضمن عمليات الاستهداف النوعي، أعلنت إسرائيل تصفية عدد من كبار قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وعلى رأسهم سعيد إيزادي وبهنام شهرياري. واعتبر مراقبون أن استهداف هذه القيادات يحمل أبعاداً استراتيجية، باعتبار أن فيلق القدس يشكل الذراع الخارجية الرئيسية لنفوذ إيران الإقليمي.

المشهد الدولي: تحذيرات متصاعدة وخشية من الانفلات

دولياً، تتزايد الضغوط لوقف التصعيد العسكري تجنباً لانفجار مواجهة واسعة. فقد سارعت الأمم المتحدة وعدد من العواصم الغربية إلى إطلاق تحذيرات من “كارثة إنسانية” قد تلوح في الأفق، مع بدء انقطاع الإنترنت في مناطق واسعة من إيران، وبدء بعض الدول في تنظيم عمليات إجلاء لمواطنيها من طهران.

في الجانب السياسي، تعمل فرنسا وألمانيا وبريطانيا على تحريك ملف التفاوض النووي، في محاولة لفتح نافذة دبلوماسية تتيح تخفيف التوتر، بينما تربط طهران أي تقدم في هذا المسار بوقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية بشكل فوري.

واشنطن في مفترق طرق

على الجانب الأمريكي، تتزايد التكهنات حول الخطوة المقبلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يدرس خيارات تصعيد إضافية قد تشمل توجيه ضربات جوية لمنشآت نووية إيرانية أشد تحصيناً، من بينها منشأة “فوردو”، وهو ما قد يفتح جبهة جديدة تزيد من تعقيد المشهد وتدفع المنطقة نحو حافة الحرب المفتوحة.

صراع مرشح للتوسع

ويرى مراقبون أن المشهد الحالي لا يزال يحمل طابع “التصعيد المحسوب” من الجانبين، لكن مع استمرار ارتفاع الخسائر البشرية والمادية، وازدياد الضغط الشعبي على الحكومات، تظل كل السيناريوهات مفتوحة، خاصة مع تعاظم احتمالات دخول أطراف إقليمية أخرى على خط المواجهة، سواء بشكل مباشر أو عبر الوكلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى