المقالات

الأمير محمد بن سلمان: كاريزما القائد

تابع العالم باهتمام بالغ زيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية، ذلك القائد الملهم الذي يتمتع بمهارة الحديث العفوي والرد السريع والإجابة الشافية لكلّ تساؤل. لقد تناقلت وسائل الاعلام في العالم لقطاتٍ من لقاءاته وحواراته، ووصل عدد مشاهدات هذا الأمير المشرقي الذي يتمتع بكاريزما قيادية عالية إلى المليارات خلال فترة وجيزة للغاية؛ لقد رآه الجميع قائدًا ملهمًا صاحب رؤية استثنائية. لكن هل سُجّلت هذه المشاهدات المرتفعة لأجل حديثه الآسر للقلوب والعقول فقط أم هناك أسرار شكّلت نقطة جذب للشباب في العالم بأسره لشخصية الأمير محمد بن سلمان؟

لقد مرت سنوات ونحن نرى -كسعوديين- أنّ ولي العهد السعودي ملهم لنا دائمًا؛ فحديثه الصادق وهو يعلو المنصات العالمية في كلّ القمم السياسية و الاقتصادية يرشّحه ليكون نموذجًا للقائد الملهم ليس للسعوديين فحسب بل للشباب في الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه بل قُل للشباب في العالم أجمع؛ فهو القائد المتحمس لشعبه ذكورًا وإناثُا، صغارًا وكبارًا، بل المتحمّس للأمة جمعاء؛ ولأنّه صادق في حديثه، تجد عباراته وردوده الذكية تدخل القلوب. ولعلّ اهتمامه بهندامه ومظهره الخارجي كان عاملًا من عوامل قبوله بين الشباب الذي بات يتابع أدقّ تفاصيل مظهره، ويسعى لتقليده في أحايين كثيرة.
ولو نظرنا بحيادية تجدنا مباشرة مبهورين بذلك الشاب المؤمن بثقافته وعروبته، المعتز بلغته لا يتوانى عن التحدّث بها أمام العالم رغم إتقانه الإنكليزية، كما تبدو جوانب اعتزازه بجذوره العربية الأصيلة الضاربة في عمق الصحراء واضحة بارتدائه الزيّ العربي التقليدي -البشت والشماغ- في جولاته حول العالم، وأعلنها صراحة وبروح الدعابة “من راهنوا على ارتدائي البدلة السوداء، قد خسروا الرهان”.

المسألة عند الأمير العربي محمد بن سلمان ليست مسألة اعتزاز باللغة أو بالمظهر العربي، بل مسألة قلبٍ يحمل قضايا الأمة العربية فيجعلها في قائمة أولوياته إلى جانب اهتمامه الشديد بمصالح السعوديين؛ فبالأمس سورية واليوم السودان. وها هو ببراءة وقلب المحبّ الشغوف يشير بيديه الميمونتين بإشارة الشكر والامتنان عند إعلان دعم قضايانا العربية الأولى في فلسطين، ثم سورية، ثم السودان التي تتحوّل لأيقونة محبة وسلام تجوب العالم بأسره. إنه قائد شاب يحمل أفكاره وأحلامه، وهي أحلام جيل الشباب في العالم العربي كلّه، فيحلم أن يكون الشرق الأوسط قلب العالم المزدهر بحقّ، لأنّه يؤمن إيمانًا عميقًا أن لدى الشرق الأوسط ودوله قوّة لا يُستهان بها، إنّها قوّة الشباب الذي يشكّل السواد الأعظم.

يجمع الأمير الشابّ محمد بن سلمان بين الرؤية الواضحة والاستراتيجية الراسخة لبلاده والمنطقة بأسرها. إنّ لديه قدرة على الإلهام والتحفيز بالأقوال والأعمال؛ فتراه يحفّز شبابها ليل نهار، يذكّرهم بهمة راسخة كجبال طويق مع اهتمامه بما هو أكبر وأهم وأعمق؛ إنّها قضايا العرب وأولها قضية فلسطين ثم سوريا والسودان. إنه يثبت دوما أنّه ابن وفيّ لبيئته وأهله.

لم يألُ جهدًا في جعل بلاده- خلال فترة وجيزة- وجهة جاذبة للاستثمارات العالمية، وكان جادًّا عندما قال إنّ مَن لم يلحق بهذا التسارع التقني والاقتصادي فهو الخاسر بلا شك. وهذه الرؤية سرعان ما نقلها تطبيقًا عمليًا بما لديه من حبّ الخير إلى سورية مع استمرار معونة مملكة الخير لكلّ جار وصديق في أصقاع العالم.

لقد اهتم الأمير الملهم بالمرأة السعودية، فعمل على تعزيز دورها في المجتمع بخطوات استراتيجية فاعلة لم يسبقه فيها أحد؛ ويشكّل وجود سمو الأميرة السفيرة ريما بنت بندر على يمينه وبجواره في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية أكبر دلالة على اعتزازه الكبير بدور المرأة في رؤيته الطموحة.

إنّ هذا القائد الملهم يتمتع بمهارات الحديث الجاذب في التحفيز والرد السريع والإجابة الشافية لكل تساؤل في لقطات تناقلتها وسائل الاعلام في العالم شجّعتنا نحن السعوديين على الاستمرار بشغف وعلى العمل بحب لكلّ ما يخدم هذه البلاد المباركة والمشاركة بجدّ وحماس في التنمية الوطنية.

باختصار، الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، يعد نموذجًا للقائد الملهم الذي يحقق سمات القائد الحقيقي. إنه قائد يجمع بين الرؤية الواضحة والاستراتيجية الثابتة، ويملك مفاتيح قلوب الساسة في العالم لكنّه أيضًا يملك مفاتيح قلوب الشباب في العالم العربي. وصدق الشاعر بلهجة سهبية محببة إذ قال “لو شاف أبوتركي مواقف حفيده عرف بأن الملك ثابت و منصان”.

أ.د. أماني خلف الغامدي

جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى