المشاهد يلحظ التسارع المتنامي الذي ترعاه القيادة في رؤية ٢٠٣٠ يشكل توجه رشيد على مستوى جميع المجالات، بما يحقق المستهدفات التي تكفل استدامة النمو والتطور بوعي تاريخي ومعرفي وتطلع متقد لغد أفضل ..
في هذه البيئة الإيجابية والمحفزة تسابق الوطنيون للمشاركة فيما يعزز اللحمة الوطنية والإثراء الثقافي والوعي المجتمعي، فانتشرت المبادرات
من نساء ورجالات الوطن للاستفادة من طاقات وخبرات أبناء الوطن، لتعظيم الفائدة والتلاقح الثقافي المثمر طبعا بجهود يُبذل فيها المال والجهد والوقت، حبا وإيمانا بهذا الوطن العظيم وقيادته العظيمة وشعب المملكة العربية السعودية الكريم …
في مقالي هذا اتناول الجانب الثقافي والاجتماعي، ذا القوالب والتكوينات المتعددة ولكنني اخص تلك المحاظن في بيوت ومقار اشخاص حملهم الحرص والاهتمام والوطن ان يستقطعوا من أوقاتهم، جلسات بذوي الخبرة وبأصحاب التخصصات
وبالشخصيات المميزة للحوار والنقاش والتعارف في إطار مجتمعي بمباركة رسمية والتزام بالتعليمات وفق الانظمة والتوجيهات وهذا ما يعرف بالصوالين ( احدية اثنينية ثلوثية ……. ) او الأمسيات او الديوانيات ..
والواقع أنني حضرت بعض الأماسي في هذه المنابر الحرة التي قامت على جهود شخصية بحتة من مؤسسيها، لأن هؤلاء الأفراد اهتموا بالمعرفة والثقافة وأصبحت لهم هاجسا حتى يحصل عليها الجميع.
تعددت الصوالين الأدبية وتنوعت مسمياتها، توزعت على مساحة الوطن وقد تكفل القائمون عليها برعايتها ماديا ومعنويا في سبيل نشر ثقافة المعرفة، وتعزيز التواصل وامتزاج العلاقة بين الشباب والشيوخ ونقل الخبرة، والاستفادة من كل جديد، كما أن لها دورا هام في حمل مرتاديها والمتحدثين على منابرها إلى دائرة الضوء.
وحديثي هنا بخصوصيته عن ثلوثية أحمد التويجري في بريدة، كا أنموذج، والتي تفردت ولم يقتصر دورها على نقل الثقافة والمعرفة فقط بل تعددت إلى التأثير المباشر من خلال تقديم أعمال لها عمقها في خدمة المجتمع.
تأسست ثلوثية أحمد التويجري عام 2016 هذا التاريخ الذي سبق تأسيس وزارة الثقافة وهيئة الصحفيين السعودية، جاءت بفكرة من مؤسسها امتدادا لإرث إسلامي وعربي ولتصنع تميزها كأحد المحركات الثقافية في المملكة، من خلال استضافتها للرموز والاختيار الدقيق للمواضيع المطروحة، حتى باتت مصدر من مصادر الفكرة والمعلومات التي تخرج من محدودية الإطار الضيق إلى نطاق أوسع يحمل هم الوطن.
الثلوثية تحمل الصفة الرسمية تحت اشراف وزارة الثقافة.
ومن اللافت لمن يزور حساب الثلوثية على منصات التواصل خاصة ال YouTube الذي تم فيه توثيق الأمسيات التي عقدت باحترافية عالية، وجاءت مواضيعها متنوعه، وطنية وتاريخية وصحية وأدبية، والسير الذاتية، طرح متنوع في كافة الأمور الحياتية وتلمس الاحتياجات المختلفة.
ومن المهم أن أشير إلى أن مؤسس هذه الثلوثية الاستاذ أحمد بن عبدالله التويجري يقف على الحياد، ولا يتدخل في اختيار الضيوف أو المواضيع ويترك الحرية للجنة مختصة بهذا الشأن، ويقتصر دوره على تقديم المشورة والرأي.
وقد عرف عنه مسؤوليته الاجتماعية والأخلاقية الذاتية وسعيه لتحقيق التوافق الاجتماعي والتكامل، وتبنيه أهمية الحوار في تقريب المفاهيم.
هذه الثلوثية التي أتوقع أن يمتد دورها وأثرها إلى اجيال أخرى إن شاء الله، نظرًا لتكوينها المؤسسي، والإيجابية التي تصنع الفرق لتظل منارة لها دورها الهام في رفد هذا الحراك الكبير في مشهدنا الثقافي.
وقد كان لي شرف حضور الأمسية الأخيرة التي أقامتها الثلوثية، وتحدثت فيها سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد آل سعود عن “تمكين المرأة” والتي شهدت حضورا كبيرا من الجنسين .
وفي نهاية الأمسية يتجسد التكامل والتلاحم في اتاحة الفرصة لتدشين تطبيق خاص بالطلاب في القدرات والتحصيل، من قبل سموها ومبادرة من الأستاذ أحمد الذي زاد من وهج تلك اللحظة الإنسانية بإعلانه مبادرة- أن التسجيل خلال أسبوع بالمجان- وعلى حسابه الخاص.
حيث تجاوز العدد في نهاية الأسبوع إلى أكثر من 25,000 طالب وطالبة من كافة أنحاء المملكة، لحظة تشعرك بلذة العطاء، لفكرة تجاوزت محدودية الإستفادة لتصل إلى أبعد مدى بروح طيبة.
وقد قامت الثلوثية بهذا الدور الاستراتيجي الهام للرقي بالمشهد الاجتماعي من كافة نواحيه، والذي لم يقتصر على إطلاق برنامج بل تعدى إلى عقد شراكات مع مؤسسات ثقافية واجتماعية، لعل آخرها الشراكه مع بيت الثقافة ببريده.
وقبل النقطة الأخيرة عندما نشيد بمثل هذه الصروح الثقافية المميزة تأتي هذه الإشادة صدى لتميزها في العطاء غير المحدود.
وتقف ثلوثية أحمد التويجري في الصفوف الأولى، لعملها المؤسسي المتكامل واحتراف فريقها المميز بقيادة المؤسس المتطلع للأفضل دائمًا.
اضافة إلى ما قيل ويقال عن ثلوثيته المباركة بانهاء بحق من احسن وأجمل وأمتع وأنفع مجلس يدار فيه
ما يحتاجه مجتمعنا السعودي من فكر وثقافة والخروج منها بنتائج باهرة ومفيده للمجتمع.
ومن بركاتها التي يشار اليها بالبنان
الاجتماع الذي كان فيه تأبين لشخصية وطنية صادقة خدمة الدين والوطن والمليك والدي محمد بن عثمان البشر رحمه الله تعالى وجميع اموات المسلمين
وحضرها نخبة من كبار رجلات بريده
خصوصاً والوطن عموماً وهذا وفاء
من صاحب الثلوثبة بارك الله له في عمره وولاده ورحم الله زوجه وجعلها في روضة من رياض الجنة
نفع الله بك الإسلام والمسلمين
ووطنا السعودي الكبير بقيادة وشعبه الكريم.