المقالات

الفصول الأربعة وتعزيز ثقافة الغياب

قبل أن أبدأ الكتابة.. بذلت جهدًا لأكون أكثر حيادية في الطرح، مستفيدة من تخصصي وخبرتي في مجال التعليم والتربية.
تعرفون ما هي الحقيقة المسكوت عنها؟
إنها الواقع التعليمي الذي لم يستهدف محور العملية التعليمية: الطالبة والطالب.
سأكتب بتفاؤل، منطلقة من النقاط الصحيحة المضيئة التي لا يخلو منها واقع التعليم، رغم قتامة الصورة، والأصوات التي بُحّت من أجل تصحيح الأوضاع التعليمية بعد مستجدات الفصول الدراسية الثلاثة وتداعياتها.
لذا، انطلقوا معي في هذا المقال، لعلنا نلتقي في نهايته على أمل مشترك، ينتظره كل مَن يسيرون في ميدان التعليم لتحقيق تطلع قيادتنا لعملية تعليمية تؤهل أبناء الوطن لمستقبل مشرق بإذن الله.
فعندما تنتهي المقررات الدراسية ويبقى العام الدراسي مستمرًا، يكون الطالب قد فقد شغفه واستفادته، نتيجة التخبط والعشوائية من الجهة التعليمية في إدارة الوقت الذي تجري فيه العمليات الدراسية.
وأيضًا، عندما يُخنق الطالب بثلاثة فصول دراسية، نصفها إجازات مطوّلة أو “ممطوطة” فقط من أجل أن تكتمل عدة العام، وحتى لا يُمنح المعلم إجازة “لا يستحقها” في نظر من سنّ تلك القوانين، بماذا نفسّر الوضع للطالب وولي الأمر؟
كذلك، عندما يُجبر الطالب على أداء الاختبار بعد عيد الأضحى، في حين كان من الممكن إنهاء الموضوع بكل يُسر وسهولة في شهر ذي القعدة، الذي مُلئ فراغه باحتفالات التخرج، فكيف نُجيب؟
وأخيرًا، وهذه تستحق علامة تعجب واستفهام…
عندما يُجبر الطالب على قضاء يوم دراسي كامل بعد انتهائه من اختبار المادة، بلا هدف واضح، وقد انتهت المناهج، فماذا بعد؟
الطالب بعد الاختبار يكون في وضع نفسي وجسدي مرهق جدًا، وليس لديه استعداد لاستقبال أي محتوى جديد.
فما هو الهدف؟
الحقيقة أنني لا أدري سر هذا التعسف مع الطالب المسكين، الذي بات يفرّ من كلمة “مدرسة” نُطقًا وكتابة وحتى تفكيرًا!
وباتت مشاعر النفور تتسلل إلى نفوس الكثير منهم، وقد ندرك – أو لا ندرك – ما لهذه الحالة النفسية من أثر سلبي على التحصيل والاستفادة
لا تظنّوا أنني أُبالغ، فهذا هو الواقع المُرّ بكل شفافية.
أما حكاية “الفصول الدراسية الأربعة”، وهي ثلاثة كما سنها النظام التعليمي، فمن أين أتى الفصل الرابع؟
يا سادة يا كرام، هو فصل الغياب، الذي عُززت ثقافته في نفوس الطلبة، فأكاد أجزم أن 50% من أيام هذا العام الدراسي الطويل جدًا والمرهق، لم يُحضَر فيها، خاصة في ظل ثقافة متوارثة لدينا: “يوم قبله ويوم بعده”، واللبيب بالإشارة يفهم.
نأتي إلى واقع الفصول الدراسية كما هو الآن، وهو وضع غير جيد، ولابد من مراجعته، والتراجع عن بعض القرارات التي أثبتت عدم جدواها، بل أحدثت خللًا واضحًا في العملية التعليمية، التي بات ينفر منها المستفيد الأول: الطالب.
يا سادة يا كرام، الاستماع لآراء الآخرين ليس معناه تقبلًا تامًا لمحتواها، لكنه تمكين للغة العقل التي تُفرز وتستجيب وتتفاعل وتعمل على التطوير والتهذيب للخروج بقرار متماسك، خالٍ من الثغرات.
عندما نكتب بحب، فإننا نرمي إلى إيصال الواقع بعين أخرى، ومن زاوية مختلفة، لأننا نحب هذا الوطن، وننشد له الكمال في كل شيء، خاصة ونحن نعيش هذه النهضة الشاملة، ونرفل في أفياء رؤية طموحة من أساسياتها: جودة الحياة.
لا بد من تصحيح، فالمستويات تتدنّى…
واسأل من جرّب، ولا تسأل الطبيب.
بوركت قيادتنا الرشيدة، وبورك الوطن، وهُديَ المسؤولون عن هذا الأمر لما فيه الصالح العام.

فاطمة الدوسري

أديبة وقاصة

‫13 تعليقات

  1. مقال من صاحبة قوس برتها التجربة والمعرفة فأصابت به داء
    فعلا الفصول الاربعة تغير احدث إرباكا ملحوظا على الطلاب
    في التلقي والشغف واكثر من ذلك
    شكرا بنت الريف على هذا الطرح الجيد والمفيد

  2. مقال مميز يستحق أن يقرأه كل من له علاقه بقرارات التعليم الأخيره

  3. الهدف الأول والأخير من هذا هو المعلم
    حتى لا يأخذ إجازة طويلة.
    حتى الجامعات غيرت نظام ثلاثة فصول إلى فصلين.
    أبن العدالة.
    طالب التعليم العام يدرس طولةالعام الدراسي.
    حتى في أيام الاختبارات يحضر يوم دراسي بلا هدف منه. من بعد انتهاء المنهج الدراسي.
    وطالب الجامعة يختبر في شهر ذي القعدة ويتمتع بإجازته.
    لا بد من إعادة النظر في قرارات وزارة التعليم. حول الفصول الدراسية الثلاثة.

  4. قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي
    وزارة التعليم علمتنا خلال الفترة الماضية الاستبداد بالرأي ودون النظر في مصلحة التعليم فقد هدم قرار الفصول الثلاث وتقليص الاجازة الصيفية نفسية الطالب والمعلم وكما ذكرت أصبح الطالب يفر من كلمة مدرسة ..ولا حول ولا قوة إلا بالله

  5. صدقتي والله العظيم بالفعل الطلاب فقدو الشغف بقوة واذا ذكرت المدرسة وكأنك تذكر شيطان رجيم فيستعذون منها اردات الوزارة ان تمشي وراء كل ناعق ولم تدرك حجم الضرر الذي يصاب به المتعلمين الذين خرجوا بدون تعليم من جراء التعنت الوزاري والذي ترغب في معاقبة المعلمين فخسرت المتعلمين وافسدت حياة الشعب

    1. الله يسعدك يا اختنا فاطمة
      هذي كلمة حق توضع في كتابك العمري
      ما اجمل ان يقول المواطن كلمة الحق ..
      حقيقة بعد خوض تجبربه الفصول الثلاثه تغير في المجتمع اشياء للاسوء للاسف
      الام صارت لا ترتاح خاصة الام الحريصه
      تدرس عيالها.. وتوصيل وعيود…الخ كانها في دوامه… ثم الاسرة صارت مفككه لا يوجد اجتماع….نوم وسهر….السياحه تقريبا انتهت.خاصة من عندهم عيال في الثانوي..حقيقه…رجعونا لترمين واجازة طويله يستفاد منها…ام الاجازة القصير فقط صارت لنوم…واذا تعود الطفل عل عدم السهر جاءت هذي الاجازات القصيره وخربت النظام…اقول اقتراح….التعليم الصيفي اجله اختيارى وليس مجاني..الا من يستحق..وليس طويل اسبوعين ويعطى شهادة عمل تطوعي….كامهات نرفض الاترام المتعدده..ارجعوا لنظام المراكز الصفيه ودوارات قصيره.

  6. هل فصلين دراسيين متصلة وبدون اجازة مطولة سوف تكون أفضل من ثلاثة فصول دراسية يتخللها اوقات للراحة
    إذا كانت فصلين كم ستكون مدة كل فصل
    هل سيتذكر الطالب ما درسه في اول يوم دراسي
    هل سينتهي العام الدراسي قبل موسم الصيف
    اعملوا مقارنة بين فصلين و ثلاثة فصول تشمل مدة الدراسة والإجازات ونهاية العام الدراسي

  7. نعم كلام سليم وفي الصميم من مجربة ومتمرسة في العملية التعليمية الموجودين الان في قيادة التعليم لا يعرفون مشاكل التعليم وتوجهوا للمعلم والضغط عليه بكل الوسائل من زيادة الاعباء والمهام الكتابية وتركوا التعليم وجعله شيء ثانوي والقادم اسواء مع التقييم الجديد للمعلمين والكادر التعليمي بشكل عام
    المناهج مكررة يدرس موظوع في مادتين مختلفة في نفس الصف والفصل الدراسي طرق تدريس قديمة وسائل غير متوفرة في كثير من المدارس اعداد الطلاب مرتفعة جدا في المدارس بسبب الظم هناك مشاكل كثيرة تركت وتوجهوا للمعلم كيف يتم الضغط عليه البصمة قادمة الطلاب ملوا والمعلمين كذالك التقاعد اصبح افضل خيار للهروب من هذه البيئة المنفرة
    اعتذر عن اي خطاء املائي وذلك للاستعجال في الكتابة

  8. مع الاسف مايرد هنا الا المعلمين والمعلمات ويجعلون من نفسهم ضحايا وينسون ان القطاعات الحكومية والخاصة الأخرى عندهم دوام كل السنة ولا يمكن اخذ اجازة الا ايام وهم يطلبون بحجة فقدان الشغف للتعلم عند الطلبه و لم يأبهو بالعلم الذي ينسى بالاجازات الطويلة والملل الذي عانينا منه في سنوات الإجازات الطويلة ما الفائدة من اجازة الاشهر الطويلة غير انكم تحصلون على رواتب بلا دوام

  9. يشير المقال بشكل مقنع إلى أن نظام الفصول الدراسية الثلاثة الحالي قد أدى إلى نتائج عكسية، خاصة فيما يتعلق بدافعية الطلاب وحضورهم. إن إشارة الكاتبة إلى “فصل الغياب” كمفهوم رابع هو توصيف دقيق للواقع التعليمي، حيث يفقد الطلاب الاهتمام عندما تتخلل الدراسة فترات طويلة وغير مبررة من الإجازات والفراغ بعد انتهاء المناهج. يتطلب هذا الوضع مراجعة شاملة للقرارات التعليمية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من العملية التعليمية وتأهيل أبناء الوطن بفعالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى