الرياضيةالمقالات

الهلال لا يُكتب بل يُخلد عالمياً ..

✍️جمعان البشيري

في مشهد كروي استثنائي، أطلّ الهلال على العالم لا كضيف شرف، بل كندٍ شرس، وكتب اسمه بأحرفٍ زرقاء في دفتر المجد العالمي. لم ينتظر أن تُسجّل الصحف اسمه، بل كتب بنفسه سطرًا خالدًا حين هزم مانشستر سيتي، بطل أوروبا، بأربعة أهداف لثلاثة، في ملحمة كروية لا تُنسى ضمن منافسات دور الـ16 لبطولة كأس العالم للأندية 2025.

نعم، الهلال فعلها! وأصبح أول نادٍ عربي وآسيوي يهزم ناديًا أوروبيًا في بطولة رسمية تحت مظلة “الفيفا”.

فوز لا يعني فقط نتيجة مباراة… بل يعني أن آسيا تتنفس مجدًا، والعرب يقفون تحت راية زرقاء رفعتها أقدام الهلاليين.

جماهير الهلال لم تكن غائبة عن هذا الإنجاز؛ فقد كانت الحناجر تهتف قبل أن تُسجَّل الأهداف، وكانت القلوب تسبق الكرة نحو الشباك. جمهور الهلال هو وقود الفريق، هو الجدار الذي استند عليه اللاعبون في لحظات الشك، وهو من يزرع الثقة في كل لمسة وركلة. هلال الجماهير ليس مجرد شعار، بل هو واقع نعيشه كلما ارتفعت الرايات الزرقاء.

حين انطلقت البطولة، لم يكن الهلال في كامل عافيته. غابت عناصر، وارتبكت خطوط، وتسللت الشكوك. وصفه بعض النقاد والمحللين بأنه “جاء إلى البطولة على عكاز”. لكن الهلال، كالعادة، لا يُقاس بالظروف، بل يُقاس بالتاريخ. فالعكاز تحوّل إلى رمح، والطموح إلى إعصار اجتاح أحد أعظم أندية العالم.

لعل أبرز ملامح البطولة كانت مغامرة الهلال بمدرب جديد، سيموني “إنزاغي” ، الذي تولى القيادة الفنية قبل أسابيع فقط، دون معرفة تامة بالفريق، أو انسجام مع عناصره، أو حتى استعداد ذهني للبطولة. ومع ذلك، قاد الأزرق بانضباط تكتيكي، وشجاعة هجومية، جعلت منه أحد أبطال المشهد الكروي. ليس لأن الهلال كامل، بل لأن الهلال “كامل بمعناه”، يعرف طريق البطولات، ويُمهّد لمدربيه الطريق نحو المجد.

سيظل الهلال… زعيم القارة وسفيرها الأجمل؛ فما فعله الهلال ليس إنجازًا للنادي وحده، بل هو تشريف للمملكة العربية السعودية، ورفعٌ لراية العرب، وتجديد لأمل قارة آسيا التي لطالما انتظرت من يمثلها بهذا الشموخ. لقد أعاد الهلال تعريف التوازن في كرة القدم، وأثبت أن التفوق الأوروبي ليس قدَراً، وأن المجد ليس حكرًا على قارات بعينها.

حين يصبح المجد عادة الهلال لا يُكتب بل يُخلد اسمه عالمياً .. فلم يمر من هنا مرور الكرام، بل يزرع أثرًا في كل بطولة، وكل قارة، وكل شاشة عرضت له مباراة.

هو نجم يتكرر في سماء العظمة، هو سطرٌ يسبق كل قصة فخر، هو النشيد الذي تحفظه الملاعب، والأسطورة التي تكتب من جديد في كل زمن..!

همزة وصل :

في كأس العالم للأندية 2025، لم يكن الهلال مجرد فريق مشارك، بل كان المعنى الحقيقي للبطولة..وكان،ولا يزال، الزعيم.

جمعان البشيري

محرر صحفي - جدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى