المقالات

إعلام وأدب الطفل… نافذة على المستقبل

لطالما كان الطفل محور اهتمام المجتمعات، فهو بذرة المستقبل وأمل الغد. ومن هذا المنطلق، تبرز أهمية إعلام وأدب الطفل كونهما الأدوات الفعالة في تشكيل وعي الطفل وتنمية شخصيته وصقل مهاراته. فمن خلال الكلمة المكتوبة والصورة المعروضة، نغرس في نفوسهم القيم النبيلة ونعزز لديهم الحس الوطني ونفتح لهم آفاق المعرفة والإبداع.

لقد شهد إعلام وأدب الطفل في المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا على مر العقود، حيث بذلت جهود كبيرة لتقديم محتوى هادف وممتع للأطفال. ويذكر بالتقدير هنا الدور الرائد الذي قام به الإعلامي الدكتور خضر اللحياني، الذي يعتبر من أوائل الإعلاميين الذين اهتموا ببرامج الطفل وقدموا محتوى تربويًا متميزًا عبر شاشة التلفزيون.

ومع التطورات المتسارعة في عالم الإعلام والتكنولوجيا، أصبح من الضروري تطوير إعلام وأدب الطفل بما يتواكب مع احتياجات العصر وتطلعات الأجيال الجديدة لا سيما وان التعداد السكاني للأطفال اقل من 15 سنة بلغ 22% من التعداد السكاني. وفي هذا السياق، نرى أن إنشاء قناة تلفزيونية متخصصة في برامج الطفل يمثل خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف. هذه القناة يمكن أن تقدم مزيجًا من البرامج التعليمية والترفيهية التي تثري عقول الأطفال وتنمي قدراتهم. كما يمكن للقناة أن تستلهم من البرامج التلفزيونية القديمة الناجحة، مع تطويرها وتقديمها بمفهوم معاصر يجذب الأطفال ويحقق أهدافنا التربوية.

في مقالنا هذا، نؤكد على أهمية إعلام الطفل وأدبه في بناء جيل المستقبل. ونقترح إنشاء قناة تلفزيونية متخصصة في إعلام الطفل، تعتمد على أحدث التقنيات وأفضل الكفاءات، وتهتم بإنتاج برامج تلفزيونية هادفة وممتعة، تستوحي من البرامج التلفزيونية القديمة، وتقدم محتوى جديدًا ومبتكرًا، يتناسب مع متطلبات العصر.

إن إنشاء قناة تلفزيونية متخصصة في إعلام الطفل ليس مجرد حلم، بل هو ضرورة ملحة في عصرنا الحالي من أجل إعداد جيل المستقبل بثقافة راسخة رصينة ، فمن خلال هذه القناة، يمكننا أن نقدم لأطفالنا محتوى إعلامي هادف، يسهم في تنمية شخصيتهم، وتعزيز قدراتهم الإبداعية، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل. فلنعمل معًا من أجل تحقيق هذا الحلم، ولنجعل إعلام الطفل وأدبه في صدارة اهتماماتنا الإعلامية.

نتطلع إلى دعم معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، لتحويل هذه الرؤية الطموحة إلى واقع ملموس، ليحظى أطفالنا، جيل المستقبل، بفرص النمو والإبداع في ظل التحول الكبير نحو التاثير الذي يشهده الإعلام السعودي المعاصر.

د. علي محمد الحازمي

باحث اقتصادي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال جميل جداً
    ‏وتناول موضوع مهم وحاجة ملحة ، إنشاء قناة فضائية سعودية للطفل كما كانت في السابق (قناة أجيال) التي كانت تبث من مقرها في تلفزيون جدة
    ‏ومع الأسف
    ‏ تم إقفال هذه القناة ومعها ثلاثة قنوات أخرى وهي
    القناة الثانية
    وقناة الاقتصادية
    وقناة الثقافية
    ‏ فلم يصبح للطفل السعودي هوية يستقي منها المعرفة والتعاليم الدينية الأولية والقيم والعادات والتقاليد للمجتمع السعودي في وقت يحتاج فيه بناء شخصيته وهو في لبناته الأولى

    ‏كما هو الحال لفقد المثقفين لقناة تقدم إنتاجهم الثقافي والأدبي وتغطي كافة الفعاليات الثقافية والأدبية والمهرجانات والملتقيات والمنتديات التي تعني بالشأن الأدبي والثقافي

    ‏وأيضا ينسحب الحال نفسه على رجال المال والأعمال والاقتصاد بعد قفل قناة الاقتصادية السعودية مع الاسف الشديد

    ‏وما كانت تقدمه القناة الثانية من تعليمات وقرارات وانظمة جديدة صادرة من الجهات المختصة باللغة الإنجليزية للأخوة المقيمين في المملكة الغير ناطقين بالعربية

    ‏ثم
    ‏اشكر لكم دكتور علي الحازمي
    حسن ظنكم بأخيكم والاستشهاد بإسم خضر اللحياني كأحد المهتمين الأوائل بالطفل من خلال ما قدمت من برامج للطفل في التلفزيون السعودي تجاوزت 25 برنامج بعض حلقاتها وصل إلى 80 حلقة وأيضا فوازير رمضان للأطفال عام 1420 كأول فوازير تظهر على شاشة التلفزيون السعودي على الهواء مباشرة والتي كانت بعنوان (طائرة الوطن) للتعريف ب 30 مدينة سعودية من ناحية الموقع والمساحة وعدد السكان في حوار درامي بين كابتن الطائر والأطفال المسافرين على الرحلة وتختتم بنشيد يتحدث عن المدينة المتجهين إليها تلميحاً لا تصريحاً
    ‏تقديم الزميلة نسرين حكيم

    ‏إضافة إلى تأليف ثلاثة كتب في أدب الطفل واحد منها حاصل على خطاب شكر من الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني سابقاً

    ‏إضافة لتنظيم الكثير من المهرجانات الخاصة بالطفل خلال الثلاثين سنة الماضية
    ‏وبعض من هذه الأعمال منشورة على قناتي في ال YouTube وعلى مواقع أخرى ولله الحمد

    ‏شكرا دكتور علي مرة أخرى على هذا المقال وما تناولته وطالبت به معالي وزير الإعلام بإعادة النظر في إنشاء قناة سعودية خاصة بالطفل

    وشكرا لصحيفتنا الرائدة صحيفة مكة الإلكترونية
    ‏التي باتت أيقونة الإعلام الصحفي السعودي
    ‏من خلال ما يطرح فيها كبار الكتاب أمثالكم من مقالات تصب في خدمة الوطن والمواطن
    ‏ومن خلال التغطية المتعددة للشأن المحلي والدولي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى